يعيش الشعب الفنزويلى فى مأساة كبيرة فى عيد الميلاد هذا العام، بعدما كان الفنزويليون يحتفلون بشتى الطرق فى هذه الليلة فى عهد الرئيس الراحل هوجو تشافيز، إلا أنهم الآن يلجأون إلى حاويات القمامة ليأكلون منها فى عيد الميلاد.
وقال خويل رودريجيس، وهو رجل مشرد على كرسى متحرك، أثناء منح أحد الشباب له ملابس "سانتا كلوس بعض المأكولات والملابس فى كراكاس فى خطوة إنسانية للتضامن مع الفقراء فى فترة أعياد نهاية العام فى فنزويلا الغارقة فى أزمة اقتصادية: "نأكل أحيانا بقايا متروكة فى حاويات القمامة.. لكن الله يضع دائما على دربنا ملائكة وأنتم ملائكة عيد الميلاد".
ويعمد شبان يرتدون ملابس ميلادية أو أزياء مهرجين، بتأثر أيضا إلى تقبيل خويل وتشجيعه من خلال إطلاق هتافات لرفع معنوياته.
احد المتطوعين فى توزيع الهادايا على الاطفال الفنزويليين فى عيد الميلاد
وقال كريستوبال كابريرا، وهو حارس أمن خاص يبلغ من العمر 49 عاما: "هذا عيد الميلاد سأقضى بلا شىء"، لافتًا إلى أنه كان قادرا على جمع بعض البصل والطماطم وأوراق الخس، اليوكاس والجوافة، فى حين أنه فى العام الماضى كان يتناول الخبز مع لحم الخنزير، ولكن الآن ليس لدى أى شيء.
وأشارت صحيفة "الموندو" الإسبانية، إلى أن المواطنين يعانون من النقص فى الغذاء والأدوية بجانب انعدام الأمن، وفى هذا العام تغيب الإضاءة والزينة الميلادية المعتادة عن شوارع كاراكاس بفعل الأزمة الاقتصادية الخانقة فى البلاد.
وقام متطوعون فى فنزويلا بحملة "سانتا كلوز فى الشارع" وذلك لتقديم هدايا للأشد فقرا بمناسبة أعياد نهاية العام فى العاصمة الفنزويلية ومدن آخرى فى بلد كان من بين الأغنى فى المنطقة والآن أصبح شعبه يتناول الطعام من حاويات القمامة.
أما الأطفال فيبدون أكثر اهتماما إذ يحيون الموكب ويطلبون أيضا الطعام على رغم تفضيل بعضهم الألعاب، وتوجه أحد المواكب إلى مركز "نويسترا سينيورا ديل كارمن" للإيواء فى وسط كراكاس، حيث تهتم راهبات بالفتيات الصغيرات الفقيرات.
وقال كارلوس ديفر مؤسس المركز، إن برنامج "سانتا كلوس فى الشارع يسعى إلى "حشد الجهود ودعم السكان الذين يعانون أوضاعا هشة سواء فى مراكز الإيواء أو فى دور المسنين أو فى الشارع.
وكانت نسبة الفقر فى فنزويلا فى عام 2015 كانت 33%، ولكن بعد عام واحد ارتفع ووصل إلى 82%، ولا تزال أرقام 2017 الرسمية قائمة ولكن من المتوقع أن النسبة ستتجاوز الـ 95 %.
وقالت ماريا مينديز، العاملة المنزلية التى تبلغ من العمر 48 عاما والتى تتوقع وصول الإمدادات فى سوق رأس المال: "فى حياتى لم أكن قد عشت يوما قاسيا مثل هذا العام، لم استطع الحصول على المنتجات اللازمة لإعداد الوصفات الكلاسيكية من المطبخ المحلى، ولم أتناول لحم الخنزير مثل كل عام".
بينما قال روزاريو كارينو، 32 عاما وهو مهندس: "بالنسبة لى هذا العام لم يكن هناك عيد الميلاد، أينما ذهبت، تشعر أنك لا يوجد عيد الميلاد، حتى أنه لم يوجد شجرة عيد الميلاد فى كل مكان مثلما كان يحدث، فالميزانية لا تسمح".
وسجل الاقتصاد الفنزويلى انكماشا بنسبة 16.5% خلال عام 2016، وذلك وفقا لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، كما أن القطاع النفطى وصلت نسبته 9.9%، وفى القطاعات غير النفطية أنهار بنسبة 16.1%، وأشار تقرير حديث إلى أن نسبة التضخم بلغت 274.4% فيما بلغت نسبة البطالة 7.5% فى عام 2016، والآن التضخم كسر حاجز الـ1000%.
وكشف التقرير، انخفاض حاد فى الواردات الفنزويلية خلال عام 2016، وبلغ حجم المشتريات 16.4 مليار دولار أى نصف ما سجل فى العام السابق حين بلغ حجم المشتريات 33.3 مليار دولار.
وأفاد التقرير، أنه منذ 2015 تزايدت الاضطرابات السياسية والاجتماعية جراء النقص فى السلع الاستهلاكية الأساسية الذى نتج عن تراجع إنتاج المواد الغذائية محليا، والحد من إمكانية الاستفادة من المواد المستوردة بسبب القيود المفروضة على العملة، والتهريب، والادخار ومشاكل أخرى فى التوزيع.
وتشهد فنزويلا كذلك نقصا حادا فى الأغذية والأدوية، ودوامة تضخم خارج عن السيطرة، وأكد خبراء، على أن نسبته ستتخطى 2000% فى 2017.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة