5 سنوات مرت على سقوط آخر أسطورة لـ"خط الصعيد" بالأقصر ياسر الحمبولي بعد القبض عليه في يناير من عام 2012، ونظرت المحاكم في قضاياه المختلفة عدة سنوات، و نجحت القبضة الأمنية فى مصر وخاصة في الصعيد في إحباط أى صور لظهور ما يسمى بـ"خط الصعيد" من جديد حتى يومنا هذا ، ويعد "خط الصعيد" هو اللقب المخيف والمزعج لأبناء الشعب المصرى ويعنى المجرم.
ويعتبر لقب "خط الصعيد" دارجا في محافظات الصعيد ويطلق على محترف العمليات الإجرامية من قتل وسرقة ونهب وخلافه، ومن أبرزهم عزت حفني من محافظة أسيوط، بطل فيلم "الجزيرة" للفنان أحمد السقا، وكذلك "نوفل سعد" سفاح محافظة قنا، وأطلق عليه اللقب لخطورته، ولقى مصرعه في النهاية، وكذلك "عيد بكر دياب" أشهر مجرمي محافظة المنيا، وغيرهم .
محمد منصور الخط الأول للصعيد قتل وسرق ونهب المواطنين ولقى حتفه في النهاية
محمد منصور ابن قرية درنكة بأسيوط أول من عرف باسم "خط الصعيد"، ولد في عام 1907، وتربى علي يد والدته ولم يكمل تعليمه، فقد كان ذكيا وماكرا وداهية حسب وصف بعض المعاصرين له، وبداية أسطورته كانت مشاجرة بينه وبين شيخ الخفر داخل قرية درنكة، وقتله بدم بارد لـ9 أفراد من عائلته، انتقامًا لعمه، وبدأت من هنا قصته بالانتقال للعيش فى أحد جبال الغرب بأسيوط.
قتل أكثر من 60 مواطنا، كما قام بأعمال سلب ونهب وقتل بالاستئجار نظير الأموال، كما فرض الإتاوات والضرائب على المواطنين والسطو المسلح على المحلات والعربات فى وضح النهار، وبعد سنوات من الإجرام لقى مصرعه على يد عمدة بعد تبادل لإطلاق الرصاص إثر واقعة خطف صبي وذلك يوم 6 أغسطس 1947م.
ياسر الحمبولي آخر خط للصعيد بمحافظة الأقصر حكم عليه بـ 190 سنة سجن
ويعتبر آخر "خط صعيد" في الأقصر ياسر الحمبولي الذي صدر بحقة حكم بالسجن المؤبد في 5 قضايا والسجن المشدد 65 سنة في 5 قضايا أخرى من قبل محكمة جنايات الأقصر،هو الأخير في سلسلة "خط الصعيد" حتى الآن، هرب من السجن فى أعقاب حالة الانفلات الأمنى وفتح السجون خلال ثورة 25 يناير، ثم قاد تشكيلا عصابيا تخصص فى سرقة المواطنين بالإكراه، وذاع صيته بعد قيام أجهزة الأمن بالقبض على نجله حشمت للضغط عليه وتسليم نفسه لأجهزة الأمن، إلا أنه رفض أن يستسلم.
تسبب فى نقل مدير أمن الأقصر وقتها اللواء حسن محمد حسن، بعد أن خطف "بالون طائر" تابع لإحدى الشركات السياحية بالأقصر، وذلك للتفاوض مع أجهزة الأمن على الإفراج عن ابنه، وفوجئ عمال الشركة بعد انتهاء رحلة البالون وهبوطها على الأرض بجوار فندق السوفتيل بالكرنك، بمجموعة مسلحة مكونة من 15 فردا يتزعمهم ياسر الحمبولى، واختطفوا السيارة رقم 3467 نقل الأقصر التابعة للشركة، والتى كانت تحمل البالون الطائر، ودخل الأمن في تفاوض معه لإعادة البالون وإخلاء سبيل نجله وبعد وصول نجل الحمبولى إلى منزل والده رفض إعادة البالون الطائر لأصحابه، ثم بدأ عملية التفاوض مع أصحاب البالون للحصول على مبلغ من المال مقابل استعادة البالون، وفى ذات الليلة قرر اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية الأسبق، نقل اللواء حسن محمد حسن مدير أمن الأقصر الأسبق، إلى مديرية أمن أسوان، بسبب فشله فى إلقاء القبض على ياسر الحمبولى الشهير بخط الصعيد، والحد من نشاطه الإجرامى.
وبعد عام من الهروب والأنشطة الإجرامية وفى يناير 2012، أنهت أجهزة الأمن بالأقصر، أسطورة ياسر الحمبولى، المعروف إعلاميا بـ"خط الصعيد"، وألقت القبض عليه فى أحد المساكن بمنطقة معبد الكرنك الأثرى، بعدما تلقت أجهزة الأمن معلومات مؤكدة عن اختبائه فى تلك المنطقة، وذلك بقيادة اللواء أحمد أبوضيف مدير أمن الأقصر الجديد، ونقل ياسر الحمبولى خط الصعيد إلى سجن قنا العمومى فور القبض عليه لاستكمال فترة عقوبته، وذلك وسط حراسة أمنية مشددة، ضمت 4 مدرعات و12 سيارة شرطة و3 مصفحات.
صدر الحكم بسجنه 190 سنة من قبل محكمة جنايات الأقصر، لاتهامه فى 10 قضايا، إذ أدانته المحكمة بالسجن المؤبد في 5 قضايا، والسجن المشدد لمدة 65 عامًا في 5 قضايا أخرى، ووجهت النيابة تهم القتل العمد والسرقة تحت تهديد السلاح، والخطف وترويع المواطنين ويبلغ إجمالي القضايا المتهم فيها (الحمبولي) حوالي 80 قضية، مقسمة على عدد من المراكز والمحافظات، منها 20 قضية تابعة لمركز شرطة إسنا جنوب الأقصر، و10 قضايا في مركز شرطة طيبة شمال الأقصر، و10 قضايا في مركز شرطة القرنة غرب الأقصر، و21 قضية تابعة لمركز بندر الأقصر، و5 قضايا في مركز نقادة في محافظة قنا، و7 قضايا في مركز شرطة قنا، و5 قضايا في مركز قوص جنوب قنا، وباقي القضايا بمحافظة البحر الأحمر.
عزت حنفي أسطورة الجزيرة بأسيوط أعدم في عام 2006
يعتبر عزت حنفي ابن محافظة أسيوط من أشهر من أطلق عليه لقب "خط الصعيد" في العصر الحديث، استولى على 280 فدانا من جزيرة النخيلة، التابعة لمركز أبوتيج بأسيوط وزرعها بالمخدرات، وكون عصابة بلغ عدد ضحاياها 103 قتلى.
تم القبض على عزت وحمدان عام 2004، فبعد مقتل 5 أشخاص حاصرت الشرطة القرية 7 أيام، وكان رد فعل عزت هو حجز عدد من الرهائن من أهالي القرية، ثم تمكنت الشرطة من تحرير الرهائن، وذلك من خلال هجوم عنيف استخدمت فيه خمسين عربة مدرعة، وستين زورقا نهرياً، وما يزيد عن ثلاثة آلاف جندي وضابط من القوات الخاصة.
وفي سجن برج العرب بالإسكندرية، يوم 18 يونيو عام 2006 الساعة السادسة مساء، وتحت حراسة مشددة من قبل القوات الأمنية، تم تنفيذ حكم الإعدام في عزت، ودفن في جزيرة النخيلة.
قيادات أمنية تفند أسباب القضاء على أسطورة "خط الصعيد"
وفي هذا الصدد يقول اللواء زكي مختار مدير مباحث الأقصر، إن الحملات الأمنية التي يتم شنها علي جميع مدن ومراكز وقرى المحافظة بصورة يومية ساعدت كثيراً فى القبض على المئات من تجار المخدرات بالجملة والقطاعي، وكذلك المتهمين والهاربين من الأحكام واللصوص والبلطجية وحائزي وتجار الأسلحة النارية والبيضاء، مشدداً على أن تلك الحملات تواصل دورها وخروجها بصورة يومية لإحباط أية محاولات لتصدير شخص بعينه ليكون أسطورة للبلطجة أو تجارة السلاح كما كان يحدث فى السابق.
ويضيف اللواء زكي مختار في تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن وزارة الداخلية تضع خططا أمنية محكمة بالأخص في محافظات الصعيد التي كانت تنتشر فيها في السابق بغزارة تجارة السلاح والمخدرات التي تصنع مثل هؤلاء البلجية المشهورين، ومن أهم مبادئ تلك الخطط "وأد الجريمة في المهد"، وكذلك الحملات المكثفة اليومية، واتباع التكنولوجيا الحديثة في تتبع اللصوص والعصابات والبلطجية ومروعي المواطنين.
ويقول اللواء أحمد أبو ضيف مدير أمن الأقصر الأسبق، أن المتهم الذي يطلق عليه "خط الصعيد" ليس إلا بلطجي والأهالي والإعلام هم السبب في إطلاق اسم "خط الصعيد" عليه، مشدداً على أنهم يستغلون في الغالب زراعات القصب التي يصعب اقتحامها وكانت دوما تعطل رجال الشرطة في عملية القبض عليه وكذلك المناطق الجبلية التي يصعب اقتحامها من قوات الأمن.
وأضاف مدير أمن الأقصر الأسبق، أن قوات الأمن نجحت خلال السنوات الخمس الأخيرة في إحباط أى محاولات لظهور بلطجية على شاكلة ياسر الحمبولي، والذي كان يعرف جيداً كيف يتصرف مع الإعلام والصحافة والتليفزيون للوصول للشهرة التي عشقها وصنعت منه "بطلا من ورق"، وذلك عبر الحملات الأمنية في كافة ربوع المحافظة، والعامل الثاني في إنهاء أسطورة "خط الصعيد" بالأقصر حتي الآن هو التطور الكبير لتكنولوجيا وزارة الداخلية وقدرتها على الوصول لكافة المواقع الصحراوية والزراعية التي يختبئ بها مثل هؤلاء البلطجية بصورة دائمة للهروب من القبضة الأمنية.
أما الخبير الأمني اللواء محمد نور الدين فقد أكد أن رجال الشرطة في تلك الأيام أقوى من السنوات الماضية بمراحل كبيرة إذ أن وزارة الداخلية تقوم كل يوم بكل ما هو حديث ومتطور لملاحقة المتهمين والقتلة واللصوص وتجار المخدرات والسلاح، مشدداً على أن خط الصعيد أسطورة يصنعها المواطنون، وقوات الأمن تتعامل مع مثل هؤلاء البلطجية بصورة تخالف ما يراه المواطنون، وحالياً توجد قوات مخصصة للمنافذ والكمائن الحدودية بكل محافظة في الوجه البحري والصعيد بأكمله.
ويضيف الخبير الأمني لـ"اليوم السابع"، أن من أهم أسباب اختفاء خط الصعيد خلال السنوات الأخيرة هو قدرة رجال الشرطة في الحملات اليومية على إسقاط تجار المخدرات وتجار السلاح، وكذلك القيام بحملات تمشيط مكثفة متكررة على فترات معينة في الزراعات والصحراء التي قد تضم في جنباتها هؤلاء اللصوص والبلطجية الذين يختفون عن الأعين لسجلاتهم الإجرامية الكبيرة.
ويؤكد الخبير الأمني أن تعاون رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة بصورة كبيرة علي القيام بعمليات غلق قوية ومحكمة لكافة المنافذ التي كانت تصل منها الأسلحة المهربة لمصر وكذلك الكميات التي تصل للأطنان من المخدرات، وهو من أبرز أسباب اختفاء الكميات الكبيرة للأسلحة مع تجار كانوا يصنعون لأنفسهم أسطورة عبر امتلاكها، وكذلك خوف الكثير من هؤلاء البلطجية من صناعة مثل تلك الأسطورة من جديد لأنفسهم خوفاً من الملاحقة الأمنية والعقاب الرادع الذي وقع على عدد كبير منهم إما بالسجن أو الإعدام.
ياسر الحمبولي أسطورة خط الصعيد الأخيرة بالأقصر
ياسر الحمبولي بعد القبض عليه بمديرية أمن الأقصر
آخر خط للصعيد في السجن
الأمن يقبض علي ياسر الحمبولي بالكرنك
محمد منصور آول خط للصعيد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة