دمار وخراب ومخلفات حرب، هذا ما يخلفه تنظيم "داعش" الإرهابى فى أى مكان يتواجد فيه، وهذا ما شهدته مدينة مراوى الفلبينية بعد تحريرها من التنظيم الإرهابى، وعودة السيطرة عليها من قبل الجيش الفلبينى.
الفقر وغياب القانون بجزيرة مينداناو السبب الرئيس لنشأه فرع للتنظيم فى ماراوى
بداية، أتى استيلاء جماعة ماوتى، التى بايعت تنظيم داعش، وحلفائهم، على مدينة ماراوى الواقعة فى الطرف الجنوبى للفلبين، ليكون أكبر إنذار حتى الآن يشير إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابى، الذى تعرض لخسائر فادحة فى سوريا والعراق، يسعى إلى إقامة قاعدة جديدة له فى منطقة أخرى بجنوب شرق آسيا، خصوصًا وأن بعض دول هذه المنطقة تشهد حالة من عدم الاستقرار، بسبب كثرة الصراعات وانتشار الجماعات المتشددة.
وأكد بعض المسئولين فى الفلبين، إن المعطيات والدلائل تشير إلى وجود تحالفات جديدة بين جماعات وقوى مختلفة من مؤيدى تنظيم داعش، تسعى للسيطرة على بعض المناطق والدول، وقد نبه مسئولون - منذ فترة طويلة - إلى أن الفقر وغياب القانون والحدود غير المحكمة لجزيرة مينداناو التى تقطنها أغلبية مسلمة، أمور ترشحها لتتحول إلى قاعدة للمتشددين من جنوب شرق آسيا ومن خارجها، خاصة وأن منطقة مينداناو، كانت تتمتع بحكم ذاتى فى أجزاء من الجنوب، منذ أن وقعت جبهة "مورو" للتحرير الوطنى اتفاقا مع مانيلا فى عام 1996.
أثار الحرب فى الفلبين
1100 قتيلا حصيلة 154 يوم قتال بين الجيش والمتمردين
وفى ميدان المعركة، استمرت الحرب بين قوات الجيش الفلبينى، ضد داعش، فى مدينة مراوى، ما يقرب من 154 يوم قتال، لإنهاء ما يسمى بأكبر أزمة أمنية تشهدها الفلبين منذ عقود مما أذكى المخاوف من أن التنظيم المتشدد ومتطرفين من إندونيسيا وماليزيا ربما يتمتعون بنفوذ بين الأقلية المسلمة أكبر مما كان يعتقد من قبل.
وأسفرت أعمال العنف فى ماراوى عن مقتل أكثر من 1100 شخص معظمهم من المتمردين، بينما لحق الدمار بوسط المدينة بسبب القصف المدفعى والغارات الجوية الحكومية.
الجيش الفلبينى
مقاتلين أجانب وسط داعش فى الفلبين
وشارك عشرات المتشددين إلى جانب مؤيدى تنظيم داعش، فى عمليات قتال ضد قوات الأمن فى جنوب الفلبين، وسط تنبيه إلى تحول المنطقة المضطربة إلى مركز آسيوى للتنظيم الإرهابى، وأوضح مصدر من المخابرات الفلبينية، أن قرابة 40 مقاتلا جاؤوا فى الفترة الأخيرة من الخارج، وبعضهم أتى من دول فى الشرق الأوسط.
وبحسب ما نقلت رويترز، فإن ما بين 400 و500 مقاتل اجتاحوا مدينة ماراوى فى جزيرة مينداناو، الثلاثاء الماضى، وأورد المصدر أن من بين المتشددين، إندونيسيين وماليزيين وباكستانيا واحدا على الأقل، وشيشانيا ويمنيا وهنديا ومغربيا وشخصا واحدا يحمل جواز سفر تركيا، فيما يرى روحان جوناراتنا، الخبير الأمنى بكلية "اس راجاراتنا" للدراسات الدولية فى سنغافورة، أن تنظيم داعش، يتقلص فى العراق وسوريا ويتناثر فى مناطق من آسيا والشرق الأوسط".
سيطرة الجيش الفلبينى
400 ألف متضرر تم إجلاؤهم فى ملاجئ آمنة بسبب القتال
وفى خضام الحرب، قالت السلطات الفلبينية، إن عدد المتضررين الذين تم إجلاؤهم فى ملاجئ آمنة بسبب القتال الدائر مع متشددى داعش، فى مدينة (ماراوى) جنوبى البلاد، الذين وصل عددهم إلى قرابة 400 ألف شخص فى وقت حذر مسئولون من تفشى الأمراض بين اللاجئين، وأوضحت مديرة الدفاع المدنى الإقليمى ليزا مازو، فى تصريح صحفى – حينذاك - أن عملية الإجلاء لم تقف عند سكان المدينة فحسب، بل شملت سكان المناطق والمجتمعات المحيطة بالمدينة التى يقدر عدد سكانها بأكثر من 200 الف شخص، وفق ما نقلت وكالة "كونا" للأنباء.
أكثر من مليار دولار لإعادة اعمار المدينة
فيما أعلنت السلطات الفلبينية، أن عملية إعادة اعمار مدينة مراوى التى تم تحريرها مؤخرا من قبضة مسلحى تنظيم "داعش"، سيكبد الدولة أكثر من مليار دولار.
إزالة الحطام
الدمار فى الفلبين
نشأة تنظيم داعش فى الفلبين
وقبل نهاية المعارك، طالب عبد الله ماوتى، أحد قادة تحالف داعش المتمرد، الرئيس رودريجو دوتيرتى، بالسماح لفلول المتشددين بالهرب مقابل إطلاق سراح عشرات الأسرى، وذلك فى 27 يوليو، كما حث الرئيس الفلبينى، بأن تستقبل (جبهة مورو الإسلامية للتحرير) الرهائن، وترافق المتشددين خلال خروجهم من المدينة، وتعتبر جبهة مورو جماعة انفصالية، لكنها فى سلام مع الحكومة.
ويعتقد الجيش، أن عبد الله ماوتى، قتل فى غارة جوية فى بداية أغسطس، لكن لم يتم العثور على جثته، بينما قتل أخوه وشريكه فى زعامة المتشددين عمر الخيام، فى 16 أكتوبر، مع إسنيلون هابيلون، "أمير" تنظيم داعش فى جنوب شرق آسيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة