شهور قليلة تفصلنا عن افتتاح واحد من أهم مشروعات وزارة الثقافة، وهو افتتاح دار الكتب والوثائق القومية فى منطقة باب الخلق، وذلك بعد إغلاقها عام 2014 جراء العملية الإرهابية التى استهدفت مديرية أمن القاهرة، وتسببت فى إحداث تلفيات بدار الكتب ومتحف الفن الإسلامى المجاور لها، لذا حرص "اليوم السابع" على إجراء حوار صحفى مع الدكتور محمود الضبع، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، للوقوف على أهم المشروعات والخطط التى تقدمها الدار.
أين أجندة دار الكتب والوثائق القومية الثقافية؟!
مواعيد الأجندة الثقافية فى دار الكتب والوثائق يجرى تنسيقها الآن لوضعها وتجديدها كل ستة شهور، كما أننا نعمل منذ بداية شهر يناير الماضى حتى نهاية يونيو المقبل على تجهيز خطة الأنشطة الثقافية الكاملة لكل أنشطة الدار بما فيها من مؤتمرات وندوات وفعاليات وما إلى ذلك، إضافة إلى هذا نجهز لوضع الأجندة الثقافية الثانية من 1 يوليو حتى 31 ديسمبر 2017، وهكذا سنمضى فى المستقبل على وضع أجندة ثقافية مكتملة حتى يكون للمستهدفين تصور كامل ومستقبلى عن الفعاليات التى يرغبون فى أن يشاركوا فيها، ولكى يكون الجهاز الإعلامى أجمالاً لديه خطة مستقبلة يترب من خلالها أوضاعه لتغطية هذه الاحداث أو أبداء الرأى فيها، لأن الأحداث التى ورائها دعم إعلامى توسع من دائرة الملتقى.
يسعى كل قطاع فى وزارة الثقافة على تقديم مشروعات تنويرية هامة.. فما خطط دار الكتب والوثائق القومية؟!
من أهم المشروعات التى قدمها دار الكتب والوثائق استكمال كل نواقص الدوريات المودعة فى دار الكتب سواء على استكمال الجزئى للإعداد غير الموجودة بدء من القرن 18 حتى الآن، سواء كانت هذه النواقص تتمثل فى الصحف أو المجلات التى صدرت عن مؤسسات كبرى أو مجلات خاصة أصدرها جماعة من المثقفين، فدار الكتب تسعى على الاستكمال على المستوى الجزئى للدورية التى ينقصها بعض الإعداد وبالفعل حققنا منجزا فى هذا الأمر وهى إصدار مجلة السفور التى من المقرر إصدارها خلال أيام، فالمجلة أصدرت منذ عام 1915 برئاسة تحرير عبد الحميد حمدى، وظلت تصدر حتى عام 1923 ولا توجد منها نسخة كاملة فى العالم، ويجرى حاليا طباعتها فى 7 مجلدات وعلى وشك الانتهاء منها، وكل مجلد يضم عاما كاملا.
كيف تعمل دار الكتب والوثائق لإثبات ملكية أى مجلة؟!
عندما صدرت مجلة السفور لأول مرة عام 1915 لم يكن لديها رقم الإيداع وهو الرقم الدولى الذى ظهر فى العالم، فلهذا عندما نقوم بإصدار دورية نأخذ لها رقم إيداع issl وذلك لنثبت ملكيتها مرة أخرى إلى مصر، وبالتالى نطبع منها كطبعة أولى 1000 نسخة من كل مجلد وتابعا إذا كان السوق سيحتاج إلى المزيد سنقوم بطباعة نسخة ثانية وثالثة، فبهذا الأمر قد أعيد احيائها مرة آخرى وتكون متاحة للجماهير بالأسعار التى تقررها لجنة التسعير فنحن لا نعمل كجهة ربحية، ولذلك لأننا نعمل على تقديم الثقافة وأتاحتها للجماهير.
هل استكمال نواقص الدوريات فى الصحف أو المجلات خاص بالإصدارات المصرية فقط؟!
لا بالطبع.. فالأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل قامت دار الكتب بحصر الدوريات الناقصة غير المتوفرة فى دار الكتب والوثائق القومية سواء لصدروها فى دولة أخرى لم تكن تصل الينا مثل الدوريات التى كانت تصدر فى العراق قديما أو التى صدرت فى سوريا وموريتانيا أو المغرب العربى فأى دورية بالغة العربية نقوم بالبحث عنها فى صياغتها الالكترونية ونقرر بعض ذلك طباعتها فى دوريات أو نكتفى بالحفظ الرقمى.
إلى أين وصلت دار الكتب والوثائق القومية فى عمليات ترميم المصاحف النادرة؟!
انتهت دار الكتب والوثائق القومية من ترميم مصحف السيدة نفسية، ويجرى الآن تصويره وذلك من أجل الاحتفاظ بنسخة عالية الجودة، ولهذا يتم تصوير المصحف بكاميرا دقيقة جداً فى صيغة الالكترونية كما هو متبع الآن، ويجرى عملية التصوير من أجل طباعة المصحف للتداول أو تقديم نسخ منه للبيع أو لاستخراج صفحات تصلح لأن تكون لوحات فنية فى شكل مميز وينطبق عليها قانون المستنسخات وهو يزيد الحجم عن الحجم الأصلى 200% أو يقل إلى 50% وهذا هو القانون المستنسخات المعمول به فى مصر وفى كلا الأحوال نحن نعمل فى المستقبل وسوف نطلقه فى القريب، وقبل إطلاق مصحف السيدة نفيسة ستنطلق مصحف عثمان بن عفان فهو يجرى تجليده الآن، ويعتبر مصحف عثمان بن عفان المصحف الأندر لأنه نسخة من أربع نسخ متواجدة على مستوى العالم.
هل فكرت دار الكتب فى استغلال المخطوطات لإظهارها فى شكل مستنسخات تشبه اللوحات الفنية!؟
تجرى دار الكتب والوثائق القومية، عمل اللوازم القانونية، لعمل مستنسخات من بعض المخطوطات التى تملكها الدار فهناك ما يزيد عن 60 ألف مخطوطة وكل مخطوط لها أجزاء متعددة وبعض المخطوطات أعدادها قليلة والبعض الآخر يزيد عدد صفحتها عن 700 صفحة، خاصة المخطوطة المصورة التى ترجع إلى العصور المملوكية والعثمانية والفارسية، وهناك أيضا مخطوطات عربية قديمة مصورة فيها تشريح طبى للعين أو رسم عن منجزات فن العمارة فى الإسلام، هذه المخطوطات المصورة فكرنا فى أن ننتج منها لوحات فنية يمكن تداولها فى المجتمع وبيعها باعتبارها قطعا فنية أثرية ويمكن أيضا المشاركة بها فى المعارض الدولية، وذلك لأن مصر تحتاج إلى دعم فى هذه المسألة، فيمكننا إقامة معارض دولية تعتمد على هذا الفكر لتدخل فى الصناعات الثقافية التى يقوم عليها اقتصاديات دول بأكملها مثل الصين وهذا المعنى الأوسع أو الأدق لإدارة المحتوى الواحد الآن بإشكال متعددة، فالمخطوطة المصورة يمكن إنتاجها فى شكل لوحة أوفى شكل طابع بريد أو كارت دعائى أو طباعتها فى شكل كتالوج أو تجميعها فى فيديو أو فى صورة إلكترونية مطروحة.
كيف تستثمر دار الكتب إنتاج اللوحات الفنية لإتاحتها للجماهير؟!
دار الكتب والوثائق لديها 33 مخطوطة مصورة، سوف تنتج منها لوحات فنية مع مراعاة تكييف اللوحات فى إطار قانونى وطرحا للبيع، ففى القريب العاجل ستخصص دار الأوبرا قاعة لوضع هذه اللوحات الفنية، إضافة إلى هذا سيتواجد مع كل لوحة توصيف باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية بما تحتويه اللوحة وما تتضمنه وما تدل به وفى أى عصر، وأيضا رقم المصنف.
هل يمكن للجماهير مشاهده المخطوطات والكتب القديمة بسهولة وهل يمكن للباحث الاطلاع عليها!؟
نعم.. وعلينا أن نعى أن المخطوطات على وجه الخصوص ليست أسرارا، فهى متاحة للجميع ومن حق الباحث الاطلاع عليها وفقا لما تقره اللجنة العلمية فى مركز تحقيق التراث، أما بالنسبة للعرض فإن دار الكتب بباب الخلق اختارت عددا من المخطوطات والكتب القديمة والمسكوكات "العملات الذهبية" التى تعود إلى العصور الإسلامية والمملوكية لعرضها فى المعرض المتحفى الخاص بالدار الذى من المقرر افتتاحه فى منتصف مايو المقبل، لكن ينبغى أن نفصل بين المشاهدة والتداول اليدوى، ذلك لأن التداول اليدوى يؤثر بالسلب على المخطوطة فهناك مخطوطات يعود تاريخها إلى آلاف السنين.
كيف تحافظ دار الكتب على المخطوطات والكتب القديمة؟!
تحرص دار الكتب والوثائق القومية، على الحفاظ على المخطوطات بإخضاعها إلى عمليات ترميم وحفظ وصيانة وعملية تعقيم تحت ظروف جوية ملائمة للعمل، كما أن الدار لديها مركزان للترميم على درجة عالية من الجودة والخبرة، لدرجة أن جهات دولية تلجأ إلينا لتحصل على دورات تدربية، وبالفعل لدينا دورة تدريبة ستبدأ فى 13 شهر مارس يشارك فيها باحثون يأتون من مختلف الدول العربية لكى يحصلوا على دورة تدربية من دار الكتب والوثائق، فهذان المركزان مكتملا العناصر وبه أستاذة التعقيم مرواً بالمهندسين الكيميائيين وانتهاءً بالمجلدين.
هل دار الكتب تحرص على متابعة المزادات العالمية التى تبيع بعض المخطوطات المصرية؟!
لا.. فالمزادات العالمية لا تعنينى لأسباب، السبب الأول المخطوطات المملكة لأشخاص قد تفوق حجم المخطوطات المودعة فى المؤسسات الرسمية المصرية، وكذلك الأمر ينطبق على الوثائق فحجم الوثائق المملكة للأفراد تزيد عن الحجم الرسمى للمتواجد فى المؤسسات، كما أن حجم القطع الأثرية المخزنة والمحفوظة يفوق مئات المرات ما هو معروض فى المتاحف على مستوى مصر، أما السبب الثانى عندما يتم العثور على مخطوطة فى مصلحة الجمارك تتم مخاطبة دار الكتب ونستلم المخطوطة وندرجها ضمن ممتلكات دار الكتب.
هل ارتفاع سعر الدولار فى الأيام الأخيرة.. أثر على بعض المشروعات فى دار الكتب؟!
ليس بالشكل الملحوظ، فدائما أحرص على تنفيذ مبدأ العمل بلا كلفة مبالغ فيها، لذلك أعلنت فى وسائل الإعلام من قبل على استكمال كل مشروعات مجلس إدارة دار الكتب السابقين، وفى إطار هذا الوعد، قمت بعمل الأرشيف الخاص لمشروع رقمنه التراث الموسيقى لا أعلم فى أى فترة كان مقدما، لكننى تبنيته ووجدت التكلفة الإجمالية لهذا المشروع تقدر بـ5 ملايين و850 ألف جنيه لرقمنة 13 ألف أسطونة موسيقية بما فيها جرامفون ذات سرعات مختلفة، والذى يعود إلى القرن الثامن عشر والتاسع عشر، انطلاقا من مبدأ العمل بالإمكانيات المتاحة وبدون كلفة مالية مبالغ فيها، وقمنا بإعداد 3 أجهزة لتحويل الجرامفون إلى صيغ معاصرة وتشغيل العاملين وأبناء دار الكتب ممن لهم علاقة بالموسيقى على هذا المشروع، ومن المقرر أن ننتج 50 أسطوانة فى شكلها النهائى، أما بالنسبة للمشروعات الإنشائية الكبرى فقد تأثرت بقيمة الضريبة المضاعفة وارتفاع الأسعار البترولية مما جعل شركات المقاولات تعمل على وضع ميزانية جديدة للأسعار مرة أخرى والحقيقة أننا لسنا متعسفين فى هذا الأمر ونخاطب الجهات الرسمية مثل لجنة الفتوى ووزارة الاستثمار ووزارة الاقتصاد.
شهدت دار الكتب والوثائق القومية فى الفترة الأخيرة أزمة عدم صرف مستحقات الموظفين العاملين بالدار فـ إلى أين وصلت هذه الأزمة؟!
هل تستعين دار الكتب والوثائق بـخبرات دولية فى بعض المشروعات؟!
نعم تستعين دار الكتب والوثائق القومية، لتنفيذ البروتوكولات الدولية لإتمام بعض المشروعات التى تقضى بوجود مندوبين وخبراء من بريطانيا والصين وكوريا لتنفيذ بعض المشروعات مثل مشروع جمعية المكنز الإسلامى وأيضا المشروعات الهندسية الخاصة.
ترددت فى الآونة الأخيرة شائعة تولى رئيس دار الكتب والوثائق القومية رئاسة قصور الثقافة، فهل عرض عليك هذا المنصب؟!
لا علم لى بهذا الأمر، أنا متواجد فى دار الكتب والوثائق القومية أمارس عملى فى الدار من الصباح حتى المساء، إضافة إلى هذا لدى مشروعات كثيرة فى الدار أريد إنجازها فى أقرب وقت ممكن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة