أثارت أزمة تكرار حوادث سرقة ونهب الآثار المصرية، غضب أعضاء لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، مؤكدين أنهم سيمارسون دورهم الرقابى فى مواجهة ذلك من خلال بحث سبل التأمين وتزويد المناطق الأثرية المفتوحة بوسائل تأمين جادة، إضافة إلى تنظيم زيارات ميدانية للمناطق الأثرية للوقوف على حقيقة وضعها، بالإضافة إلى استدعاء وزير الآثار للتعرف على خطة الوزارة فى حماية الآثار المصرية.
وكانت من بين تلك الوقائع اختفاء تابوت خشبى أثرى يرجع للأسرة السادسة بمنطقة آثار سقارة، ضمن الحفائر التى اكتشفها الدكتور زاهى حواس قبل 10 سنوات، وتم تركه بأحد المقابر بحفائر "جسر المدير" بمنطقة سقارة، إضافة إلى واقعة سرقة تمثال لسيدة من الرخام من حدائق أنطونيادس، إضافة إلى قصر "طوبيا" الأثرى ذو الطراز المعمارى الإيطالى، منذ عدة سنوات، الذى كان يُستغل مدرسة واستراحة لمراقبى امتحانات الثانوية الوافدين من المحافظات الأخرى، وفجأة قررت مديرية التربية والتعليم وقف جميع النشاطات داخل القصر بحجة الترميم والتطوير منذ 5 سنوات، وأصبح بيئة مهيئة للثعابين والقطط والكلاب الضالة، والآن أصبح مخزناً لتشوين الحديد الذى يتم استخدامه فى بناء أحد الكبارى داخل مركز قوص.
أسامة هيكل: لجنة الثقافة والإعلام تناقش سرقة ونهب "الآثار" الأحد المقبل
وفى هذا السياق أكد النائب أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، أن اللجنة ستعقد اجتماعا الأحد المقبل لمناقشة طلب إحاطة مقدم بشأن الأخطار، التى تتعرض لها آثار النوبة، لافتا إلى أن الدولة بحاجة لإعادة النظر مرة آخرى فى تأمين المناطق الآثرية وتكثيفها.
وأضاف رئيس لجنة الثقافة والإعلام، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الدولة بحاجة لتزويد المناطق الآثرية المفتوحة بكاميرات، ولكن تتمثل الأزمة هنا فى اعتمادات مالية كافية لهذا الأمر، موضحا أن الآثار تتعرض بشكل دورى لنهب مستمر، ولابد من تأمينها وتزويدها بما يحمى تلك الآثار حتى ولو كانت مكلفة.
وأشار إلى أن اللجنة ستنظم جولات لزيارة المناطق الآثرية بمختلف محافظات الجمهورية، موضحا أن اللجنة لن تتمكن من تنظيم تلك الجولات فى دور الانعقاد التشريعى الأول لازدحام الأجندة التشريعية وانشغال أعضائها بقضايا عدة.
جلال عوارة: قائمة زيارة المناطق الآثرية تشمل "تل العمارنة بالمنيا" و"أسيوط"
فيما أكد النائب جلال عوارة، وكيل لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، أن اللجنة ستضع خطتها للتحرك بشأن زيارة المناطق الآثرية للمحافظات، مؤكدا أن القائمة ستشمل زيارة تل العمارنة فى المنيا وآخرى للمناطق الاثرية فى أسيوط والإسكندرية والنوبة.
وأشار إلى أن اللجنة ستعقد جلسة حول سبل حماية الآثار المصرية، وتزويد التأمين للحد من نهب الآثار وسرقتها.
غادة صقر: سأتقدم ببيان عاجل لوزير الآثار بشأن سرقة وتهريب الآثار المصرية
وبدورها أكدت النائبة غادة صقر، عضو لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، أنها ستتقدم ببيان عاجل بشأن اختفاء عدد من الآثار الهامة بعدة محافظات من أبرزها اختفاء تابوت زاهى حواس، مشيرة إلى أن جدول أعمال اللجنة لم يشمل حتى الآن مناقشة سبل استرجاع الآثار المنهوبة خلال السنوات الماضية.
وقالت "صقر" فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن وزير الآثار يعطى أولوية للمشروعات القومية مثل المتحف المصرى الكبير وغيرها من المشروعات، تماشيا مع توجه القيادة السياسية، التى تميل إلى المشروعات القومية إلا أن الوزير لم يقدم أى خطوات على أرض الواقع فى اتجاه عودة الآثار المسروقة والمهربة، أو وقف نزيف السرقة للتاريخ المصرى.
محمد زكريا محيى الدين: النهب والسرقة يقترب لمنطقة الأهرامات
ومن جانبه قال النائب محمد زكريا محيى الدين، عضو مجلس النواب، إنه سبق له وأن تقدم ببيان عاجل مشفوع بـ 130 مستندا رسميا ضد وزير الآثار بخصوص التعدى على أثار دهشور منذ 3 سنوات تحت سمع وبصر الحكومة ولم يناقش حتى الأن، مشيرا إلى أن منطقة دهشور الأثرية تتعرض لكارثة حقيقية قد تتسبب فى مشهد مخزى لمصر أمام اليونسكو والعالم، فهى تحتوى على أهم الآثار المصرية، لا سيما جبانة منف.
وأضاف "محيى الدين" قائلا: "تتعرض هذه المنطقة إلى النهب والسرقة والتعدى من جانب مافيا المحاجر التى تعتمد قوتها على المال والسلاح، حيث تقوم بأعمال التحجير داخل المنطقة الأثرية باستخدام معدات ثقيلة من اللوادر واللوريات دون أى تراخيص أو تصاريح من أحد"، مؤكدا أن أعمال التحجير تهدد طوال الوقت المنطقة الأثرية خصوصا الخمس سنوات الماضية، وبدأ الزحف بالتحجير إلى منطقة الأهرامات، حيث أصبحت تقترب من الهرم المنحنى بشكل يهدد ثبات الهرم والهضبة وسيكون المشهد فى منتهى الخزى.
وأوضح أن الأزمة بدأت منذ شهور عندما تجرأ المتعديين على الحفر فى قلب المنطقة الأثرية، وقام مدير عام تفتيش الآثار بالتوجه إلى وزير الآثار، الذى لم يجد وقتا لسماعه، مما دفعه إلى كتابة أكثر من 5 شكاوى ومذكرات إيضاحية.
وتابع: "الكارثة اقتربت من منطقة الأهرامات وعندما زحف الحفر بالقرب من هرم مزغونة وظهر سور الاكنا واكتفى بمقولة "روح اعمل محضر شرطة"، وحينما تم تدمير السور للمرة الثانية توجه أيضا مدير قطاع التفتيش للوزير بمذكرة أخرى (مرفق صورتها) للمطالبة بتحويل ملف التعديات فى دهشور للرقابة الإدارية ليحاسب كل من قصر وكانت النتيجة بدلا من أن ينتبه الوزير لكارثة التدمير تم إحالته إلى التحقيق".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة