قاد نمو الاقتصاد العالمى البورصات إلى المنطقة الخضراء خلال 2017، الأمر الذى يدعم تقديرات صندوق النقد الدولى بنمو الاقتصاد العالمى بنسبة 3.6% خلال 2017.
وجاء عام 2017 عاما إيجابيا للأسهم الأوروبية، مدفوعا بأرباح قوية من الشركات، ومؤشرات اقتصادية داعمة، فضلا عن أنه لم تشهد القارة الأوروبية اضطرابات سياسية كبيرة.
ويعد صدور البيانات الاقتصادية القوية مؤثرا بشكل كبير على ثقة المستثمرين وأداء المؤشرات الأوروبية الذى جاء قويا خلال شهر سبتمبر الماضي، فقد اتجه نحو تسجيل أفضل أداء شهرى مدفوعا بصدور بيانات اقتصادية بشأن انخفاض معدل البطالة فى ألمانيا لمستوى قياسى بنحو 5.6% خلال شهر سبتمبر إذ ارتفع مؤشر "فاينانشال تايمز 100" البريطانى نحو 0.54%، كما زاد مؤشر "فوتسى إم أى بي" الإيطالى بنسبة 0.03% وأضاف مؤشر "داكس" الألمانى نحو 0.25%.
ودفعت التقارير الصادرة خلال شهر نوفمبر الماضى بشأن توصل بريطانيا والاتحاد الأوروبى إلى اتفاق بشأن فاتورة مغادرة البلاد للاتحاد "بريكسيت" المؤشرات الأوروبية نحو الارتفاع باستثناء مؤشر "فاينانشيال تايمز 100" البريطانى الذى هبط بنسبة 0.50% وكذلك نحو 0.39% عقب الأنباء التى ترددت بشأن إحباط مخطط إرهابى كان يهدف إلى اغتيال رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى.
ومن بين الأحداث السياسية الكبيرة التى أثرت على الأسواق الأوروبية فشل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال شهر نوفمبر الماضى فى تشكيل حكومة ائتلاف، الأمر الذى أسفر عن تراجع مؤشر "داكس" الألمانى بنسبة 0.05% ومؤشر "فاينانشيال تايمز 100" البريطانى نحو 0.06%، فضلا عن هبوط مؤشر "كاك" الفرنسى نحو 0.03%..
وتمتع مؤشر "نيكي" اليابانى بأداء قوى هذا العام إذ سجل سادس مكاسب سنوية على التوالى بفضل صعوده خلال شهرى سبتمبر ونوفمبر، مرتفعا 19% خلال 2017، ليحقق أكبر ارتفاع سنوى منذ عام 2013.
واستفادت الأسهم اليابانية خلال العام الجارى من نمو الاقتصاد العالمى القوى فضلا عن الاستقرار السياسى المحلى والسياسة النقدية التيسيرية لبنك اليابان التى ساعدت فى دعم نتائج أعمال الشركات اليابانية.
وتعد معنويات الأسواق من العوامل التى تدفع المؤشرات نحو الارتفاع إذ عززت حالة التفاؤل التى سيطرت على المستثمرين قبيل إقرار خطة الإصلاح الضريبى فى الولايات المتحدة خلال شهر ديسمبر أداء المؤشرات الآسيوية التى اقتربت خلال شهر أبريل الماضى من تسجيل أعلى مستوى لها منذ عامين، فارتفع مؤشر "نيكي" فى اليابان نحو 1.10%، كما قفز مؤشر "سنسيكس" فى الهند بنسبة 0.64% ومؤشر "شنغهاي" فى الصين بنسبة 0.20%.
وتأثر أداء المؤشرات الآسيوية بالمخاوف التى سادت بين المستثمرين بعد أن زعمت تقارير إعلامية خلال شهر مايو الماضى أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب طالب مدير مكتب التحقيقات الفدرالى "إف بى آي" السابق جيمس كومى فى فبراير الماضى بإنهاء التحقيق مع مستشار الأمن القومى السابق فى إدارة ترامب مايكل فلين إذ انخفض مؤشر "نيكي" فى اليابان بنسبة 0.53% ومؤشر "هانج سينج" فى هونج كونج نحو0.17%، كما فقد مؤشر "شنغهاي" فى الصين بنسبة 0.27%، ليصل إلى 3104.44 نقطة.
ودفعت حالة من التفاؤل التى سادت الأسواق بشأن السياسة المالية لإدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب "داوجونز" الصناعى إلى تخطى حاجز 20 ألف نقطة للمرة الأولى على الإطلاق خلال شهر يناير الماضي.
ومنيت البورصة الأمريكية بخسائر ملحوظة خلال شهر مارس الماضى لتسجل مؤشراتها الرئيسية أسوأ أداء لها منذ بداية العام الحالى عقب الإعلان عن زيادة حجم الإنفاق المخصص للبنية التحتية وكذلك خفض الضرائب، هبط مؤشر "داوجونز" الصناعى بنسبة 1% ومؤشر "ستاندرد آند بورز 500" نحو 1.14% ومؤشر "ناسداك" التكنولوجى بنسبة 1.6%.
وسيطرت مخاوف عدة على المستثمرين جراء إعصار "إيرما" الذى اجتاج أجزاء كبيرة من البلاد إلا أن البورصة الأمريكية نجحت خلال شهر سبتمبر فى استيعاب تداعيات الإعصار الذى تسبب فى أكبر عملية إجلاء فى تاريخ الولايات المتحدة لتقفز مؤشراتها الرئيسية إلى مستويات قياسية جديدة، مستفيدة كذلك من هدوء مخاوف المستثمرين بشأن الأزمة الكورية الشمالية إذ ارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعى بنسبة 1.20% ومؤشر "ناسداك" التكنولوجى نحو 1.07% ومؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 1.06%.
وتسيطر حالة من التفاؤل على الأسواق مع قدوم عام 2018 خاصة مع انتقال الاتحاد الأوروبى وبريطانيا إلى مرحلة جديدة من المفاوضات وكذلك توقع صندوق النقد الدولى بتوسع الاقتصاد العالمى بنسبة 3.7 فى المائة فى عام 2018.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة