أكد الدكتور عبد الله النجار استاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر أن الارهاب لم يعد وليد حدود اسلامية أو عربية ، بل أصبح يشكل خطرا دوليا يهلك الحرث والنسل ويأكل الاخضرة اليابس في أي دولة وفي أي مكان من ارض الله.
ولفت إلى أن مخاطر الارهاب ظهرت واضحة جلية في التأثير السيء على مقومات التنمية الاقتصادية في الدول ، مشيرا إلي أن الارهاب اثر كثيرا في موارد التنمية الاجتماعية والاقتصادية علي الشباب فضاعف من معوقات تقدمهم وقدرتهم علي تلمس اسباب الحياة الكريمة وصياغة المستقبل الكريم .
جاء ذلك خلال الجلسة الرابعة التى ترأسها المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، ضمن فعاليات المؤتمر الوزاري العربي المنعقد بمدينة شرم الشيخ حول "الإرهاب والتنمية الاجتماعية..أسباب ومعالجات" بحضور غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعي رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب ومجموعة من وزراء الشئون الاجتماعية العرب والوفود المرافقة لهم وممثلي الأزهر الشريف والكنيسة.
وأكد أن الارهاب يبدأ بفكرة مشوهة تنسب إلي الدين وتولد من الفهم المنحرف لادلته ومبادئه ثم تتطور في عقل من يقصدون به الفهم المشوه فتفسد سلوكهم ويتحولون من الفطرة السوية التي فطرهم الله عليها إلي خلق مشوه يحترف القتل والتخريب ويدمر الحياة بكل مافيها من بناء وعطاء وحضارة وقيم.
ولفت النجار إلى الحاجة الماسة لخطاب ديني معاصر يسهم في مواجهة الارهاب وينمي فكر التسامح لدي الشباب ، يبدأ تصحيح المفاهيم التي يستتر بها الارهابيون ويتخذونها ذريعة لارتكاب مايفعلونه من تلك الجرائم النكراء، فضلا عما يصاحب تلك المفاهيم الدينية التي شوهها الارهابيون من الامور التي ساعدت في تكوين تلك الكيانات المشوهة وملاتها بكل هذا الحقد والكره والرغبة العارمة في القتل والتخريب والتدمير.
وأكد النجار أنه علي رأس قائمة العلاج تجديد الخطاب الديني بما يلائم استيعاب المفاهيم الخاطئة والرد عليها باسلوب منطقي يجابه الواقع ولايغرق في التفصيلات النظرية البعيدة عنه وبادوات الخطاب والتواصل المعاصرة التي يتعامل بها الارهابيون.
وأوضح أن كل هذه العوامل وغيرها يجب أن تجيئ في اطار خطاب ديني معاصر يقوي علي إعادة صياغة العقول والفكر والثقافة بما يجعلها عصية علي الارهاب واقوي من ان ينال منها حتي الخطاب الدينبي القادر علي مواجهة الارهاب يجب ان يجيء في ظل وعي عام وإيمان صادق بالقضاء عليه.
ومن جانبه أوضح الدكتور أسامة الحديدى عضو المكتب الفنى لوكيل الأزهر الشريف ممثلا عن شيخ الازهر أن عنوان المؤتمر "الإرهاب والتنمية" جمع بين كلمتين متناقضتين فالإرهاب تخويف وترويع والتنمية تشجيع وأصل وعطاء ومنح ودع، مشيرا إلى أن مواجهة الإرهاب يتطلب تكاتف وترابط كل المؤسسات المدنية والدينية لإخراج منتج صالح لمعالجة الآفات المجتمعية وتجفيف منابع الإرهاب وما يدعمه، وإنه لا بد من أن ننمى الشباب ونحصنهم أمام الإرهاب.
وطالب الحديدي بتثمين الدور الذي يقوم به الازهر الشريف في مجال تجديد الخطاب الديني واتلفهم الصحيح لأيات كتاب الله ولسنة سيدنا رسول الله ، وأكد ضرورة تكاتف جميع مؤسسات المجتمع للنهوض بالشباب وتنمية ثقافاتهم وتقديم محتوي إعلامى هادف يصلح ولايفسد يبني ولايهدم يعمر ولايدمر ويفك تلك الافكار المنحرفة وطالب بمواجهة مايعين عليالتطرف في وسائل الاعلام المختلفة التي اصبحت تقدم محتوي يهدم ولايني الاقليلا منها واقامةحوار بناء للتعامل مع كل الفئات والاطياف لمواجهةهذه الاخطار المحدقة والعمل الجاد علي وحدة الصف ولم الشمل ونبذ الفرقة والخلاف وبذل كل مايلزم لتحقيق ذلك لانهم اذا لم يجمعهم الحق شعبهم الباطل.
ومن جهته أكد الأنبا أبوللو في كلمته نيابة عن الانبا تواضروس الثاني أن الخطاب الديني مسئولية كبيرة جدا وامانة وليس كل من يقتني علما يصلح لاعتلاء المنبر بل يجب أن يكون محلي بالفضائل حتي اذا ماتكلم عن المحبة مثلا يكون مملوء بالمحبة ويكون هو نفسه عنوان للمحبة حتي يستطيع الناس ان يتعلموا منه كقدوة لهم والا ففاقد الشيء لايعطيه واعمي يقود اعمي يسقطان كلاهما في الحفرة.
وقال النبا أبولو إن التعليم الديني مسئولية "لاننا لانعد اشخاصا ناجحين وافاضل بالصفات الطيبة فقط بل نعد اشخاصا صالحين للابدية مادمنا نؤمن بالله وباليوم الاخر وان هناك ثواب للابرار وعقاب للاشرار".
وفى ورقة العمل التى قدمتها السفيرة هيفاء أبو غزالى لفتت إلي أن الإعلام يعد وسيطا تستخدمه الجماعات الإرهابية في الترويج لعقائدها المتطرفة، مشيرة أن الإعلام فى أي بلد لن يستطيع القيام بدور فعال فى مواجهة الإرهاب إلا إذا قام بدور معرفي ودور تنويري.
وأضافت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية :"أن الإعلام يعد شريكا في مشروع تحقيق أهداف التنمية، وأن التحديات المختلفة أدت إلى إخفاق الإعلام في القيام بدوره التنموى، ويعتبر الإرهاب أحد أخطر التحديات التى تواجه الإعلام التنموي، منوهة إلى جهود جامعة الدول العربية فى بدور الإعلام التنموى فى مكافحة الإرهاب.
ومن جهتها أكدت غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعى في تصريحات لها أن المؤتمر جاء في ضوء تصاعد ظاهرة الإرهاب وزيادة التكلفة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وأيضاً السياسية حيث هناك صلة وثيقة بين تنامي الإرهاب وانكماش دينامية التنمية الاجتماعية وعدالتها في التوزيع على أفراد المجتمع. أضافت الوزيرة أن الوطن العربي يقف اليوم أمام تحديات كبرى تهدد كيانه وأمنه وهويته القومية والذي يشكل الإرهاب والعنف والتطرف أكبر تهديد للكيانات الوطنية وسيادتها وكذلك أكبر إعاقة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية .
جانب من المؤتمر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة