"قول لبابا فى التليفون إن بطنك بتوجعك أوى عشان ييجى بسرعة" هذا ما قالته بيسان - التي تبلغ من العمر 4 سنوات - بنت الشهيد المقدم أحمد أبو الدهب - أحد شهداء الواجب - لتوأمها مصطفى، فى بداية لقاء "اليوم السابع" - فى ذكرى يوم الشهيد - مع أسرة البطل، الذى استشهد فى 26 سبتمبر 2013، إثر إطلاق بلطجى عيار خرطوش عليه ليصيبه فى رأسه. وقال "محمد" الابن الأكبر للشهيد: عاوز أطلع ضابط شرطة، علشان أقتل المجرمين اللى قتلوا بابا.
إنشاء إدارة للشهداء تابعة لرئاسة الجمهورية
قالت منى أمين عبد العزيز - زوجة الشهيد – اليوم الجمعة، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أتمنى أن يكون لنا ممثلين فى رئاسة الجمهورية، ويتم إنشاء إدارة للشهداء تابعة للرئاسة، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، ويكون اسمها "مكتب الشهيد"، كما يوجد فى الكويت، و زوجات الشهداء محتاجين لهذه الإدارة، مضيفة: لأننا نتعرض لمشاكل كتير، محتاجين حد يشوف طلباتنا إيه، وبنتعرّض لإيه و أزماتنا إيه. ودائمًا يُوصى الرئيس فى خطاباته بضرورة الاهتمام بأسر الشهداء، لذلك نثق فى الرئيس، ونتمنى تنفيذ هذا المطلب خلال أقرب فرصة مُمكنة.
مشروع التخرج فى كلية الاعلام
وأضافت زوجة الشهيد قائلة: كنت بعمل مشروع تخرجى بكلية الإعلام عن المخدرات، فى العام الدراسى 2003- 2004، وكان والدى لواء شرطة وعرّفنى على زملاؤه بإدارة مكافحة المخدرات، وتعرّفت على المقدم أحمد أبو الدهب، وساعدنى فى مشروع التخرج، بعدها اتقدّملى، واتخطبنا سنة، واتجوّزنا. الشهيد من مواليد 21 يونيو 1976، وكان مُتديّن وكان بيحب بلده جدًا، وكان متفائل إن مصر هتتقدم وهتبقى أحسن، وكل الناس كانت بتحبه، وكان بيصلى كل الفروض بدون تأخير، وكان بيصلى الفجر حاضر فى الجامع.
البطل كان بيتمنى دايمًا يبقى شهيد
وتابعت منى زوجة الشهيد المقدم أحمد أبو الدهب: قبل استشهاد زوجى مباشرة، استشهد اللواء نبيل فراج، وقال يا بخته ياريت أنا كمان أبقى شهيد، وكان بيوصينى باستمرار بالاهتمام بأبنائنا إذا استشهد، وكان بيقول لى: عايزك تبقى قوية وتبقى راجل مع ولادنا، أنا عايش ميّت بسبب مهنتى، هو اختار بنفسه العمل بوزارة الداخلية، وكان مُتحمّس وبيحب شغله وكان بيشارك فى مأموريات خطيرة، بسبب عمله فى مكافحة المخدرات، كان يتنكر فى زى سواق نقل مثلاً أو بوّاب، ويركّب دقن ويلبس جلابية، وكنت بسمعه بيتكلم مع ناس بتهدده بالقتل، لكن كان بيرفض يقول لى على التفاصيل عشان مقلقش.
وتابعت: قابلنا الرئيس السيسى بعد استشهاد زوجى، وابنى محمد الكبير كان مبسوط جدًا، وزمايله فى المدرسة والمدرسين قالوا له أنت اتكرّمت، ودلوقتى لما بيعرض صورته مع الرئيس السيسى على فيسبوك بيبقى مبسوط جدًا وبيفتخر بالصورة، والرئيس السيسى إنسان، ربنا يرزقه الصحة، هو أب لكل أبناء الشهداء، وقال لنا متخافوش أنا جمبكم ومعاكم.
زوجة الشهيد: أطال الله فى عُمر الرئيس السيسى
وأضافت: أتقدم بكل الشكر والتقدير لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى أطال الله فى عُمره وحفظه من كل مكروه، وكذلك وزير الداخلية اللواء مجدى عبد الغفار، وكل رجال الشرطة الشرفاء الأبطال، نقدر تضحياتكم لنعيش فى أمن وأمان، وتحيا بكم مصر حرة أبيّة، وتحيا مصر.
ابن البطل عايز يبقى ضابط شرطة زى والده
وقالت زوجة الشهيد: محمد ابنى الكبير - عُمره 12 سنة طالب فى السنة السادسة الإبتدائية، لما والده استشهد قال لى عاوز أطلع ضابط شرطة زى بابا علشان أقتل المجرمين اللى قتلوه، ربنا يبارك فيه هو وأخوته لوجين عُمرها 10 سنوات طالبة فى الصف الثالث الإبتدائي، ومصطفى وبيسان توأم فى "كى جى 1"، ساعات بسمعهم بيتكلموا مع بعض عن والدهم الشهيد، يعنى مثلاً محمد ابنى الكبير كان بيقول لـ "لوجى" أخته: لو بابا رجع تانى هتعملى إيه ؟ قالت له هفضل ماسكة فى إيده جامد عشان مايسبناش ويمشى تانى.
بيسان 4 سنوات لتوأمها: قول لبابا بطنك بتوجعك عشان ييجى
وأشارت منى أمين عبد العزيز- زوجة الشهيد المقدم أحمد أبو الدهب إلى أن طفليها مصطفى وبيسان اللذين في مرحلة كى جى 1، كانا يلعبان بالريموت، كإنه تليفون، مصطفى قال أيوة يا بابا تعالى، أنا تعبان، أخته قالت له قول لبابا بطنك بتوجعك أوى عشان ييجى بسرعة. "طبعاً ولادى بيفتكروا والدهم على طول، لأنه كان حنيّن عليهم جداً، رغم أن إللى بيشتغل الشغلانة ده طبيعته يبقى قوى وعنيف، لكن أحمد كان شغله حاجة، وبيته وولاده حاجة تانية".
ابن الشهيد: بابا وحشنا أوى بس هو فى مكان أحسن بالجنة
من جانبه قال "محمد" نجل الشهيد، إن والده كان طيب جدا، مضيفا: كنا مرتبطين به، وهو وحشنا أوى، بس هو فى مكان أحسن، لأنه فى الجنة، وكان دايمًا يوصينى على ماما وأخواتى، إنى آخد بالى منهم، لأنه كان بيتمنى الشهادة دايمًا، وكان حاسس إنه هيبقى شهيد. بس لما كان بياخد أجازة، كنا بنتبسط أوى معاه، ومكانش بياخد إجازة فى العيد، كان بياخد الإجازة بعد العيد دايمًا، وساعات كنا بنقول له إحنا خايفين عليك، و كنا قلقانين عليه دايمًا، بس هو كان عايز يبقى شهيد.
والدة زوجة الشهيد: أحمد كان زى ابنى
من جانبها قالت السيدة هانم على جعفر، والدة زوجة الشهيد، إنها تحتسب أحمد عند الله شهيداً، حسبى الله ونعم الوكيل، ربنا يرحمه ويحسن إليه، أحمد كان زى ابنى، وكان مُحترم مع كل الناس، وكان خلوق وطيب جداً، ولم يخف يوماً من أى شىء، وكنت أتعجّب من شجاعته الزائدة، وكان بيقول وهو رايح الشغل: "توكلت على الله".
زميل الشهيد: نُقسم بالله لن نترك حق الشهداء
من جانب آخر، قال ضابط شرطة، أحد زملاء الشهيد المقدم أحمد أبو الدهب، فى تصريحاته لـ"اليوم السابع": أن المحكمة أحالت أوراق المتهمين باغتياله إلى فضيلة المفتى، مضيفا أن هذه الجرائم لا تزيدنا إلا إصراراً، والوقوف صفاً واحداً خلف رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، لتأييده فى التصدى للجرائم. وأشار ضابط الشرطة، إلى أن الشهيد كان بطلاً، ولا يمكن وصف شجاعته، وحقه عند ربنا، ونُقسم بالله أننا لن نترك حق الشهداء، حتى لو موتنا واحد واحد.
استشهاد المقدم أحمد أبو الدهب فى 2013
جدير بالذكر أن المقدم أحمد أبو الدهب، الضابط بإدارة شرطة نجدة الجيزة، استشهد أثناء إنقاذ فتاتين بالهرم أثناء محاولة 3 بلطجية لسرقتهما بالإكراه، وأطلق بلطجى عيار خرطوش عليه ليصيبه فى رأسه، وتم نقله إلى المستشفى فى حالة خطرة وتوفى بداخلها متأثرًا بإصابته، وعُمره 38 سنة، يوم الخميس الموافق 26 سبتمبر 2013، وتم دفن جثمان الشهيد المقدم أحمد أبو الدهب بمسقط رأسه، بقرية المدمر بمدينة طما فى سوهاج.
المقدم أحمد أبو الدهب وزوجته وأبناؤهما
الشهيد المقدم أحمد أبو الدهب
الرئيس السيسى يُكرّم إبن الشهيد أبو الدهب
المقدم أحمد أبو الدهب وأبناؤه
الشهيد المقدم أحمد أبو الدهب
زوجة الشهيد أبو الدهب ووالدة الرائد مصطفى يسرى
أبناء الشهيد المقدم أحمد أبو الدهب
تكريم إسم الشهيد المقدم أحمد أبو الدهب
مصطفى وبيسان أحمد أبو الدهب
لوجين تُقبّل صورة والدها الشهيد أحمد أبو الدهب
لوجين وبيسان مع صورة والدهما الشهيد
بيسان تُقبّل صورة والدها الشهيد أحمد أبو الدهب
لوجين وبيسان مع صورة والدهما الشهيد
الشهيد المقدم أحمد أبو الدهب مع أحد أبنائه
مكتب الشهيد فى الكويت
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة