بطموح وأمل وهدف، وبصوت قوى لا يعرف الانكسار وبعزيمة جبارة تكاد تحطم الجبال، وبإصرار وتحد لمواجهة الصعاب مهما كانت ضراوتها، جميعها كلمات وعبارات أقل ما يمكن أن تصف طالبا حارب من أجل العلم ومن أجل أن يكون له قيمة وسط زملائه على الرغم من تعرضه لأزمة كادت تفتك به وتحول حياته إلى جحيم، لكنه ثابر وتحدى إعاقته بعد أن أصيب بالعمى لينضم إلى قائمة المكفوفين بعد أن كان مبصرا، ومازال لديه الأمل فى الحياة من جديد ومازالت لدية الإرادة فى رؤية والدته التى تعبت كثيرا معه، وزيارة قبر رسول الله.
قصة للتحدى والإصرار جسد بطولتها "عبدالرحمن جمال عبده محمد"، الطالب بالفرقة الثانية بكلية الحقوق بجامعة المنوفية، والمقيم بقرية المقاطع التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، والذى يعيش فى أسرة بسيطة فقد والدة وهو فى المرحلة الإعدادية، وله شقيقان من الأشقاء يعملون باليومية، وشقيقتان، تمكن والده قبل وفاته من تزويجهما، ليبقى الطالب مع شقيقيه ووالدته يصارعون الحياة من أجل البقاء.
وقال عبدالرحمن لـ"اليوم السابع" كنت أعيش كأى طفل أمرح وألعب هنا وهناك مبصرا وكنت ألعب كثيرا مع العديد من الزملاء فى المرحلة الابتدائية، وبمجرد أن وصلت إلى سن الثالثة عشرة من عمرى إلا وبدأت الحياة تتغير وتتحول إلى جحيم والنور إلى ظلام، حيث أصبت بحمى على المخ أثرت على العصب البصرى وفى شهور بسيطة، فقدت بصرى، وفقدت القدرة على الإبصار لتتحول الحياة إلى جحيم، وتسود الحياة فى عينى، وأتمر بالمنزل لمدة عامين غير قادر على مواجهة مصيرى الذى وصلت إليه.
وأضاف عبدالرحمن تمكنت من مواجهة العديد من الصعاب حتى وصلت إلى المرحلة الثانوية، وتمكنت من النجاح، لألتحق بكلية أصول الدين، ولكن الحظ لم يكن حليفى فى النجاح بالكلية، لما وجدته من صعوبة فى المعاملات والدراسة وعدم وجود من يساعدنى فى الدراسة، فقمت بعمل معادلة والتحقت بكلية الحقوق بجامعة المنوفية، وتمكنت من النجاح بالفرقة الأولى وبتقدير، وأنا الأن بالفرقة الثانية بالكلية ويساعدنى عدد كبير من زملائى فى المذاكرة.
وعن الانتقال إلى الكلية روى عبدالرحمن الطريقة قائلا أستقيظ مبكرا أغتسل وأرتدى ملابسى وأصلى، وأتوجة إلى الكلية، عن طريق مساعدة أحد الاهالى للتوصيل إلى أول الطريق وبعدها أركب سيارات شبين الكوم، وصولا إلى الجامعة، ومنها أتحرك إلى الكلية وأتجول بالكلية لحفظى بالأماكن دون أن يكون هناك أى معاناة داخل الكلية والمدرج والذى تمكنت من حفظ الاماكن به بشكل كبير.
وأشار عبدالرحمن إلى أنه يتمكن من الاتصال بأى أحد فى أى توقيت دون أن يساعده أحد ليظهر بتجربة عملية كيفية الحصول على الأرقام وكيف يمكنة الأتصال بها، حتى يعتمد على نفسه فى العديد من الأمور، مقدما مثالا للتحدى والعزيمة والاصرار على مواجهة الصعاب.
وأكد عبدالرحمن، أنه حاول كثيرا أن يحصل على فرصة لإجراء عملية جراحية كى يتمكن من الإبصار من جديد بعد أن سمع من عدد من الأطباء أنه تم إجراء عدد من العمليات الجراحية لحالات مشابهة له، ونجحت فى العودة إلى الإبصار من جديد، مؤكدا أنه طرق جميع الأبواب كى يتمكن من الحصول على فرصة فى العلاج، لافتا إلى أنه كان قد عرض السفر عليه إلى دبى كى يقوم بإجراء عملية جراحية إلا أن وفاة والده أعاقته عن السفر، الامر الذى يسعى إليه كى يرى الحياة من جديد.
وأضاف عبدالرحمن، أنه تم عرضه على اللجنة الطبية بجامعة المنوفية، وينتظر ما اذا كان هناك أمل فى السفر إلى الخارج من عدمة، ومؤكدا أن إجراء العملية الجراحية له هى بمثابة عودته إلى الحياة من جديد والتى يتمنى من كل المسئولين أن يساعدوه.
وقال "عبدالرحمن" أناشد المسئولين، أن يتم علاجى وأتمنى أن أعود مبصرا من جديد، وأتمنى أن يساعدنى أى أحد فى إجراء عملية خارج مصر، والتى من الممكن أن تتكلف مبلغ كبير وقد يصل إلى مليون جنية، كى أتمكن من رؤية الحياة منة جديد ".
من جانبه قال الدكتور عادل مبارك نائب رئيس جامعة المنوفية لشئون التعليم والطلاب، أنه جارى دراسة حالة الطالب وإمكانية إجراء العملية الجراحية له، لافتا أن هناك سقف لدعم الحالات بالجامعة والتى من الممكن أن تصل إلى 100 ألف جنيه، مشيرا إلى أنه فى حالة ارتفاع التكلفة يتم الاعتماد على التبرعات، أو أن يتحملها أحد المسئولين أو اصحاب الأعمال الخيرية.
محرر اليوم السابع مع عبدالرحمن داخل الكلية
المحرر والطالب
عبدالرحمن يروى قصته
إحدى زميلات لعبد الرحمن
عبدالرحمن داخل الكلية
صورة للطالب داخل الكلية
عبدالرحمن واحد الزملاء
عبدالرحمن وبسمة أمل
عبدالرحمن يروى لليوم السابع المعاناة
محرر اليوم السابع وعبدالرحمن
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة