فى تحرك مشبوه، ومحاولة لإعادة ترتيب الأوراق لتنفيذ أجندة تفتيت المنطقة عبر دعم وتمويل الإرهاب فى الشرق الأوسط والقارة السمراء، أجرى أمير قطر تميم بن حمد مؤخراً جولة أفريقية شملت 6 دول من بينها مالى وهو ما آثار العديد من الشبهات حول الأسباب الحقيقية للجولة التى تتزامن مع مرور 7 أشهر على المقاطعة العربية لإمارة الإرهاب.
وحملت الجولة الأفريقية التى شملت زيارة مالى يوم الخميس الماضى العديد من علامات الاستفهام، خاصة أنها تزامنت مع عودة رئيس مالى المخلوع امادو تورمانى توري والذى تمت الإطاحة به من السلطة عام 2012، وكان معروفاً بحسب تقارير إعلامية غربية بصلاته السرية مع تنظيمات إرهابية وجماعات مسلحة من بينها القاعدة وما ينبثق عنها من مليشيات، بخلاف علاقاته السابقة مع النظام القطرى الحالى والسابق.
تميم خلال زيارة مالى
وفيما عنون إعلام الدوحة والمسئولين القطريين الجولة الأفريقية لتميم بن حمد على أنها تأتى لدعم العلاقات الثنائية وتوقيع اتفاقيات تجارية مختلفة ، ذكرت صحف خليجية وآخرى مالية ناطقة بالفرنسية أن النظام القائم حالياً ونظام المخلوع "توري" على علاقة "وطيدة"، مشيرة إلى الزيارة السابقة التى أجرها قبل شهرين الرئيس الحالى إبراهيم بوبكر كايتا إلى الدوحة.
وذكرت تقارير إعلامية فرنسية أنه قبل زيارة تميم إلى مالى، وبموجب مصالحة سياسية ، عاد الرئيس المالى السابق توري إلى العاصمة أماكو قادماً من السنغال ـ منفاه السابق منذ الإطاحة به فى 2012 ـ حيث قال راديو "فرنسا الدولى" فى تقرير له إن رئيس مالى إبراهيم بوبكر كايتا، طلب رسمياً من توريه العودة إلى البلاد، وذلك بعد مرور نحو ستة أعوام له في المنفى، مضيفاً أن توريه سيعود برفقة أسرته على متن طائرة الرئاسة من عاصمة السنغال، داكار.
وأعلن توريه من السنغال نيته استئناف حياته السياسية، كما أن من المرجح مشاركته في الانتخابات الرئاسية المقبلة في يوليو 2018، بعدما كذبت السلطات المالية مرات عدة تصالحها مع توريه، إلا أن الرئيس المُقال، أعلن رسمياً عودته إلى البلاد.
وأمادو توريه، أطيح به فى مارس 2012، بعد اتهامه بالتخلى عن البلاد فى أيدى القوات الأجنبية، بما فى ذلك الجماعات الإرهابية المتطرفة الفارة من ليبيا، وأقام فى السنغال مع أسرته، حتى عفت عنه السلطات المالية، وسمحت له بالعودة إلى البلاد، واستقباله كأنه بطل.
رئيس مالى المخلوع امادو تورمانى توري
وكانت تقارير سابقة أشارت إلى ضلوع الدوحة في تمويل الجماعات الإرهابية المتطرفة، فى مالى، قبل الإطاحة برئيس مالى السابق، بحسب ما كشفت صحيفة "لوكانارد أونشينى" الفرنسية. وتحت عنوان "صديقتنا قطر تدعم الإرهابيين فى مالى"، أشارت الصحيفة، نقلاً عن تقرير لجهاز المخابرات الفرنسية، إلى أن الدوحة قدمت دعماً عسكرياً ولوجستياً ومالياً كبيراً لجماعات إرهابية متطرفة فى شمال مالى بهدف زعزعة استقرار دول إفريقية عدة تتعارض مصالحها مع الدوحة.
وأوضحت الصحيفة أنه فى بداية عام 2012، وجه جهاز المخابرات الفرنسية إنذارات عدة لقصر الإليزيه، بأنشطة دولية مشبوهة تجريها قطر، برعاية أميرها - آنذاك - حمد بن خليفة آل ثانى، الذى تجمعه علاقات جيدة بالرئيس الفرنسي فى ذلك الوقت نيكولا ساركوزى".
وأكد تقرير المخابرات الفرنسية فى ذلك الوقت أن الدوحة تقدم سخاءً لا مثيل له، ليس فقط كدعم مالي وعسكري في صورة أسلحة لكل من مليشيات وجماعات داخل تونس، ومصر، وليبيا، ولكن أيضاً امتد هذا السخاء لجماعات إرهابية متطرفة فى مالى.
وذكرت الصحيفة الفرنسية أن عناصر قطرية دربت مسلحين فى شمال مالى من مقاتلى تنظيم "أنصار الدين"، المتحالف مع تنظيم "القاعدة".
وأسهمت الإطاحة بالرئيس المالي السابق، أمادو توريه، فى قلب الحسابات القطرية، وإفشال أطماعها ومخططها، كما أن النفوذ الفرنسى فى البلاد أسهم فى تقويض الوجود القطرى داخل مالى بحسب التقرير الفرنسى.
ساركوزى وأمير قطر السابق
ونقلت صحيفة "الإمارات اليوم" عن موقع "ميكانوبوليس السويسرى قوله أن دلائل إدانة قطر بدعمها الجماعات الإرهابية، تتكشف يوماً بعد يوم، هذا "الضفدع الصغير" الذى يريد أن يصبح "ثوراً كبيراً"، بحملة تمويل ضخمة للجماعات الإرهابية فى العالم، فى إشارة إلى قطر.
والتجاوزات القطرية فى مالى، معروفة لدى السلطات الفرنسية، حيث ترتدى ثوب المساعدات الإنسانية لتمويل الجماعات الإرهابية المتطرفة.
ونقل الموقع السويسرى عن مصدر لم يسمه، قوله، إنه "وفقاً لمعلومات دقيقة جداً، باللقاء مع شخصيات مقربة مع النظام المالى السابق، اعترفوا بالقيام بمهمات سرية بالتنسيق بين الرئيس السابق آمادو تورى وبعض قيادات تنظيم القاعدة فى المنطقة، تتعلق هذه المهمات برسائل، ومفاوضات حول رهائن كانوا مختطفين من قبل القاعدة".
ويتابع المصدر نفسه: "هناك دول لعبت دوراً قوياً فى تمويل تلك الجماعات، مثل قطر، وهذا ما تسبب لاحقاً فى سقوط نظام مالى، المتواطئ مع الدوحة، والتدخل الأجنبى فى مالى، بسبب هذه السياسات المتلونة، وهو ما دفع شعب مالى للثورة ضد هذا النظام".
وكان أمير أمير قطر، قد بدأ الأربعاء، جولة إفريقية، شملت ست دول، استهلها بالسنغال، واختتمها السبت الماضى بزيارة مدينة أكرا عاصمة غانا، وشملت الجولة الإفريقية التى اعتبرت هروباً ومحاولة لكسر عزلة قطر، بعد المقاطعة الرباعية للدوحة نتيجة دعمها الإرهاب والمنظمات الإرهابية، ساحل العاج، خامس محطات تميم، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس الحسن أوتارا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة