إن المهتمين بالتعليم فى مصر يجب أن يدركوا أهمية التعليم الفنى فى تلك المرحلة والمراحل المقبلة، فالتعليم الفنى لم يلق اهتماما طوال الحقبة الماضية حتى وقتنا هذا، فقد كانت الدراسة فى تلك المدارس ومازالت شبه نظرية والتى يجب أن يكون للجانب العملى النصيب الأكبر والحظ الأوفر.
وهناك حجج واهية تقدم وأعذار أقبح من الذنوب فمنهم من يحتج بنقص المعدات وقدمها ، ومنهم من يلقى باللوم على الحكومات المتعاقبة متهما إياها بالعمل على تهميش التعليم الفنى والاهتمام بالتعليم الجامعى وجعله فى المصاف الأول فى منظومة التعليم وكل ماعدا ذلك فى هامش الشعور!
حقا هذه الأسباب مجتمعة ساهمت مساهمة فعالة فى انهيار التعليم الفنى فى مصر، ومن العجيب أن يتخرج الطالب حاصلا على دبلوم فنى ولا يستطيع أن يستبدل مصباح الإنارة فى منزله بآخر ولا يستطيع أن يستبدل جلدة الحنفية بأخرى ، فيخرج كل منهم إلى الشارع للبحث عن سباك أو كهربائى أو غيرهم من أرباب الحرف والصناعات لحل مشاكلهم المنزلية والاسم أنه حاصل على دبلوم فنى فى الكهرباء أو السباكة ناهيك عن باقى التخصصات.
وهناك نوع من التعليم اسمة التعليم المهنى وحقيقته أنه اسم على غير مسمى الطالب أو التلميذ معفى من الحضور نهائيا ويأتى آخر العام ويكتب كلمتين أو لا يكتب أو يكتب له وفى النهاية شهادة ممهورة بتوقيعات ومختومة بخاتم الشعار ولا فن ولا مهنة والميزانيات مهدرة ومرتبات تصرف ودرجات وظيفة تمنح للسادة المشرفين والمدراء وإحصائيات بنسب النجاح التى قد تصل إلى مائة فى المائة.
حتى الكليات العملية التى تعطى درجة البكالوريوس والمفروض أن يكون مشروع التخرج اختراع جديد أو اكتشاف غير مسبوق أصبح مشروع التخرج الآن الاكتفاء بلوحة ورقية يقدمها الطالب ويحصل على درجة البكالوريوس!! أين الضمير ؟؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة