حذرت وزارة الخارجية الروسية من أى محاولات للخداع فى سياق المفاوضات السورية القادمة فى جنيف، مؤكدة أن ذلك سيؤثر سلبا على العملية السياسة، وقالت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، خلال مؤتمرها الصحفى، الأربعاء 22 فبراير: "أى محاولات للخداع فى مجال ما بهدف تحقيق مصالح من لا يروق لهم السلام فى سوريا ووحدتها، ستؤثر سلبا على العملية السياسية فيما يخص استقرارها ونتائجها"، وتابعت زاخاروفا أن الشرط الضرورى لنجاح الحوار فى جنيف، يكمن فى ضمان طابع واسع التمثيل لوفد المعارضة السورية وفق مقتضيات القرار الدولى رقم 2254، حسب ما نشرته شبكة "روسيا اليوم".
واعتبرت الدبلوماسية الروسية أن التجربة الإيجابية التى حققتها المفاوضات السورية فى أستانا ستساهم فى المستقبل فى دعم العملية السياسية، كما أكدت زاخاروفا أن سيرغى فيرشينين، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيمثل روسيا فى مفاوضات جنيف التى تنطلق الخميس 23 فبراير ، بالإضافة إلى عدد من الدبلوماسيين سيتم الإعلان عن أسمائهم لاحقا.
عبرت موسكو عن قلقها البالغ من خطط هيئة "تحرير الشام" لإقامة "دولة إسلامية" جديدة فى جنوب ريف إدلب وشمال ريف حماة بسوريا، وذكرت زاخاروفا أن مثل هذه "الدولة" فى حال قيامها، ستصبح الثانية بعد دولة "داعش" فى الرقة.
وتابعت قائلة: "مثل هذا الكيان الذى من المخطط إقامته تحت عباءة الإسلام، على الرغم من أن الجميع يدركون أن هذه المحاولات لا علاقة بها بالإسلام الحقيقى، من شأنه أن يصبح معقلا جديدا لمروجى الإرهاب والعنف".
وذكّرت الدبلوماسية الروسية بأن الوضع الميدانى فى سوريا ما زال صعبا للغاية، ولاسيما فى أرياف حلب وحمص ودرعا، حيث لا تتوقف الفصائل المنضوية تحت لواء هيئة "تحرير الشام" التى يقودها تنظيم "جبهة النصرة"، عن مهاجمة مواقع الجيش السورى فى أحياء المدينة.
وكان أبو على الشامى القيادى فى "هيئة تحرير الشام" قد وصف تشكيل الجبهة بأنه جاء "خداعا لروسيا والعالم" من خلال اندماج فصائل إسلاموية مع أخرى معتدلة، معتبرا أن روسيا والتحالف الدولى لن يتمكنا من استهداف التحالف الجديد.
كما كشفت زاخاروفا أن العسكريين الروس فى سوريا جمعوا كميات هائلة من الأدلة حول عمليات القتل والتعذيب التى ارتكبها الإرهابيون، وأوضحت أن خبراء إزالة الألغام الروس الذين عملوا فى حلب السورية، وثقوا العثور على مقابر جماعية فيها جثث لعسكريين سوريين، وعناصر من القوات الرديفة، ومدنيين من السكان المحليين، وتحمل العديد من تلك الجثث آثار التعذيب، كما تمت تصفية الكثيرين بطلقات نارية فى الرأس. وفى هذا السياق أشارت زاخاروفا إلى العثور على جثث رجال بملابس مدنية فى قبو منزل بحى الكلاسة، وذلك أثناء تطهير المنطقة من المتفجرات.
وأضافت الدبلوماسية أن الخبراء الروس وثقوا أيضا تفخيخ بوابات مبان سكنية ومنشآت حيوية فى الأحياء التى كانت خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة