أصبحت الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، على وشك الانهيار والتفكك، فى أعقاب تقرير لجنة تقصى الحقائق، الذى أصدره مراقب الدولة، المستشار يوسف شافيرا، أمس الثلاثاء، بشأن العدوان الأخير الذى شنه الجيش الإسرائيلى على قطاع غزة فى عام 2014، ويتهم التقرير "نتنياهو" بالتقصير خلال الحرب، وتجاهل معلومات استخباراتية حساسة كانت ستؤدى إلى تغيير مجرى الحرب.
وقال مسؤولون إسرائيليون لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن تقرير مراقب الدولة بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، فبعد قضايا الفساد المتهم فيها بنيامين نتنياهو وزوجته، المتمثلة فى الحصول على امتيازات من رجال أعمال أجانب، أصبحت الحاجة ملحة إلى الدعوة لانتخابات مبكرة، وتفكيك الكنيست الحالى.
مسؤولون إسرائيليون: أداء الحكومة أصبح غير مقنع لأغلب المواطنين
وعلى صعيد التقييم العام للحكومة، أكد المسؤولون فى تصريحاتهم للصحيفة الإسرائيلية، أن أداء الحكومة الحالية أصبح غير مقنع لأغلبية الإسرائيليين، خاصة بعد إخلاء مستوطنة "عمونا" فى الضفة الغربية، إذ إن المستوطنين كانوا يعتقدون أن انتخاب "نتنياهو" سيوسع من رقعة الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية.
واستشهد المسؤولون بتصريحات نتنياهو، عندما كان زعيما للمعارضة فى 2008، وصدر حينها تقرير لجنة تقصى الحقائق الخاص بحرب لبنان الثانية عام 2006، فى ولاية إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الأسبق، وقال "نتنياهو" على منصة الكنيست: "إذا كان هناك معنى للمسؤولية، يجب على رئيس الوزراء تقديم استقالته، فعندما يكون الفشل كبيرا كما حدث فى هذه الحرب، فإنه يتوجب ليس فقط استقالة وزير الدفاع ورئيس الأركان، ولكن يجب على رئيس الوزراء تقديم استقالته".
المعارضة الإسرئيلية تطالب بمثول رئيس الوزراء أمام "الكنيست"
فى سياق متصل، طالبت المعارضة الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالمثول أمام الكنيست، خلال النقاش المقرر إجراؤه حول تقرير مراقب الدولة المتعلق بالحرب على قطاع غزة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن المعارضة قدمت طلبا لرئيس الكنيست، بتوقيع أربعين نائبًا، ودعا النائبان ستاف شفير وعومر بارليف، من "المعسكر الصهيونى"، لجنة مراقبة الدولة البرلمانية إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية، فى أعقاب نشر تقرير المراقب حول العملية العسكرية فى قطاع غزة.
مراقب الدولة يدين "نتنياهو".. ويؤكد: هناك قصور متعمد فى مواجهة الأنفاق
كان مراقب الدولة فى إسرائيل، قد قال فى تقريره الذى صدر أمس الثلاثاء، إن هناك قصورًا متعمّدًا فى مواجهة تهديد الأنفاق من قبل الجيش الإسرائيلى والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
وقال مراقب الدولة فى إسرائيل، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع موشيه يعالون، حجبا معلومات عن أعضاء المجلس الوزارى المصغر "كابينيت" فيما يخص الحرب على غزة، مؤكدا وجود فجوات استخبارية كبيرة فى المعلومات عن الأنفاق، التى جُمعت من قبل شعبة الاستخبارات والشاباك، كما أشار إلى أن نتنياهو رفض نهائيّا بدائل سياسية من دون دراستها.
وورد فى تقرير مراقب الدولة، أن المجلس الوزارى المصغّر للحكومة الإسرائيلية "كابينيت"، لم يناقش تهديد الأنفاق قبل الحرب، رغم أن الأنفاق وُصفت فى عام 2013 بأنها تشكّل تهديدًا استراتيجيًّا، ولذلك لم يتم تحديد الأهداف الاستراتيجية للجيش الإسرائيلى، ما دفعه لتحديد الأهداف بنفسه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة