لن تفوت إسرائيل الفرصة الذهبية التى منحها اياها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بقراره المشؤم بأن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل من دون أن تستغل هذا القرار لصالحها وبما يخدمها سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى.
زيارة ترامب للقدس
وقد يظن البعض أن القرار لن يضيف جديدا على أرض الواقع فى مدينة القدس ، فالسيادة الإسرائيلية على المقدسات الاسلامية والمسيحية كما هى ،ولكن هناك عدة مصالح تخفيها الحكومة الإسرائيلية فى جعبتها ،وهناك 5 أضرار للقرار الأمريكى نرصدها فيما يلى .
1- التوسعات الاستيطانية فى القدس
القرار الامريكى سيمكن إسرائيل من التوسع فى المستوطنات بوتيرة لن تسبق لها مثيل ،والحجة التى ستسوقها للعالم بأنها لديها اعتراف أمريكى بأن المدينة المقدسة هى عاصمة موحدة لها .
مستوطنات
وقبل القرار الأمريكى الذى يعد بوعد بلفور 2 ، صادقت بلدية القدس على بناء 700 وحدة سكنية استيطانية جديدة فى مستوطنة راموت بالقدس الشرقية .
وتأتي هذه الوحدات السكنية الجديدة ضمن مخطط "القدس 2000" وفيها سيتم توسعة الحي الاستيطاني رمات شلوم باتجاه الشمال فيما سيتم توسعة الحي الاستيطاني راموت باتجاه السفوح الشمالية الشرقية من الحي.والى جانب الوحدات السكنية، فمن المقرر انشاء مبان عامة ومؤسسات دينية وإقامة تجمعات تجارية وساحات عامة مفتوحة.
2- تمرير مشروع قانون الأذان فى القدس
على مدار عدة شهور خلال العام المنصرم شهد الكنيست الإسرائيلى حال من السجال والشد والجذب بين نوابه العرب من القائمة العربية المشتركة ونواب حزب الليكود الذى يتزعمه بنيامين نتنياهو بسبب تمرير قانون الأذان الذى بموجبه يسمح للسلطات الإسرائيلية منع رفع الأذان فى القدس وبالبلدة القديمة لكون ذلك يسبب ضوضاء فى القدس وخاصة صلاة الفجر.
الكنيست.
وتم ارجاء مشروع القرار إلى أجل غير مسمى خوفا من ردة فعل المسلمين فى المدينة، وخشية الغضب العربى والدولى ، وبعد قرار "ترامب" المستفز ستتمكن الحكومة الإسرائيلية من تمرير القرار لكون الحكومة الإسرائيلية قد حصلت على ضوء أخضر من الإدارة الأمريكية يتيح لها التصرف كما تشاء فى المدينة المقدسة .
3- المفاوضات ما بعد القدس
ضمن ترامب للحكومة الإسرائيلية الا تطرح فى جدول اعمال فى عودة الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى إلى مائدة المفاوضات ألا تكون القدس جزء من الحل النهائى للقضية الفلسطينية ، حيث سيجبر المفاوض الإسرائيلى الطرف الفلسطينى بعدم اخضاع قضية القدس إلى النقاش لكونها اصبحت عاصمة لإسرائيل .
كما أن القرار ينسف حل الدولتين واقامة دولة عاصمتها القدس الشريف على حدود 4 يونيو 1967 ،وعودة الاراضى العربية التى احتلتها إسرائيل فى هذا العام
4- مكاسب اقتصادية للمستوطنات
تقاطع معظم دول الاتحاد الأوروبى المنتجات الزراعية للمستوطنات الاسرائيلية فى القدس، لكونها منتجات صادرة من مستوطنات تم بناؤها بشكل غير شرعى على اراضى فلسطينية محتلة ، حيث قرر الاتحاد الأوروبى وسم المنتجات الاسرائيلية بشعارات تؤكد أنها مزروعة فى مناطق استيطانية مما أدى ألى خسائر فادحة فى الاقتصاد الاسرائيلى وصل فى عام 2015 فقط لـ 154 مليون يورو.
وعقب قرار "ترامب" سيتراجع الاتحاد الأوربى عن قراره مقاطعة منتجات المستوطنات لكونها موجودة فى القدس التى اعترف "ترامب" بأنها عاصمة لإسرائيل مما يضيف شرعية للمستوطنات.
5- إعلان ترامب مهد الطريق لإسرائيل لاقناع دول أخرى بالقرار
مهد إعلان دونالد ترامب حول القدس الحكومة الإسرائيلية للقيام بحملة دبلوماسية لاقناع دول أخرى فى أوروبا وأفريقيا للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل .
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية النقاب عن أن الخارجية الإسرائيلية بدأت فى وضع خطة دبلوماسية تهدف لإقناع دول أوروبية وأفريقية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وذلك عقب اعتراف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالقدس أمس فى خطابه من داخل البيت الأبيض.
دونالد ترامب
وقالت الصحيفة، إن الخارجية الإسرائيلية كلفت سفراءها فى دول أوروبية بتبنى موقفا مماثلا لموقف الولايات المتحدة علاوة على دول إفريقية ذات أغلبية مسيحية تربطها بعلاقات اقتصادية وتجارية كبيرة بتل أبيب.
وأوضحت الصحيفة، أن الفلبين والتشيك اتخذتا خطوات تحذو بحذو ترامب فى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الجهود الدبلوماسية من قبل الخارجية الإسرائيلية تهدف فى نهاية المطاف لنقل سفارات تلك الدول إلى القدس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة