مازلت الولايات المتحدة الامريكية تعصف بإسعار النفط والذهب خلال الاسبوع الذى ينتهى فى الوطن العربى اليوم بينما يستمر إلى السبت فى أوروبا وأمريكا، حيث دفعت الفائدة الامريكية الذهب إلى المزيد من التراجع، وكذلك دفع المخزون النفطى الامريكى اسعار النفط للتراجع، فى المقابل تباينت البورصات العالمية حيث حققت بورصة امريكا مكاسب وكذلك ارتفعت بورصات أوروبا وتراجعت البورصات العربية عدا مصر وقطر.
ساعد انتعاش قطاع الطاقة فى أواخر الجلسة الأسهم الأمريكية على الإغلاق على ارتفاع طفيف يوم الخميس عشية التقرير الشهرى للوظائف فى الولايات المتحدة الذى تترقبه الأسواق، وأنهى مؤشر داو جونز الصناعى جلسة التداول فى بورصة وول ستريت مرتفعا 2.46 نقطة أو ما يعادل 0.01 5 إلى 20858.19 نقطة فى حين زاد مؤشر ستاندرد أند بورز500 الأوسع نطاقا 1.89 نقطة أو 0.08 5 ليغلق عند 2364.87 نقطة، وأغلق مؤشر ناسداك المجمع الذى تغلب عليه أسهم التكنولوجيا مرتفعا 1.26 نقطة أو 0.02 % إلى 5838.81 نقطة، ويوافق يوم الخميس الذكرى السنوية الثامنة لإنهيار سوق الأسهم الأمريكية أثناء الركود الذى استمر من 2007 إلى 2009 والمكاسب الحالية للسوق هى ثانى أكبر موجة صعود على الإطلاق.
ارتفاع طفيف بالاسهم الأوروبية
حققت الأسهم الأوروبية مكاسب طفيفة يوم الخميس مع صعود أسهم البنوك بعدما تحدث البنك المركزى الأوروبى بنبرة أكثر تفاؤلا عن الاقتصاد وهو ما أبطل تأثير خسائر لأسهم شركات النفط ونتائج مالية مخيبة للآمال من بعض الشركات، وأغلق مؤشر ستوكس 600 الأوروبى مرتفعا 0.08 % وقاد قطاع البنوك المكاسب بعدما قال ماريو دراجى رئيس المركزى الأوروبى إنه لم يعد هناك شعور بحاجة ملحة لدعم اقتصاد منطقة اليورو، وبينما قال البنك المركزى إنه سيبقى على سياسته للتحفيز حتى نهاية العام إلا أنه أزال من بيانه إشارة إلى استخدام جميع الوسائل المتاحة لدعم النمو والتضخم فى خطوة رحبت بها الأسواق.
وعوض مؤشر قطاع البنوك الأوروبى خسائره المبكرة ليغلق مرتفعا 1.1 % بينما صعد مؤشر بنوك منطقة اليورو 2.2 % مع ارتفاع عوائد السندات وتفاؤل دراجى بشأن الاقتصاد، وقفز سهم أكزو نوبل 13 % مسجلا أعلى مستوياته فى نحو عامين ليقود المكاسب فى مؤشر ستوكس 600 بعدما رفضت الشركة الهولندية المصنعة للطلاء عرض استحواذ بقيمة 21 مليار يورو من منافستها الأمريكية بى.بى.جى، وهبط سهم دومينوز بيتزا 13.2 % مسجلا أكبر خسائر على المؤشر الأوروبى بعد نتائج مالية مخيبة للآمال، وفى أنحاء أوروبا انخفض مؤشر فايننشال تايمز البريطانى 0.27 % بينما ارتفع كل من مؤشر كاك الفرنسى 0.42 % ومؤشر داكس الألمانى 0.09 % ومؤشر ايبكس الأسبانى 1.5 %.
البورصات العربية تختتم الاسبوع متراجعة ومصر تحقق اداء جيد
هبطت معظم أسواق الأسهم العربية يوم الخميس متأثرة بتراجع أسعار النفط 5% فى الجلسة السابقة فى حين تضررت بورصة أبوظبى على وجه الخصوص من تداول أسهم بنكى الخليج الأول وأبوظبى الوطنى القياديين بدون الحق فى توزيعات الأرباح، وانخفض المؤشر العام لسوق أبوظبى 2.9 % مع هبوط سهم بنك الخليج الأول 8.7 % وسهم بنك أبوظبى الوطنى 4.2 %، وتراجع مؤشر سوق دبى 0.3 % فى تعاملات هزيلة مع إغلاق أسهم الشركات التى تتأثر بالسياحة على انخفاض. وهبط سهم دى.إكس.بى إنترتينمنتس 4.7 % وسهم مجموعة إعمار مولز 0.8 %.
وانخفض المؤشر الرئيسى للسوق السعودية 0.8 % مع تراجع أسهم البتروكيماويات جميعها باستثناء سهم واحد بعد هبوط أسعار النفط، وتراجع سهم رابغ للتكرير والبتروكيماويات (بترورابغ) 4.2 % ليأتى فى مقدمة الخاسرين، لكن سهم الرياض ريت ارتفع 1.8 % بعدما وقع صندوق الاستثمار العقارى ثلاث مذكرات تفاهم حول استحواذ محتمل على مبان فى ثلاثة مشروعات، وقدر الصندوق قيمة الاستحواذات بنحو 1.2 مليار ريال (320 مليون دولار) وقال إنه سيمول تلك الاستثمارات من خلال قرض أو زيادة فى حصص رأس المال، وصعد سهم جبل عمر للتطوير العقارى ثلاثة فى المئة بعدما قالت الحكومة إنها تخطط لتوسعة مشروعات الشركة فى مكة المكرمة إلى 1.66 مليون متر مربع من 1.17 مليون.
واستقر مؤشر البورصة فى معظم جلسة التداول لكنه شهد مشتريات فى الساعة الأخيرة من الجلسة ساعدته على أن يغلق مرتفعا1% متعافيا من أدنى مستوياته فى عشرة أسابيع، وزاد سهم بنك الدوحة 2.5 % وضغط السهم على السوق فى الجلسات السابقة بعد تداوله بدون الحق فى توزيعات الأرباح والحصول على موافقة على إصدار أسهم جديدة، وارتفع المؤشر الرئيسى للبورصة المصرية 0.9 % محققا مكاسب لسبع جلسات متتالية، وأظهرت بيانات البورصة أن المستثمرين الأجانب اشتروا أسهما مصرية أكثر مما باعوا.
المخزون الامريكى يدفع النفط لمزيد من الانخفاض
تراجعت أسعار النفط يوم الخميس لتواصل أكبر انخفاضات لها منذ مطلع العام الحالى حيث استمر ضعف المعنويات جراء زيادة قياسية فى مخزونات النفط الأمريكية مما يشير إلى تخمة فى المعروض برغم تخفيضات الإنتاج، وزادت مخزونات النفط الخام فى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط فى العالم فى الأسبوع الماضى إلى 528.4 مليون برميل وهو أعلى مستوى على الإطلاق وبارتفاع 8.2 مليون برميل خلال أسبوع بما يتجاوز بكثير التوقعات بزيادة مليونى برميل فقط.
جاءت الزيادة فى المخزونات الأمريكية برغم اتفاق بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمصدرين المستقلين على خفض الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل يوميا تقريبا خلال النصف الأول من عام 2017، وجرينتش انخفض خام القياس العالمى مزيج برنت 1.40 دولار إلى 51.71 دولار للبرميل بعدما تراجع لأقل مستوى خلال يوم الخميس عند 51.60 دولار للبرميل وهو أدنى مستوى منذ الأول من ديسمبر، ونزل سعر مزيج برنت 2.81 دولار للبرميل يوم الأربعاء أو ما يعادل خمسة بالمئة وهذا هو أكبر تحرك يومى للسعر منذ مطلع العام.
وتراجع الخام الأمريكى الخفيف لأدنى مستوى خلال يوم الخميس إلى 48.79 دولار للبرميل بانخفاض 1.49 دولار للبرميل قبل أن يتعافى نسبيا ليجرى تداوله مقابل 48.90 دولار تقريبا للبرميل، وانخفض خام غرب تكساس الوسيط 5.38 % يوم الأربعاء، وقال كبار مصدرى النفط إنهم سيوازنون المعروض العالمى تدريجيا مع خفض الإنتاج، وقال وزير النفط الكويتى إن التزام أعضاء أوبك بتخفيضات الإنتاج فاق المستهدف، وتستضيف الكويت اجتماعا يوم 26 مارس لوزراء النفط فى مجموعة أوبك والمنتجين المستقلين لمراجعة الالتزام بتخفيضات الإنتاج.
الفائدة الامريكية تدفع الذهب إلى مزيد من الانخفاض
انخفضت أسعار الذهب إلى أدنى مستوى فى خمسة أسابيع يوم الخميس ويتوقع محللون تكبد المعدن النفيس مزيدا من الخسائر مع تزايد يقين المستثمرين بأن أسعار الفائدة الأمريكية سترتفع فى وقت لاحق هذا الشهر،وهبط سعر الذهب فى المعاملات الفورية 0.3 % إلى 1204.26 دولار للأوقية (الأونصة)، وبلغ الذهب 1202.70 دولار فى وقت سابق من الجلسة وهو أدنى مستوى منذ الأول من فبراير،وتراجع سعر الذهب فى العقود الأمريكية الآجلة 0.4 %إلى 1204.60 دولار.
وعززت سلسلة من البيانات الاقتصادية القوية فى الولايات المتحدة وتعليقات من جانب أعضاء مجلس الاحتياطى الاتحادى (البنك المركزى الأمريكي) احتمالات رفع أسعار الفائدة هذا الشهر، ويشكل ارتفاع الفائدة ضغطا على أسعار الذهب لأنه يزيد تكلفة الفرصة لحيازة المعدن الذى لا يدر عائدا بينما يعزز الدولار المقوم به الذهب، وزادت احتمالات رفع أسعار الفائدة أمس الأربعاء حين سجل نمو الوظائف فى القطاع الخاص الأمريكى أكبر زيادة على الإطلاق فيما يزيد عن عام فى فبراير مما يشير إلى أن الاقتصاد يواصل الاستناد إلى قاعدة قوية.
ومن بين المعادن النفيسة الأخرى هبطت الفضة 0.2 % إلى 17.13 دولار للأوقية بعد أن لامست مستوى 17.10 دولار وهو الأقل منذ 31 يناير، وانخفض البلاتين 0.2 % إلى 946.66 دولار للأوقية بعدما تراجع إلى 939 دولارا وهو أدنى مستوى منذ الخامس من يناير فيما تراجع البلاديوم 1.5 % إلى 757.75 دولار للأوقية.
المركزى الأوروبى يبقى على سياسته النقدية بدون تغيير
أبقى البنك المركزى الأوروبى يوم الخميس على سياسته النقدية دون تغيير مثلما كان متوقعا حيث حافظ على برنامج تحفيز غير مسبوق وأبقى على توقعاته رغم تعافى التضخم والنمو بأسرع من المتوقع، وفى مواجهة انخفاض التضخم وضعف النمو أبقى المركزى على أسعار الفائدة السلبية وعلى مشترياته من السندات عند نحو 80 مليار يورو شهريا،وتوقعت الغالبية العظمى من الخبراء الاقتصاديين فى استطلاع لرويترز أن يواصل البنك المركزى الأوروبى سياسته الحالية خلال النصف الأول من العام على الأقل،وقال المركزى إنه يتوقع أن تظل أسعار الفائدة الأساسية عند مستوياتها الحالية أو أقل لفترة ممتدة من الوقت قد تتجاوز برنامج شراء الأصول.
وزير الطاقة السعودى يجتمع بنظيرة الأمريكى
اجتمع وزير الطاقة السعودى خالد الفالح مع نظيره الأمريكى ريك بيرى يوم الخميس فى واشنطن لإجراء محادثات حول عدة قضايا من بينها التطورات الاقتصادية الدولية والطاقة وتوقعات أسواق النفط والعلاقات بين البلدين فيما يخص الطاقة والتكنولوجيا، أطلع الفالح أيضا بيرى على الإستثمارات السعودية الحالية فى الولايات المتحدة بما فى ذلك الإعلان هذا الأسبوع عن صفقة موتيفا انتربرايزز، تعهد الوزيران بالعمل سويا وتنسيق السياسات المستقبلية لتحقيق المنفعة المتبادلة للبلدين كليهما والعالم بأسره.
وزير مالية مصر يلتقى صندوق النقد الدولى قبل زيارتهم للقاهرة
قال وزير المالية المصرى عمرو الجارحى لرويترز يوم الخميس إنه يعقد اجتماعات مع فريق من صندوق النقد الدولى فى لندن لإطلاعهم على أحدث مؤشرات الأداء الاقتصادى تمهيدا لزيارة الصندوق لمصر فى ابريل لبحث صرف الشريحة الثانية من قرض الصندوق، واتفق صندوق النقد على برنامج لمدة ثلاث سنوات مع مصر فى نوفمبر وأفرج عن شريحة أولى بقيمة 2.75 مليار دولار من قرض قيمته 12 مليار دولار يهدف إلى إعطاء دفعة للاقتصاد، وتتوقف الشريحة الثانية من القرض على زيارة تقوم بها بعثة من الصندوق لمراجعة مدى التقدم فى برنامج الإصلاح الاقتصادى، ويقوم وزير المالية وفريق من وزارته بزيارة للندن حاليا تستمر حتى الأحد المقبل.
وأضاف الجارحى لرويترز فى اتصال هاتفى من العاصمة البريطانية "نجتمع فى لندن مع فريق من صندوق النقد لاطلاعهم على أحدث مؤشرات الأداء الاقتصادى تمهيدا لزيارتهم لمصر خلال ابريل لإجراء مراجعة قبل الحصول على الشريحة الثانية من القرض، مضيفاً "لدينا ايضا اجتماعات مع عدد كبير من البنوك فى لندن لمناقشة ملفات عديدة من ضمنها الاستثمار فى أذون الخزانة والسندات."
وفتح تحرير سعر الصرف فى نوفمبر شهية المستثمرين الأجانب ليشتروا بقوة فى الأسهم المصرية التى أصبحت مغرية ورخيصة وكذلك فى أدوات الخزانة ذات العائد المرتفع، وأظهرت أحدث بيانات للبنك المركزى أن الاستثمار الأجنبى فى أذون الخزانة زاد فى النصف الأول من 2016-2017 ليحقق صافى شراء بقيمة 686.7 مليون دولار مقابل صافى مبيعات 38.3 مليون قبل عام، وقال الجارحى إنه سيتم عرض "مؤشرات موازنة 2017-2018 على المجموعة الاقتصادية خلال أسبوعين وايضاً ضريبة الدمغة المقترحة على معاملات البورصة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة