الخديوى إسماعيل، صاحب نهضة ثقافية وفنية ومعمارية كبيرة فى مصر، فالرجل بجانب مشروع قناة السويس، كان صاحب طفرة كبيرة لمدينة القاهرة، وكان صاحب أول فكرة إنشاء أول دار للأوبرا فى المنطقة.
وتمر اليوم ذكرى ميلاد الخديوى إسماعيل إذ ولد فى 31 ديسمبر، 1830 فى قصر المسافر خانه بالجمالية، وكان الشقيق الأوسط بين ثلاثة أشقاء هم الأميران أحمد رفعت ومصطفى فاضل.
الخديوى إسماعيل
والأمير أحمد رفعت، كان هو ولى عهد حكم مصر من بعد محمد سعيد باشا والى مصر آنذاك، كونه الأبن الأكبر لإبراهيم باشا أكبر أبناء الوالى محمد على باشا، إلا إن وفاة "أحمد رفعت"، فى حادث قطار نقلت سلطة البلاد لشقيقه إسماعيل، بعدما توفى فى حادث قطار فى 15 مايو من عام 1858.
وقع الحادث بعدما أقام سعيد باشا وليمة كبيرة بالإسكندرية، دعا إليها جميع أمراء الأسرة، بمن فيهم ولى العهد أحمد رفعت باشا، وبعد انتهاء الوليمة عاد "ولى العهد" وبصحبته الأمير عبد الحليم بن محمد على وبعض رجال الحاشية بقطار خاص إلى القاهرة، وتصادف عند وصول القطار إلى كوبرى كفر الزيات أن الكوبرى كان مفتوحاً لمرور السفن، فسقط القطار فى النيل وغرق كل من فيه إلا الأمير عبد الحليم باشا.
الأمير أحمد رفعت باشا
يذهب البعض أن الأمير أحمد رفعت كان ضحية مؤامرة متقنة، خاصة أن سعيد باشا كان يفضل عليه إسماعيل الذى جربه كثيرًا فى إدارة بعض شئون الدولة وكان خير سند له، فعندما زار بلاد الشام عام 1859 ترك إسماعيل ـ وليس ولى عهده رفعت باشا ـ قائمقام بدله، وعندما سافر إلى الحجاز حل محله إسماعيل أثناء هذه الزيارة حتى أنه عينه سرداراً للجيش المصرى بعد عودته، وعهد إليه بإخماد الفتنة بين بعض القبائل السودانية فوفق إسماعيل فى ذلك. وفى 19 يناير 1863 توفى سعيد بعد فترة علاج طويلة من مرض السرطان، فانتقلت ولاية مصر إلى إسماعيل باشا، فهل كان الخديوى يقف وراء تلك الحادث طمعا فى ولاية العهد وحكم البلاد؟.
الوالى محمد سعيد باشا
الدكتورة زبيدة عطاالله، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس، أكدت أنه لا يوجد أى دليل أو أسانيد تاريخية تثبت صحة تلك الأقاويل، كما لا يوجد أى معطيات أو إشارات تاريخية حول وجود خلافات بين الرجلين أو طمع إسماعيل فى كرسى العرش، وإن كان أى شخص يطمع فى السلطة أين كان، على حد وصفها.
الدكتورة زبيدة عطالله
وأضافت "عطاالله" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الخديوى إسماعيل كان رجل مثقف وذى وعى كبير، وهو من أنشأ القاهرة الجديدة، وصاحب نهضة فنية وثقافية كبيرة، وإن كانت عليه بعض الخلافات.
من جانبه قال محمد عفيفى، أستاذ التاريخ الحديث، بجامعة القاهرة، إنه لا يعتقد أن يكون الخديوى إسماعيل وقف خلف الحادث، مشيرا إلى التاريخ ملىء بالأساطير والشائعات غير المؤكدة.
الدكتور محمد عفيفى
وأضاف "عفيفى" أن أغلب المراجع التاريخية لا تحمل تأكيد على تلك الشائعة، وإنه شخصيا لا يؤيدها، موضحا أن الخديوى إسماعيل لم يكن شخصا ساديا أو متآمرا، على حد تعبيره.
بينما أكد الدكتور وجيه عبد الصادق عتيق أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بآداب القاهرة، فى تصريحات مقتضبة، أن هناك بعض الشبهات حول الحادث ولكن لا يوجد أى دليل مادى حول وقوف إسماعيل حول الحادث، وربما يكون الحادث مثل كل حوادث القطارات التى كانت تحدث فى تلك الفترة وإلى الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة