شهد عام 2017 العديد من الأحداث المثيرة على الصعيد الدولى، ربما كان البطل فى أغلبها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى منذ تسلمه منصبه فى البيت الأبيض، والذى آثار الكثير من الجدل عبر قراراته وتصريحاته الصارخة، والتى كانت أخرها الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ذلك فضلا عن قضية التدخل الروسى فى الإنتخابات الرئاسية الأمريكية.
كما لم تكن فضائح التحرش الجنسى التى هزت الولايات المتحدة بل وأوروبا أقل زخما من تصريحات وقرارات الرئيس الأمريكى، حيث تم تدشين هاشتاج MeToo، الذى كشف عن عشرات قصص التحرش المتورط فيها كبار الساسة ورجال المجتمع فى أمريكا وداخل الكثير من الدول الأوروبية وحتى البرلمان الأوروبى. وجاءت الأنشطة النووية لكوريا الشمالية وما تبعها من تصعيد كلامى بين الزعيمين كيم جونج أون ودونالد ترامب، كمصدر إزعاج للعالم.
عودة ترامب إيطاليا
وبينما لم يتوقع أحدا الكثير من الجدل والأحداث التى حملها عام 2017، فإن البعض طرح بالتوقعات لأبرز أحداث 2018، التى ربما تحمل المزيد من المفاجآت. وتوقعت شبكة بلومبرج الأمريكية عددًا من الأحداث المثيرة على رأسها احتمال عودة رئيس الوزراء الإيطالى السابق، سيلفيو برلسكونى، البالغ من العمر 81 عاما، إلى الحكم.
وشبهت الشبكة الإخبارية، بيرلسكونى بدونالد ترامب إيطاليا، إذ أن رجل الأعمال الإيطالى الثرى وقطب صناعة الإعلام، المعروف بحفلات البونجا بونجا الفاضحة، عاد إلى المشهد السياسى عبر السياسات الشعبوية. وبينما استطاع اليمين المتطرف المعادى للهجرة والاتحاد الأوروبى، جذب شعبية خلال السنوات الماضية، فإن بيرلسكونى بات يتخذ صف تلك المشاعر المعادية للكتلة الأوربية، ويثير فكرة إعادة العمل بالليرة المحلية.
وإذا تمكن بيرلسكونى من الالتفاف حول الحظر المفروض على ترشحه لمنصب عام، بعد إدانته بالتهرب الضريبى وهو ما يمنع ترشحه لمنصب رئيس الوزراء وفقا للقانون الإيطالى، فإنه الأمر سيجلب تغييرا كبيرا فى ديناميات مجموعة الدول السبع الكبار، فسيجد ترامب صديق يمكنه الإعتماد عليه، وهو ما سيكون أمرا غير سعيدا للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. هذا جنبا إلى جنب مع احتمال عمله مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، رفيق بيرلسكونى القديم.
الإرهاب جنوب شرق آسيا
هزيمة تنظيم داعش وتفكيك ذلك التنظيم الإرهابى لا تعنى القضاء على أيديولوجيته التى انتشرت إلى العديد من الدول ومن بينها دول جنوب شرق آسيا، تلك المنطقة التى كانت قبلا آمنة وفى منأى عن ذلك الفكر الإرهابى الذى كان ينحصر قبلا فى منطقة الشرق الأوسط. وخلال عام 2017 إستولى مئات المسلحين الذين يحملون لافتات داعش السوداء، على مدينة مراوى جنوب الفلبين وظلوا بها طيلة خمسة أشهر، حتى تحريرها من قبل قوات الأمن الفلبينية.
ومن شأن عودة الإرهاب بشكل واسع إلى جنوب شرق آسيا، التى تعد موطنا لأكثر عدد من المسلمين فى العالم، أن يشكل تحديات جديدة للحكومات التى تسعى لترسيخ العلمانية، خاصة مع إقتراب الانتخابات فى ماليزيا وأندونيسيا.
#MeToo
ويزداد احتمال الزخم الذى حصل عليه هاشتاج MeToo، الذى كشف عن سوء السلوك الجنسى لسياسيين كبار وقادة فى مجتمع الإعلام والأعمال، والذى انطلق عقب فضيحة قطب هوليود، المنتج الأمريكى هارفى وينشتين، المتورط فى الإعتداء الجنسى على أكثر من 35 سيدة.
وفيما تقوم إدارات الموارد البشرية، والمجتمع بشكل عام، فى إعادة النظر فى قواعد السلوك الجنسى، فإنه من المتوقع الكشف عن المزيد من المعلومات والفضائح.
وتوقع مراقبو السياسات الأمريكية زيادة عدد النساء اللواتى يسعن إلى مناصب كبرى فى انتخابات التجديد النصفى فى الولايات المتحدة حيث زيادة الدعوات لتقلد النساء المناصب القيادية.
الكنائس الضخمة
من الظواهر التى بدأت فى الظهور عام 2017 ومن المتوقع إمتدادها فى 2018، هو تلك الكنائس الضخمة التى تجذب تابعيها عبر المشاهير ممن يواظبون على الحضور بها. وبحسب شبكة بلومبرج، فإن المغنى الأمريكى الشهير، جاستين بيبر، قاد جيش من معجبيه للتحقق من إيمانه عبر إعلانه الحضور فى أحد الكنائس. وقد باتت الكنائس الكبرى، ممن يواظب المشاهير على الحضور بها، تنتشر عالميا من أسيا إلى أمريكا اللاتينية، حيث تتحول الكثير من البلدان الكاثوليكية إلى الإنجيلية.
وفى البرازيل، أصبحت الحكومات المحلية تعتمد بشكل متزايد على دعم المشرعين المدعومين من الكنائس الكبرى، فضلا عن تبرعات الجماعات الدينية الغنية للحملات السياسية. وهذا التحول بات واضحا فى ساو باولو، حيث أى مرشح جاد فى سعيه نحو الانتخابات الرئاسية أكتوبر المقبل، عليه أن يتوقف عن معبد سليمان الذى يضم 10 آلاف مقعد.
عودة الديمقراطيين
باتت صعود نجم الديمقراطيون واضحا داخل الولايات المتحدة، بعد خسارتهم الأغلبية فى الكونجرس والانتخابات الرئاسية 2016 . وففوزهم فى انتخابات مجلس الشيوخ الاستثنائية على مقعد ولاية ألاباما المحافظة، جعلت الديمقراطيين يتجهون الى انتخابات الكونجرس 2018 بثقة نحو إنهاء خسائرهم الماضية.
ويتوقع البعض أن يحصد الديمقراطيون الكثير من المكاسب لاسيما بعد تمرير الجمهوريون، الذين يمثلون الأغلبية فى الكونجرس، الإصلاح الضريبى الذى تظهر التحليلات أنه سوف يفيد بشكل غير متناسب الأغنياء. ذلك جنبا إلى جنب مع المزيد من المعلومات التى تتكشف جراء تحقيق روبرت مولر فى التدخل الروسى الانتخابات الرئاسية مما يمكنه إضعاف حزب ترامب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة