لماذا تدافع منظمات حقوقية دولية عن الإخوان؟.. سؤال يطرح نفسه بقوة بعدما دافعت منظمة "هيومان رايتس ووتش" مؤخرًا، عن الإخوان بشكل مستميت أمام الإدارة الأمريكية، لعدم اعتبارها منظمة إرهابية، فهل هذه المنظمات تضع معايير وبناءً عليها تصدر تقاريرها؟ أم أن تقاريرها مغلفة بالقرار السياسى؟ أم أنها هناك تواصل بينها وبين جماعة الإخوان؟.
حقوقيون وخبراء كشفوا طرق تمويل الإخوان للمنظمات الحقوقية الدولية من أجل الدفاع عنها أمام دول العالم، مؤكدين أن مقدار التمويل يصل إلى 500 مليون دولار، وتدشين مركز حقوقى عقب 30 يونيو 2013 فى امستردام للتواصل مع المنظمات الحقوقية لتجميل صورتها.
وفى البداية، اعتبر الناشط الحقوقى سعيد عبد الحافظ، رئيس ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، دفاع منظمة "هيومن رايتس ووتش" عن الإخوان مؤخرًا، ومطالبتها الرئيس الأمريكى "ترامب" بعدم إدراجها فى قوائم الإرهاب نوعًا من رد الجميل للجماعة.
وعن سبب مساندة منظمة هيومن رايتس ووتش لجماعة الإخوان، قال عبد الحافظ فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "الجميع يعلم أن جزء كبير من تمويلها يأتى من المجتمع المفتوح الذى يترأسه الملياردير اليهودى جورج سورس، والتنظيم الدولى للإخوان".
وتابع: "هيومن رايتس منظمة سياسية وليست حقوقية، وقريبة من صناع دوائر القرار السياسى فى أمريكا، ولذلك تجد مواقفها دائما منحازة للقرارات السياسية ولا يهمها مصلحة الشعب المصرى، وقد دأبت تقاريرها على ممارسة الضغوط على النظام المصرى".
واستطرد قائلاً: "مواقفها الأخيرة ومساندتها الواضحة والفاضحة لجماعة إرهابية حملت السلاح فى وجه المواطن والدولة ومع ذالك لازالت المنظمة تدافع عنها".
من جانبها، أكدت الناشطة الحقوقية داليا زيادة، رئيس المركز المصرى لدراسات الديمقراطية الحرة، إن هناك منظمات حقوقية دولية تتلقى تمويل من جماعة الإخوان، إما بشكل مباشر أو من خلال دول ووسطاء يدعمون أجندة الإخوان، من أجل عمل دعاية لها فى الخارج".
وأضافت زيادة فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن التحالف الدولى من أجل الحقوق والحريات وهيومان رايتس مونيتور، وعدد كبير من المنظمات الحقوقية التى تتحدث باسم المسلمين يمولها الإخوان، ومؤسسات مثل العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش وبعض المراكز البحثية الحديثة يمولها دول ترعى الإخوان مثل قطر وتركيا، موضحة أن التحقيقات فى بريطانيا أظهرت وجود عدد من الإخوان بين قيادات منظمة العفو الدولية.
وتابعت زيادة قائلة: "رأينا بعض تلك المنظمات بدأ يتحدى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ويحذره من تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابى، مثل هيومان رايتس ووتش، وبشكل عام هذه المنظمات تستغل قوتها فى الضغط على صناع القرار وتوجيه الإعلام لمناصرة الإخوان فى كل مواقفها السياسية".
وفى السياق ذاته، أكد أحمد عطا، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن التنظيم وضع خطة تحرك تعتمد على مسارين، الأول دعم إعلامى دولى من خلال الصحف الدولية مثل وشنطن بوست الأمريكية لشن حملة ضد سياسة ترامب بالتنسيق مع المركز الحقوقى التابع للتنظيم الدولى ومقره أمستردام فى هولندا - وهو المركز الذى تم تأسيسه بعد ثورة يونيو، وتم رصد مبلغ 50 مليون دولار للتحرك الإعلامى الدولى للدفاع عن عناصر جماعة الاخوان فى أمريكا وتحديداً فى فلوريدا وكاليفورنيا.
وأوضح أن المحور الثانى هو التنسيق مع منظمات المجتمع الدولى الأكثر تأثيراً فى أوروبا وأمريكا لكسب تعاطف الاتحاد الأوربى مع الإخوان ضد سياسة ترامب واتخاذ مواقف وردود فعل قانونية فى أمريكا من خلال هذه المنظمات الحقوقية المدنية وفِى مقدمتهم ( منظمة كارتر) التى تواصل ونسق معها التنظيم بعد حدوث تغير جذرى فى السياسة الأمريكية بصعود ترامب بالإضافة إلى أكثر من 10 منظمات دولية فى جميع أنحاء أوربا وأمريكا، وفى نفس الوقت يتواصل التنظيم الدولى من خلال مكاتبه فى لندن وميونخ سراً مع مسئولين سابقين فى الاتحاد الأوربى لاتخاذ مواقف سياسية موحدة ضد سياسة ترامب.
ترامب
وأشار الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إلى أن مقدار دعم التنظيم لهذه المنظمات الحقوقية فى أوروبا وأمريكا أكثر من 500 مليون دولار، لأنها معركة بقاء بالنسبة للتنظيم الدولى والحفاظ على تواجده فى المشهد الدولى، وخاصة أن التنظيم له استثمارات مع العديد من المؤسسات الدولية يرغب فى الحفاظ عليها ويدافع عنها بقوة، لأن الوضع سيتغير فى حالة صدور قرار أمريكى بإدراج الجماعة على قوائم الإرهاب الدولى.
طارق أبو السعد، القيادى السابق بالإخوان
وفى سياق متصل، أكد طارق أبو السعد، القيادى السابق بالإخوان، أن القيادى الإخوانى فى أمريكا عبد الموجود الدرديرى، هو همزة الوصل بين الإخوان والمنظمات الحقوقية الدولية، والذى يرسل لها طلبات الجماعة وإرسال التمويلات لها.
وأضاف القيادى السابق بالإخوان، أن عبد الموجود الدرديرى لم يكن اسم معروف فى أوساط الإخوان إلا أنه بعد ثورة 25 يناير تم اكتشاف أنه ضابط الاتصال بين الإخوان والإدارة الأمريكية ويتوقع أن يكون هو وآخرين تواصلوا مع منظمات قانونية وحقوقية للدفاع عن الإخوان خارجيًا.
هيومن-رايتس
كانت منظمة هيومن رايتس ووتش دعت فى تقرير لها الإدارة الأمريكية، والرئيس الأمريكى دونالد ترامب بعدم إدراج جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب، ومساواتها بتنظيمى القاعدة و"داعش"، زاعمة أن هذه الخطوة من شأنها تهديد حق تكوين الجماعات الإسلامية بالولايات المتحدة، وتقويض مشاركة الإخوان فى الحياة السياسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة