كثيرون من يملكون الموهبة، قليلون هم من يعرفون كيفية الحفاظ عليها، وتنميتها، هناك من يأكل التعالى مواهبهم والبعض يرتكبون الحماقات باسم الموهبة ويكون على الجميع أن يتحملهم لأنهم موهوبين.. أما صاحبنا الذى أتحدث عنه هو من الموهوبين الذين يدركون جيدا قيمة ما يملكون ليس ذلك فقط بل أيضا يعى ضرورة الحفاظ على موهبته والعمل على تنمية موهبته ومفاجأة وإدهاش الجمهور من حين لآخر وفى ظنى ان النجم الموهوب والمبدع محمد الشرنوبى _ رغم صغر سنه_ فهو من مواليد 4 يناير 1995_ إلا أن نشأته فى كنف والد موهوب لم يتاجر أبدا بموهبته وهو الملحن فاروق الشرنوبى والذى لم يعرف إلا الإخلاص لفنه، لم يعنيه كثيرا الظهور الاعلامى المكثف ليقول انا هنا.. ويبدو أن الفتى الصغير الذى نشأ فى منزل يذهب اليه الفنانون الموهوبون مطربون شعراء موزعون وفى ظنى أن الفتى الصغير كان يجلس وسط هؤلاء يراقب ويختزن بعينيه الذكيتين، حيث بات يفرق بين الموهوبين حقا أو مدعى الموهبة، وتعلم أكبر درس فى حياته وهو الإخلاص لما يفعل وممارسة مهنته التى اختارها بحب شديد، كان من السهل عليه أن يتحول إلى مطرب يطلق والده وكان من الأسهل أن يعتمد على اسم والده وأعمامه ليغنى ويصدر "كليبات" خصوصا وإن أول ظهور له كان مع والده وهو طفل، حيث قام بالغناء فى أحد البرامج، وتوقع الكثيرين أنه سيتجه لمجال الغناء خاصة وأنه يمتلك صوتا جميلا.. إلا أن الشرنوبى الموهوب اختار طريقا آخر وهو التمثيل وكانت أولى مشاركاته فى الأعمال التلفزيونية عام 2008 فى مسلسل "وكالة عطية" من إخراج المبدع والمخضرم رأفت الميهى، وفى العام التالى شارك فى فيلم "السفاح" ليقدم دور هانى سلامة فى مرحلة الطفولة.
الشرنوبى
وكان عام 2010 هو البداية الحقيقية، حيث لفت الأنظار من خلال مسلسل "قصة حب"، وكان دوره رئيسيا فى الأحداث، وتوالت الأعمال بعدها، ففى كل موسم رمضانى يظهر محمد الشرنوبى.. ليخطف العين ويجعل الكل يتساءل عن تلك الموهبة وقدرته البارعة فى اختيار أدواره والتى لا تشبه بعضها البعض حيث إنه فى كل مرة يدهش جمهوره ويترك بصمه مميزة ليكون كل عمل يقدمه بمثابة خطوة جديدة فى مشواره.. والمفارقة أن محمد الشرنوبى.. يعزف لحنه منفردا بمعنى أنه لو شارك فى عمل يمتلئ بالعيوب أو تعرض للانتقاد ستجد نفسك تتوقف وتقول بأعلى صوت خسارة هذا الحضور وتلك الموهبة فى عمل لم يكن موفقا مثلما حدث فى الجزء الثانى من مسلسل "سرايا عابدين" حيث جسد دور "الأمير توفيق".. وكأنه واثق الخطوة يمشى ملكا كما غنت أم كلثوم.. وليتأكد هذا المعنى شاهد كيف جسد شخصيتى أبى فى مسلسل العهد، ووليد فى "بين السرايات".
الشرنوبى مسلسل العهد
"أُبى" فى مسلسل "العهد" كان تحديا كبيرا لأن أغلب المشاهد التى ظهر بها كان التمثيل بالعيون فكان يؤدى شخصية شاب عاجز لا يستطيع الحركة، أما "وليد" فى بين السرايات فهو طالب جامعى من الأرياف جاء ليتم دراسته فى جامعة القاهرة ولإيجاد مصدر رزق ولأنه طالب مجتهد يقوم بتلخيص المواد وطبع مذكرات للطلبة، ويقع فى حب فتاة من طبقة اجتماعية أعلى منه بكثير، وبالتأكيد لم ينس أحد منا نظرات "أبى" وتعبيرات وجهه والتى كانت تخطف الكاميرا فى أى مشهد يقدمه، وأيضا لكنته والطريقة التى كان يتحدث بها إلى ابتسام حبيبته.
ووصل الشرنوبى إلى قمة التألق أو عزف لحنه كاملا وهو يؤدى دور «عباس كرم»، فى مسلسل أفراح القبة برمضان الماضى، حيث أدى دورا صعبا ومركبا.
أتابع الشرنوبى باستمرار وأسعد بمجرد رؤيته على الشاشة، وتأكد يقينى بموهبته الفريدة وهو يغنى من قلبه وبإحساسه العالى مع الكبيرة إسعاد يونس فى برنامجها صاحبة السعادة.. واختياراته مع الموسيقار المبدع عمر خيرت لأغنيات بهينها عكست ذكاءً وقدرة على التلون فى الأداء، عندما غنى "فى هويد الليل"، و"عارفة" وزى الهوى" وهو صحيح الهوى غلاب وغيرها.
محمد الشرنوبى موهبة بطعم البهجة يمنح من يراه متعة الفرجة ومن يراه يغنى بهجة الحياة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة