اجتاحت، اليوم الأحد، المظاهرات جميع المدن الإسبانية؛ ففى برشلونة تظاهر ما يقرب من 160 ألف شخص لدعم اللاجئين، ومطالبة الحكومة الإسبانية بالالتزام باستقبال اللاجئين السوريين كما تعهدت فى عام 2015، وذلك استجابة لدعوة رئيس بلدية برشلونة "أدا كولو" إلى النزول للشوارع بأعداد كبيرة تحت شعار "نريد أن نستقبل".
ووفقا لصحيفة "الموندو" الإسبانية فقد شارك فى هذه المظاهرات عدة جمعيات فى برشلونة، ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "لا أعذار بعد اليوم فلنستقبل الآن"، و"لبدنا بلادكم"، ودعا المتظاهرون الحكومة إلى الوفاء بنظام الحصص الذى وضعه الاتحاد الأوروبى فى توزيع اللاجئين.
وطالب وزير الهجرة فى حكومة كتالونيا التى يقودها الانفصاليون بأن الدول الأوروبية عليها الالتزام تجاه اللاجئين، كما طالب الحكومة الإسبانية النظر فى موقفها تجاه إصدار تأشيرات الدخول، وقال نائب الحكومة الكتالونية أوريول أموروس: "إن هذه المظاهرات تعتبر الأكبر التى نظمت فى أوروبا للدفاع عن حقوق اللاجئين".
وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقا لتعهدات إسبانيا للاتحاد الأوروبى، فعليها أن تستقبل 16 ألف طالب لجوء سبق أن تم استقبالهم فى دول أخرى اعتبارا من 2015، ولكن 1100 منهم فقط وصلوا حتى الآن إلى البلاد، وفى 2016 انتقدت منظمتا أوكسفام والعفو الدولية غير الحكوميتين سياسة الحكومة الإسبانية المحافظة برئاسة ماريانو راخوى على صعيد استقبال اللاجئين.
وقف ارتفاع تكاليف المعيشة
ومن ناحية أخرى، دعت النقابات العمالية والاتحاد العام للعمال فى إسبانيا إلى مظاهرات تبدأ اليوم الأحد وتنتهى الخميس المقبل، وذلك فى 40 مدينة إسبانية مختلفة، وذلك تحت شعار "وقف ارتفاع تكاليف المعيشة وتوفير وظائف مناسبة"، ووفقا لصحيفة "الباييس" فطعنت مختلف نقابات العمال فى إسبانيا فى نجاعة الإصلاحات العمالية التى نفذتها الحكومة خلال السنوات الأخيرة، بما فى ذلك تخفيض الإنفاق العام الذى أثر على حقوق العمال وقدرتهم الشرائية.
ووفقا للنقابات فإن هناك الحاجة للوصول لاتفاق مع الحكومة الإسبانية على الأجور فى 2017، حيث إن الأجور والمعاشات التقاعدية أصبحت لا تتناسب مع ارتفاع تكاليف المعيشة من الأسعار الموجودة، كما أن هناك زيادة فى انعدام الأمن الوظيفى.
ووفقا للمسئولين عن النقابة العمالية والاتحاد العام للعمال، من بيبى ألفاريز وأجناسيو فيرنانديز توكسو على التوالى، فإنهما سيترأسا المظاهرات التى تستمر فيما يقرب من 5 أيام فى جميع أنحاء إسبانيا، ما عدا جزر الكنارى ومدن الحكم الذاتى من سبتة ومليلية، ولكن مناطق مثل الأندلس وجاليسيا فإنهما مراكز النشاط لتلك المظاهرات.
وقال بيبى ألفاريز، الأمين العام للاتحاد العام للعمال: "حالة الفقر فى بلادنا أصبحت أمرا لا يطاق، فعشرات الآلاف من الأسر ليس لديها أموال لتغطية نفقاتهم"، مضيفا: "هذه المظاهرات ستستمر إذا لزم الأمر، والوضع مرتبط باستعداد الحكومة للحوار والتفاوض".
وقالت إيفا جارسيا، إحدى المتظاهرات: "لا يمكن تحمل هذه الأوضاع التى نعيشها، الكثير من المواطنين والطلبة لم تعد لديهم القدرة على تحمل الأعباء والعيش، ولا يمكننا الاستمرار هكذا، علينا أن نستمر فى التظاهر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة