* إيران حاولت خلق بؤرة خطر فى اليمن لتهديد الجيران العرب
* مستشارون عسكريون لحزب الله متواجدون فى اليمن ويخططون معارك الحوثيين
* إيران خدعت على عبد الله صالح وأوهمته .. ونجله التقى مستشار خامنئى فى روما قبل الانقلاب
* اليمن يشهد أزمة إنسانية هى الأخطر فى العالم.. والحوثيين يستولون على مواد الإغاثة ويبيعونها لصالحهم
* ما يحدث فى صنعاء اليوم هو الفصل الأخير من الحرب اليمنية
* حل المشكلة فى اليمن هو العودة للحوار المشترك وتسليم الميليشيات سلاحها للدولة
* قدر مصر أن تكون الشقيقة الكبرى وهى الأقدر على حل المشكلة اليمنية
* نشكر الشعب المصرى على استضافته نصف مليون يمنى يعيشون كأخوة فى أمن وأمان
فى القاهرة التى يتردد عليها كثيرا ويعتبرها بيته الثانى التقى "اليوم السابع" محمد عبد المجيد قباطى، وزير السياحة اليمنى فى حكومة الشرعية، والذى شغل من قبل أيضا منصب وزير الإعلام فى ذات الحكومة، بينما كنا نجلس معه كانت أخبار ما يدور فى العاصمة صنعاء تتوالى، وكذلك تأكد مقتل الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح فى حواره معنا كشف عضو الحكومة اليمنية حقيقة الدور الإيرانى فى اليمن، وما يدور حاليا فى صنعاء، ومستقبل الحرب الدائرة هناك، فإلى نص الحوار:
ظن الجميع أنه بتنازل على عبد الله صالح عن الحكم أن الأزمة اليمنية انتهت فما الذى عقد الأمور هكذا؟
الرئيس السابق على عبد الله صالح تنازل بموجب المبادرة الخليجية التى ضمنت له الحصانة والحفاظ على أمواله، وعدم المحاكمة كذلك، وبعدها خضنا 10 أشهر من الحوار الوطنى ونتج عن هذا الحوار المسودة الأولى للدستور وكان من المفترض أن ينتقل اليمن إلى المرحلة الجديدة من تاريخه، ولكن عندما تم تسليم المسودة إلى الرئيس عبد ربه منصور هادى، بدأ التحرك المعارض لها من الرئيس السابق والحوثيين وانقلبوا عليها، وجاءت قرارات مجلس الأمن لتطالب بإنهاء هذا الانقلاب واشتعلت الحرب، كل ما يدور اليوم فى اليمن اليوم حدث لأن الحوثيين وعبد الله صالح بحثوا عن مصالحهم، فيما الطرف الآخر وهو الحكومة اليمنية الشرعية تتحرك للمطالبة بالالتزام بمخرجات الحوار الوطنى، وقرارت مجلس الأمن الدولى.
كيف أخطأ على عبد الله صالح فى حق اليمنيين؟
الرئيس السابق على عبد الله صالح مكن الحوثيين من السيطرة على السلطة من خلال قوات الجيش اليمنى التى كانت تابعة له للأسف، لأن الجيش اليمنى لم يتشكل بشكل صحيح منذ بدايته على غرار الجيوش الوطنية القومية، فقد قام بالأساس على عناصر محدده من مجموعة من القبائل تمثل فقط حوالى 10% من سكان اليمن، على عبد الله صالح ورجاله تحالفوا مع الحوثيين على طريقة زواج المصلحة، ولكن هذا الزواج انفرط لأن المصلحة انتهت.
وماذا يحدث فى صنعاء حاليا؟
ما يحدث فى صنعاء اليوم ليس مجرد انفراط لعقد التحالف بين على عبد الله صالح والحوثيين ، بل هو انتفاضة شعبية واسعة، الناس عانت فى اليمن من ويلات قسوة الحوثيين، الموظفين لم يتسلموا رواتبهم منذ نحو سنة كاملة، الأمراض انتشرت وخاصة الكوليرا واليمن يشهد مجاعة كبرى، الإنقلابيون يسيطرون فقط على 20% من الأرض لكنها مناطق التجمعات السكنية الكبرى، الصراع الآن بين المنتفضين الذين نزلوا إلى الشوارع بصدور عارية ليتصدوا للحوثيين الذين سرقوا مقدرات الشعب وسببوا له المعاناة، يمكنك أن ترى فى صنعاء اليوم مواطنون عاديون بلا سلاح يستوقفون الحوثيين فى الشوارع ويواجهونهم، هذه ليست فقط مواجهة بين التابعين لعبد الله صالح وحزب المؤتمر لكنها ثورة للشعب اليمنى ضد الحوثيين.
ما دور إيران فيما يحدث الآن فى اليمن؟
هناك أجندة ايرانية تنفذ فى اليمن بشكل واسع، تم تحويل البلاد إلى بؤرة خطر على جيرانها من العرب عبر الحوثيين، والصواريخ التى انطلقت نحو الجيران فى الخليج ليست مجرد عمليات حوثية، هذه رسائل إيرانية توجهها طهران لسكان المنطقة، والصاروخ الأخير الذى قيل انه انطلق نحو المفاعل النووى فى أبو ظبي هو رسالة أيضا تقول أن الصواريخ موجودة معنا نحن الحوثيين ولم تكن مع رجال على عبد الله صالح.
لكن إيران تقول أنه ليس لها علاقة بما يدور فى اليمن؟
الصواريخ الباليستية التى يطلقها الحوثيين هى صواريخ إيرانية بالكامل، إنتاجا وتصنيعا وتركيبا، الجيش اليمنى كان لديه صواريخ سكود، لكن الصواريخ المطلقة على دول الجوار هى صواريخ جديدة إيرانية الصنع، لا نظن أن هناك الكثير منها، وهى لا تحمل رؤوس متفجرة كبيرة، هى فقط تحاول إثارة الرعب ودقتها ضعيفة، لكن وجود مثل هذه الأسلحة هى كما قلنا رسالة من إيران إلى سكان المنطقة العربية كلها، إما أن تكونوا معنا أو ستطالكم نيراننا.
وهناك مستشارين عسكريين لحزب الله موجودين فى اليمن يديرون المعارك، ليس مجرد اتهامات جزافية فهناك العديد من الشواهد لضلوع هؤلاء فى العمليات العسكرية بقوة.
هل أراد على عبد الله صالح بانقلابه العودة للحكم؟
على عبد الله صالح أخذ على غرة وتم التغرير به بمشروع إيران، الإيرانيين اجتذبوه لصفوفهم وخدعوه كى يتحالف مع الحوثيين، وهناك لقاء تم تسريبه جمع بين مستشار المرشد الإيرانى على خامنئى، وأحمد على نجل الرئيس السابق فى روما، وفى هذا اللقاء تم طبخ نوع من إخراج جديد للتجربة الإيرانية كى يتم تصديرها إلى اليمن، بحيث يكون عبد الملك الحوثى هو "الولى الفقيه" أو المرجعية الدينية والمرشد للثورة الإسلامية فى اليمن كما يزعمون، ويكون أحمد على هو الرئيس المدنى أو الواجهة المدنية.
هذا المشروع فشل فى اليمن ولا يمكن أن يقبل به الشعب اليمنى، والدليل على ذلك أن نحو 80% من الأراضى اليمنية هى فى يد الحكومة الشرعية، وبالتالى هذه الصيغة وصلت إلى طريق مسدود.
يمكن أن نقول أن على عبد الله صالح خدع وغرر به، واجتذب ناحية مشروع لم يكن له أن يكون فيه، وفى النهاية أصبح كل ما يحلم به أن ينفذ بجلده لكنه لم يتمكن من هذا للأسف، لكنه لم يكن بانقلابه على الحوثيين يريد العودة للحكم بل كان يريد تصحيح خطأه، لكنه للأسف لم يتمكن.
وكيف أثرت الحرب على الوضع الإنسانى هناك؟
الوضع الإنسانى الآن سيء جدا، الحوثيين يسيطرون على ميناء الحديدة والكثير من مواد الإغاثة يستولون عليها لبيعها بأسعار باهظة مستغلين الأزمة لصالح مجهودهم الحربى، فالوضع الإنسانى وصل اليوم إلى درجة من البؤس لا يشهدها أى بلد آخر فى الوقت الحالى، الأزمة الإنسانية فى اليمن هى الأخطر فى القرن العشرين.
هل ترى أن الحرب تقترب من نهايتها أم أن أمورها تتعقد أكثر؟
ما نراه اليوم فى اليمن هو بداية النهاية، نحن نشهد نهاية فصول الحرب، لا تنسى أن جيش الشرعية على بعد 35 كم فقط من صنعاء، نعتقد أن ما يجرى من انتفاضة ودخول الجيش اليمنى فى المعركة ربما يكون المشهد الأخير فى اليمن، رغم موت على عبد الله صالح الذى لا نعتقد أنه سيؤثر كثيرا على الأمور فى اليمن، فهذه انتفاضة شعب ضد من ظلموه.
لكن إذا انهزم الحوثيين فى صنعاء فسيذهبون إلى صعدة وستظل المشكلة قائمة؟
المشكلة حلها بالحوار المشترك، ومخرجات الحوار الوطنى أوجدت صيغة مشتركة للتعايش مع الجميع، لكن ما لا نقبله هو أن يكون هناك سلاح بيد جهة من الجهات وأن تفرض هذه الجهة أجندتها بالسلاح، الحوثيين سيخرجون من صنعاء قريبا، وإذا خرجوا إلى صعدة وجبالها وجيوبها فهذا أيضا لن يودى بهم إلى أي نتيجة، الحوثيين الآن فى أضعف ظروفهم حتى لو تمكنوا من قتل على عبد الله صالح، لا حل سوى الحوار المشترك والتعايش، أما دون ذلك فستظل الأوضاع مشتعلة.
كيف هى الحالة الاقتصادية فى اليمن؟
الحالة الاقتصادية حاليا منهارة، الحوثيين عبثوا بمقدرات الدولة اليمنية، سرقوا خزانة الدولة من العملات المحلية والأجنبية، الوضع الاقتصادى فى حال مأساوى كبير، لكن ما يهمنا اليوم أن نعيد لم شمل الإنسان اليمنى الذى تمزق، ما نحتاجه اليوم هو محاولة إعادة إعمار اليمن وما عرضته الدول المانحة ليس بالقليل.
كيف ترى الموقف المصرى مما يدور فى اليمن؟
الموقف المصرى عظيم كعادته ويلعب الدور العربى الأساسى فى حماية المياه الإقليمية اليمنية والعربية، وهناك ترابط بين أمن البلدين، فباب المندب هو بوابة قناة السويس والعلاقات بيننا تعود إلى آلاف السنين، نحن لا ننسى دور المصريين فى دعم الثورة اليمنية، نحن نشعر أن دورها الفاعل فى المسألة اليمنية هو ما سيلعب دورا كبيرا فى إنهاء المشكلة اليمنية، فهذا هو قدرها لأنها الشقيقة الكبرى وبها تستعين الأمة مكانتها.
وكيف ترى تعامل الشعب المصرى مع مشكلتكم؟
لدينا نحو نصف مليون يمنى يعيشون هنا فى مصر، نشكر أهلنا لمصر على أنهم احتوا هذه الشريحة الكبيرة من اليمنيين الذين يعيشون فى مظلتهم كأخوة تمنحهم بلادكم الأمن والأمان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة