على أصوات الطبول الكنسية الجنائزية المهيبة، ودعت الكنيسة البطرسية اليوم الأحد، شهيدتها الـ 29 دميانة أمير عن عمر ناهز الأربعة عشر عامًا ، بعدما رقدت فى مستشفى الجلاء العسكرى قرابة الشهرين تصارع الموت على خلفية إصابتها بشظية فى المخ خلال تفجير الكنيسة.
وأحاطت صلوات الكهنة وطلبات الأساقفة ومحبة زملائها بمدرسة النوتردام، حتى استرد الله أمانته لتجاور الطفلة الشهداء فى مدافن الأنبا شنودة الجماعية التى خصصتها الكنيسة لاستقبال أجسادهم الطاهرة.
فى مشهد مهيب، اكتظت الكنيسة البطرسية عن آخرها وامتلأت بالمشيعين الذين تبادلوا الزغاريد والنحيب على حد سواء، ما بين دموع الفرح بالاستشهاد ودموع الحزن على الفراق، حيث ذهبت دميانة إلى خالقها وتركت ثلاثة أشقاء صغار كانت تكبرهم جميعا، وهم الذين التفوا حول جسدها الذى أحيط بالورود فى قلب الكنيسة وتلقوا على أعمارهم الصغيرة تعازى الأساقفة الذين باركوا رؤوسهم وقلوبهم بالصلاة والدعاء.
بدأت الصلاة بقراءة أوشية الراقدين التى تقرأ على الموتى الأرثوذكس، وردد الأنبا موسى أسقف الشباب والكهنة " يارب افتح لها باب الرحمة لترتل مع الملائكة، واغفر لها يارب خطاياها التي صنعتها بمعرفة وبغير معرفة، وبرحمتك عزي الذين خلفتهم من أهل بيتها.
ما لم تره عين وما لم تسمعه أذن وما لم يخطر على قلب بشر، هى الجنة التى وعد بها الله الشهداء فى الإنجيل، يقول الأنبا موسى بينما تصعد زغاريد أسرتها لتعلو فى سماء الكنيسة التى صارت أيقونة جديدة للاستشهاد فى الكنيسة القبطية أم الشهداء كما تلقب.
" بيننا أخوة مسلمون جاءوا لتوديع دميانة الشهيدة الصغيرة، التى رحلت إلى الفردوس واستقبلتها دميانة الشهيدة الكبيرة ومعها الأربعين عذراء الشهيدات، يقول الأنبا موسى وهو يشير إلى القديسة دميانة أحد أهم القديسات فى تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية حيث استشهدت فى ديرها بالبرارى فى عصر الاستشهاد المسيحى مع أربعين من العذراوات اللاتى رفضن العودة للوثنية مرى أخرى.
ولا شك هو لقاء مفرح على قلب دميانة يؤكد الأنبا موسى، ويضيف: ودعناها بالزغاريد لأنه زفاف إلى السماء، فهي دخلت إلى النعيم وإلى الفرح الذى لا ينطق به
وتابع: دميانة ترفرف بأجنحتها فوقنا، وتقول لنا عيشوا كما عشت، وارتبطوا بالله كما ارتبطت وتعلموا من موكب الشهداء، الصف الأول في الكنيسة للمؤمنين والصف الأعلى القديسيين، والصف الأكثر نورًا للشهداء، ولا يسبقهم إلا الملائكة مستكملًا: استشهدت طفلة صغيرة فلم يزغرد لها في الزفاف، ولكنها الآن تزف إلى السماء في عرس كبير، صارت شفيعة لنا ونموذجًا للكبار والصغار لكى يعيشوا حياة البر.
بعد الصلاة دقت الكشافة الكنسية طبول الرحيل، حيث اصطحبت جسد دميانة المغمور بالورد من أمام مذبح الكنيسة وحتى سيارة نقل الموتى، وسط دموع أحبائها وورودهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة