"صفعة قوية لأمريكا ورئيسها المتغطرس"، بهذه العبارات تحدث نواب البرلمان عن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وتصديق 128 دولة على مشروع قرار لوقف قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن القدس واعتباره عاصمة لإسرائيل، إذ أكد النواب أن تصويت الدول على القرار بمثابة إعلان لرفض بلطجة أمريكا وبداية لهزيمة الإرهاب، بالإضافة إلى أنه تأكيد على أن ضمير العالم مازل واعيا ومؤيدا للحق والشرعية الفلسطينية.
سعد الجمال: قرار الأمم المتحدة بشأن القدس تظاهرة سياسية لرفض أى تطرف
فى البداية، قال اللواء سعد الجمال، رئيس لجنة الشئون العربية، إنه فى تظاهرة سياسية عالمية صوتت 128 دولة داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد القرار الأمريكى حول القدس ورفض أى تطرف أو قرار أحادى بشأنها فى رسالة واضحة، أن ضمير العالم الحر مازال واعيا ومؤيدا للحق والشرعية، بل تجاوز التأييد والتصويت إلى الكلمات القوية من مختلف دول العالم حول الحقوق الفلسطينية المشروعة وضرورة العمل على حل الدولتيين.
وأضاف رئيس لجنة الشئون العربية بالبرلمان، فى تصريح خاص لـ" اليوم السابع"، أن القرار الأمريكى يهدم عملية السلام برمتها، وتصويت الدول ضده صفعة قوية لأمريكا ورئيسها المتغطرس الذى حاول استباق التصويت بتهديد أرعن وتعالى عن قطع المساعدات عن الدول التى ستؤيد قرار الجمعية العامة صوتت الأغلبية لساحقة للدول الأعضاء لصالح القدس والقضية الفلسطينية وكفاه ما قاله مندوب فنزويلا ممثلا لدول عدم الانحياز بأن العالم ليس للبيع.
واستطرد الجمال، أن هذا القرار إذا كان بعد انتصارا للعروبة والاسلام وفلسطين والقدس فهو مجرد خطوة على الطريق تحتاج إلى البناء عليها والاستفادة من هذا الزخم السياسى الذى حدث اليوم فى قاعة الجمعية العامة وسبقه قرار عن نفس الجمعية بحق الفلسطينين فى تقرير المصير، وذلك فى حشد التأييد والدعم الدولى نحو إعلان إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
"خارجية البرلمان": قرار الأمم المتحدة بشأن القدس يعرى ترامب ويهزم الإرهاب
النائب طارق رضوان، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أكد أن تبنى الأمم المتحدة قرارا ضد قرار الرئيس الأمريكى بشأن القدس بمثابة تعرية للنظام الأمريكى وانسحابها من موقف المحكم كدولة عظمى ترعى توطيد السلام إلى دولة تعزز القلاقل السياسية والأمنية فى المنطقة.
وأضاف رضوان، فى تصريح خاص لـ" اليوم السابع"، أن قرار الأمم المتحدة أسقط ورقة التوت عن ترامب، وأصبح الوجه القبيح المتصدر للمشهد من الناحية الامريكية، متابعا أن القرار يعتبر بداية هزيمة رعاية الإرهاب التى تبدأ من واشنطن مرورا بإسرائيل .
وتابع رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان ، أن كل ما حدث خلال الفترة الماضية كان مخططا عاما للشرق الأوسط، وكان من أهم ركائز هذا المخطط تقسيم مصر وإضعافها لمساندتها للقضية الفلسطينية ، مؤكدا أن ما حدث بالأمم المتحدة إظهار لعودة مصر لتصدر المشهد ومساندتها للقضية الفلسطينية بداية من عام 48.
داليا يوسف : على الولايات المتحدة أن تحدد موقفها الدولى من قضايا المنطقة
بدورها، قالت النائبة داليا يوسف، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن المجتمع الدولى صمم على رأيه فيما يخص قضية القدس ولم يتغير الموقف بعد تهديدات ترامب بوقف المساعدات عن الدول الرافضة لقراره بشأن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
وأضافت داليا يوسف، فى تصريح لـ" اليوم السابع"، :"على الولايات المتحدة الأمريكية أن تحدد موقفها الدولى من مختلف قضايا المنطقة وليس قضية القدس فقط ومن مركزها الدولى، خاصة أنها منسحبة من مؤتمر المناخ واتفاقيات الـ"gat " التى خرجت منها والآن تعلن بصفة أحادية تماما أن القدس عاصمة إسرائيل.
وتابعت:" لم أعتقد أن الكونجرس والشعب الأمريكى مؤيد للموقف الجديد للسياسة الأمريكية خاصة أن هناك تراجع لدور دولة عظمى فى العالم، الكرة فى ملعبهم وهيحتاجوا اتخاذ قراراته وفهموا أن العنف فى الدبلوماسية وإرسال الرسائل التهديدية بعيد كل البعد عن أى إنجاز على الأرض فى العلاقات الدولية".
وأشارت البرلمانية داليا يوسف، إلى أن هناك تغيير حاد فى السياسية الخارجية الأمريكية إذ تذهب تجاه الانعزالية الذى يؤدى إلى عدم وجود تأثير إقليمى لها بالمنطقة، بالإضافة إلى أن أسلوب تهديد ترامب بوقف المساعدات غير لائق "دبلوماسيا".
وسخرت عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، من تصريحات ترامب الخاصة بوقف المساعدات، موضحة أنها ليست مؤثرة بدرجة كبيرة فى دول المنطقة حتى تتخلى الدول عن الدم والشهداء والتاريخ والدين.
وفى ذات السياق، أشار طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إلى أن مصر وجهت صفعة لكل من يسعى لسلب القدس، موضحة أن ترامب وجه تهديدا رخيصا بأنه سيتم منع المساعدات عن الدول الرافضة.
وأضاف أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة أبلغ رد من المجتمع الدولى على العنجهية الأمريكية وكم البلطجة التى تمارس على المجتمع الدولى خلال الفترة الماضية.
كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد تبنت قرارا يرفض القرار الذى اتخذه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بشأن القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل.
وصوت 128 دولة لصالح القرار، و 9 دول رافضة، فيما امتنع 35 دولة عن التصويت.
وعقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة طارئة، للنظر فى مشروع قرار حول وضع القدس، يؤكد أن مسألة القدس هى إحدى قضايا الوضع النهائى التى يتعين حلها عن طريق المفاوضات وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ويعرب المشروع عن الأسف البالغ إزاء القرارات الأخيرة المتعلقة بوضع القدس، ويؤكد أن أى قرارات أو إجراءات "يقصد بها تغيير طابع مدينة القدس الشريف أو وضعها أو تكوينها الديمغرافى ليس لها أثر قانونى وتعد لاغية وباطلة ويتعين إلغاؤها امتثالا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة."
ويهيب مشروع القرار، فى هذا الصدد، بجميع الدول "أن تمتنع عن إنشاء بعثات دبلوماسية فى مدينة القدس الشريف عملا بقرار مجلس الأمن رقم 478 الصادر عام 1980.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة