مازالت مصر تحارب قوى الشر، والإرهاب الأسود، الذى يستهدف النيل من استقرار المجتمع المصرى، والإخلال باستقرار المجتمع، وهدم المجتمع من الداخل، وإشعال الصراع بين المواطنين المصريين، باستهداف الأقباط، وتصويرهم بأنها فتنة طائفية، والاستهداف الممنهج للقوات الأمنية شرطة وجيش، فى محاولة لهدم مؤسسات الدولة المصرية وإشعال النيران والصراع الطائفى بها.
وبينما تصارع دول العالم لتخلق لأنفسها أبطالا خارقين، حتى ولو كان على الطريقة الأمريكية فى استغلال السينما وقصص الخيال لنشر مفهوم "السوبر مان" الأمريكى، كشفت الأحداث الأخيرة فى مصر عن أبطال خارقون حقيقيون، لا يحتاجون قدرات فائقة لإنقاذ الأرواح، مجرد مبادئهم وتضحياتهم ومعدنهم المصرى الأصيل كان كافيا ليضعوا أرواحهم على أيديهم ويتمكنوا من صناعة الفارق فى حرب ضارية تخوضها مصر نيابة عن العالم فى وجه الإرهاب.
أمس الجمعة، اغتالت يد الإرهاب الاسود، 9 شهداء بعد قيام إرهابيين بإطلاق النيران على كنيسة مارمينا بمنطقة حلوان، وهو ما أسفر عن استشهاد 9 وإصابة آخرين.
المشهد المظلم بعد استشهاد 9 مواطنين جراء إطلاق النيران، برز خلاله مشهد كشف عن المعدن الحقيقى للشعب المصرى، وتحولت الواقعة الإرهابية فى حلوان، لأيقونة شجاعة مصرية تؤكد أن الأواصر المجتمعية أقوى من رصاص الإرهاب الغادر، وتحول "صلاح الموجي"، المواطن المصرى العادى لبطل بكل ما تحمله الكلمة من معنى بعد انتشار فيديو له ينقض على الإرهابى الذى استهدف كنيسة مارمينا أمس الجمعة لإيقافه، وعرض حياته للخطر فى سبيل إيقاف الإرهابى.
شجاعة "صلاح الموجى" تحول دون وقوع مزيد من الضحايا فى حلوان
البداية كانت فى انتشار فيديو لشخص ينقض على الإرهابي، ويوقعه أرضًا واستطاع التحكم فيه رغم أن الإرهابى أشهر سلاحه فى وجهه، إذ جرده من سلاحه وتناول "خزنة الذخيرة" وضربه على رأسه وأفقده الوعى، وساعده آخرون للتحكم فيه، حتى تم تسليمه لقوات الأمن، وهو مشهد سيظل فى ذاكرة المصريين لفترات طويلة، إذ أن الموقف الشجاع لـ "عم صلاح" كما ينادونه، منع وقوع العديد من الضحايا وإيقاف نزيف الدماء، خاصة أن الإرهابى كان مازال يمتلك سلاحه، وهو ما يعنى وقوع العديد من الضحايا.
رواد مواقع التواصل الاجتماعى احتفوا بشجاعة "صلاح الموجى" ووصفوه بالبطل الحقيقى للحادث الإرهابى فى حلوان، بل وطالبوا بتكريمه، لأن تدخله وموقفهن مكن من إلقاء القبض على الإرهابي، ومنع وقوع المزيد من الضحايا، واعتبروه نموذجًا يجب أن يحتذى به، لشجاعة المصريين، وأنهم يدافعون عن هذه البلد لأنها ووطنهم بالأساس، إذ كتب ملحمة فريدة فى الشجاعة والوطنية والإقدام، وهو ما رفعه لمصاف الأبطال فى نظر المجتمع المصرى على خلفية واقعة أمس.
بطولة "صلاح الموجى" لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، إذ أن هناك نماذج قدمت تضحيات وتحلت بالشجاعة، لاتخاذ ما هو لازم، لإنقاذ غيرها، نماذج يقف أمامها التاريخ احترامًا، ويقف الكلام عاجزًا عن وصفها، إذ أن كل الكلام سيكون قليل جدًا أمام تضحياتهم الكبيرة وجرأتهم غير المتناهية.
مجند يحتضن إرهابيا يحمل حزام ناسف لإنقاذ زملائه بالعريش
المجند المقاتل محمد أيمن محمد السيد، شاب مصرى لم يكمل عامه الـ21، التحق بالقوات المسلحة، أكتوبر 2014، والتحق بزملائه من قوات الصاعقة فى فبراير 2015، فى شمال سيناء، قدم نفسه تضحية عن رفقائه وزملائه، إذ أنه استشهد فى ديسمبر 2015، بعد أن احتضن إرهابى كان يحمل حزاما ناسفا لإنقاذ زملائه، خلال مداهمة أمنية لموقع بمنطقة زارع الخير فى قرية المساعيد بمدينة العريش.
الموقف البطولى للجندى الشهيد محمد أيمن، أنقذ حياة 8 من زملائه 2 ضباط، و4 جنود، واثنين من السائقين، من الحزام الناسف، إذ أن الإرهابى الموجود فى الموقع الذى كان يجرى اقتحامه، أحس بالمجند، وبادر بتفجير نفسه بحزام ناسف، واحتضنه الجندى البطل فى رد سريع، لتجنيب رفاقه تأثير الانفجار، الذى حوله لأشلاء فى سبيل انقاذ رفاقه.
المجند محمد أيمن الذى ارتقى شهيدًا، حجز مكانه فى قائمة الأبطال المصريين، الذى سيتحاكى بهم التاريخ طويلًان وخلد بسالة القوات المسلحة المصرية فى موقفه، ووضع حياة زملائه قبل حياته، إذ أن قصة استشهاده، ظلت الشغل الشاغل لمواقع التواصل الاجتماعى لفترة طويلة جدًا، تخليدًا لذكراه، واحتفاء بشجاعته الشديدة وموقفه البطولى.
جندى يعطل انفجار سيارة مفخخة ويدهسها بدبابة وينقذ العشرات
المواقف البطولية لرجال القوات لا تنتهى، ولن تنتهى، إذ إن الشجاعة والقوة والجرأة هى عقيدة راسخة فى وجدان، أفراد القوات المسلحة، إذ شهد شهر يوليو الماضى، واقعة بطولية أخرى، إذ نجح مجند مصرى فى تعطيل عملية تفجير سيارة مفخخة، فى رتل أمنى، وكان سيترتب عليها استشهاد العشرات من القوات المسلحة والمدنيين.
موقف الجندى البطولى، تمثل فى إدراكه السريع لخطورة العربة القادمة باتجاههم، إذ لاحظ وجود مسلحين وعناصر تكفيرية بداخلها، وإدراكه السريع أن العربة تسعى لاستهداف الرتل الأمنى وتفجيره، وبالتالى أخذ قراره السريع بالتصدى لها، إذ توجه تجاهها ودهس العربة بالدبابة، لمنح الفرصة لمن معه بالهرب، ونجح المجند فى تعطيل تفجيرها حتى يهرب كل من فى محيط السيارة المفخخة.
المجند لم يفكر فى نفسهن بل فكر فى كيفية إنقاذ زملائه، وعلى الرغم من إدراكه أن السيارة مفخخة إلا أنه شجاعته، إحساسه بالمسئولية والواجب، دفعه للتصدى للسيارة بالدبابة التى كان يقودها، للتصدى للموجه الانفجارية بجسم الدبابة لحماية حياة وأرواح رفقائه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة