على الرغم مما أثاره قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حظر الدخول المؤقت للزائرين واللاجئين والمهاجرين من سبع بلدان اسلامية الى الاراضى الامريكية ردود افعال غاضبة فى الداخل والخارج الامريكى مما حدا بالمحاكم الأمريكية إلى إلغاء القرار، يرى الخبراء ان القرار وان كان مغزاه أمنيا بالدرجة الاولى وفى اطار اجراءات احترازية لتجنيب الداخل الامريكى شبح الارهاب، فإنه قد لا يكون مفيدا لعمل أجهزة الاستخبارات الامريكية، وكان سيعوق أنشطة التجنيد التى تقوم بها أجهزة الأمن الامريكية " للعملاء السريين "، وهى انشطة تقدم خدمة معلوماتية كبيرة لصانع القرار الأمنى والاستراتيجى فى الادارة الامريكية .
ويعتقد جين ستين الضابط السابق فى وكالة الاستخبارات الأمريكية" سى أى إيه" أن حرمان مواطنى دول مثل العراق وإيران وسوريا واليمن والصومال والسودان وليبيا من دخول الأراضى الأمريكية كان سيفقد المخابرات الأمريكية مصادر مهمة للمعلومات عن هذه الدول وسيحول دون عمليات التجنيد التى تتم للبعض وتدريبهم للقيام بدور " العملاء " للمخابرات الأمريكية فى بلدانهم الأصلية أو تحضيرهم لكى يتم زرعهم فيها مرة أخرى .
وبرغم ذلك يرى ستين فى مقابلة أجرتها معه دورية "نيوزويك" الأمريكية أن قرار ترامب ينطوى على وجه مفيد وآخر غير مفيد بالنسبة لعمل أجهزة الأمن والمخابرات الأمريكية .
ومنذ زمن الحرب الباردة، دأبت أجهزة الاستخبارات الأمريكية على أعطاء حق الإقامة والعيش على الأراضى الأمريكية "للعملاء السريين" هم وعائلاتهم فى حال انكشافهم وتعرض أرواحهم للخطر فى البلدان التى يقومون بالتجسس فيها لحساب الأجهزة المخابراتية الأمريكية، حتى فى حالة عدم انكشافهم يتم عادة السماح لهم ولذويهم بتلقى العلاج أو الدراسة فى الولايات المتحدة الأمريكية الأمر الذى كان يشكل حافزا مغريا للكثيرين للعمل "كجواسيس" للولايات المتحدة فى دولهم وهو حافز لم يعد موجود الآن بسبب قرارات الرئيس الامريكى الاخيرة .
وفى هذا الصدد ، يتساءل سيندى ستورر – الذى عمل ضابط عمليات سرية فى المخابرات الأمريكية لمدة عشرين عاما – عن مصير العملاء السريين الحاليين للجهاز فى الدول التى شملها قرار الحظر وعن الكيفية التى سيكون بإمكانهم دخول الأراضى الأمريكية ومقابلة ضباط الاستخبارات بشكل آمن تحت غطاء حضور مؤتمرات أو علاج أو كطلبة دارسين او كمحاضرين او حتى كسائحين .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة