فى أربعينيات القرن الماضى تعرف أهل الإسماعيلية على آلة السمسمية عن طريق الفنان الراحل أحمد السواحلى ، وسرعان ما تم إنشاء فريق ضم السواحلى وأحمد فرج وروكا ومرسى بركة ومكى وغيرهم وفى عام 1968 تكونت أول فرقة للسمسمية فى الإسماعيلية بقيادة الملحن سالم على والمطرب فوزى الجمل وأطلقوا عليها فرقة الصامدين والتى بدأت المرحلة الثانية من أغانى السمسمية وهى أغانى المقاومة الشعبية فى ظل الحرب التى دارت رحاها على أرض القناة بعد نكسة يونيو 1967، واستمرت الفرقة تجوب المحافظات من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها تقدم أغانيها الوطنية للمهجرين من أبناء الإسماعيلية، وفى عام 1985 انفرط عقد الصامدين لتتوقف هذه الفرقة العريقة عن الغناء ويتفرق أعضائها لتبدأ مرحلة جديدة من تاريخ فن السمسمية فى الإسماعيلية بإنشاء فرقة تراث السمسمية عام 1989 بثقافة الإسماعيلية بقيادة الفنان يحى مولر أحد محبى هذا الفن وبدعم من الفنان التشكيلى عبد الرحمن نور الدين والذى كان يشغل منصب مدير مديرية الثقافة وقتها.
فرقة تراث السمسمية
يقول مولر: فرقة الإسماعيلية لتراث السمسمية من ضمن الفرق المعتمدة بهيئة قصور الثقافة وهى فرقة رسمية تم إنشائها عام 1989 بمديرية ثقافة الإسماعيلية وكانت الفرقة الوحيدة الرسمية فى المحافظة، وبدأت الفرقة بـ 15 عازفا ومطربا ثم أصبحت 25 عازفا ومطربا من أعمار مختلفة بمشاركة مجموعة من فنانى الرعيل الأول منهم الفنان الراحل أحمد السواحلى وهو أول فنان قدم أغانى السمسمية فى الأربعينات، واستمر فى الغناء مع الفرقة حتى وفاته فى عام 2010 ، وأيضا شارك الشاعر الراحل حافظ الصادق وهو من شعراء فرقة الصامدين، وكتب العديد من الأغانى التى مازلنا نقدمها حتى الآن، وأيضا هناك فنانين من جيل الوسط ومن جيل الشباب والتناغم بين الأجيال يمنح الفرقة حيوية وثراء فنى، حيث يتعلم الشباب من الكبار ويحفظوا عنهم لأنه فن شفاهى يعتمد على المطرب وطريقة حفظه وأدائه للأغانى.
ثلاثة محاور للغناء
وأشار يحيى مولر إلى أن الأغانى التى تقدمها الفرقة ثلاثة محاور المحور الأول الأغانى التراثية القديمة والتى يطلقون عليها أغانى الصحبجية من الأربعينيات وهى أغانى متوارثة من الرواد الذين أسسوا فن السمسمية، ومنها مثلا أغانى "يا بنت حسانى" وهى من أغانى الغزل ومشهورة فى منطقة القناة وأغانى أخرى، أما المحور الثانى والذى بدأ فى فترة العدوان الثلاثى مرورا بحرب 67 وفترة الاستنزاف حتى أكتوبر 1973 وهى أغانى وطنية مثل أغنية "على الأذان على" وهى من كلمات الراحل حافظ الصادق، والمحور الثالث هو الأغانى الحديثة للثورة ولقناة السويس وللإسماعيلية.
السمسمية تراث شفوى
وأكد مولر، أن هناك خطر على فن السمسمية لأنه تراث شفاهى متوارث منذ سنوات طويلة وبوفاة الحفظة للأغانى تكون هناك مشكلة، لذلك طالبنا بمشروع لتوثيق تراث السمسمية وحفظة وقامت وزارة الثقافة ممثلة فى الهيئة العامة لقصور الثقافة بتشكيل لجان لحفظ التراث بها أعضاء من فرق السمسمية فى إقليم القناة ، ولكن لم تصل إلى شىء ويظل الموقف على ما هو عليه ولم تحدث أى خطوة إيجابية سوى ما قام به الفنان عبد الرحمن نور الدين، والذى كان يشغل منصب رئيس إقليم القناة وسيناء الثقافى بإصدار ثلاثة كتب لتوثيق الأغانى فى محافظات القناة الثلاثة فى الإسماعيلية لشاعر حافظ الصادق وفى السويس للكابتن غزالى وفى بورسعيد للشاعر كامل عيد وكانت بداية لتوثيق التراث وإنشاء مكتبة تراثية لأغانى السمسمية فى المحافظات الثلاثة وشاركت فى تسجيل العديد من الأغانى سواء فى القنوات الرسمية للدولة، أو بعض الفضائيات لكنها أغانى منفردة ولايوجد مشروع متكامل يمكن عرضة فما بعد أو الاحتفاظ به للأجيال القادمة.
مشاركات فنية
ويضيف مولر، الفرقة حاليا تشارك فى جميع الاحتفاليات والمناسبات التى تقام على أرض المحافظة من خلال برنامج فنى يتم إعداده من قبل فرع الثقافة، أيضا نشارك فى احتفالات خارج المحافظة سواء فى محافظات القناة أو محافظات وجه بحرى وقبلى، وكان آخر هذه المشاركات فى محافظة أسوان ومعرض الكتاب وفى حفلات استقبال ضيوف المحافظة والوفود القادمة من دول مختلفة مثل حفل استقبال الوفد السودانى والذى زار الإسماعيلية فى بدايات شهر فبراير الحالى والمشاركة فى احتفالات المحافظة بعيد الشرطة وثورة 25 يناير.
الفنان يحى مولر فى احد الحفلات
فرقة تراث السمسمية فى أحد البروفات
الفرقة أثناء التدريب بقصر الثقافة
فرقة تراث السمسمية على ضفاف القناه
الفنان يحى مولر يعزف على آلة السمسية
مولر فى احد الحفلات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة