حسن روحانى
ما هذا الحجم الهائل من فيديوهات الدعوة للتشيع والتشكيك فى مذهب أهل السنة والجماعة على يوتيوب وسائر شبكات التواصل الاجتماعى؟
• لست من دعاة الصراع المذهبى، ولن أكون، لكن أخشى أن هناك من يدفع ملايين الدولارات لاستغلال المذهبية فى أغراض سياسية وعسكرية معلنة وغير معلنة، فكلما يممت وجهى فى شبكة المعلومات تفاجئنى فيديوهات التشيع وأفلام التشيع ودراما التشيع إلى الحد الذى لا يمكن معه إخفاء وجود حالة «تبشيرية شيعية» منظمة تقف وراءها دول وأجهزة ومنظمات دولية تدفع أموالاً طائلة فى الإنتاج والتوزيع والتسويق الإلكترونى، مستهدفة المجتمعات السنية بضراوة.
• والمؤلم هنا أن هذا المنتج الدرامى والإعلامى يستدعى كل الميراث الشيعى مرة واحدة، ولا يبدأ التبشير الشيعى من كربلاء فقط، لكن يمتد أحياناً إلى اجتماع السقيفة بعد رحيل النبى محمد صلوات الله عليه ثم موقعة الجمل ثم إلى الكوفة واستشهاد الإمام على بن أبى طالب، رضى الله عنه، ثم ما جرى فى كربلاء وما بعدها فى قصر يزيد ين معاوية.
• هذا الطوفان لا يقف عند حدود استدعاء الميراث الشيعى وكفى، لكن صناع هذا المحتوى التبشيرى الشيعى يرفقون ذلك بإسقاطات سياسية مباشرة على الواقع العربى والإسلامى اليوم، وكأن المجتمعات السنية المعاصرة هى التى شاركت فى قتل الإمام الحسين، رضى الله عنه، أو كأن الحكومات السنية أرسلت برقيات تأييد ليزيد بن معاوية بعد أن تلطخت يداه بدماء سيد شباب أهل الجنة.
• استدعاء الميراث الشيعى يمثل خطرا فى ذاته، لأنه يعزز المذهبية فى العالم الإسلامى، لكن الأخطر هو فى تجلياته السياسية والعسكرية وتوظيفه لخدمة الأحلام الإيرانية فى الشرق الأوسط، حزب الله فى لبنان لم يعد يقاوم إسرائيل، لكنه ينتقم من يزيد بن معاوية بافتعال أزمات فى العالم العربى انتقاماً من «السنة» الذين تحالفوا مع الأمويين، هكذا تصل الدراما الشيعية فى إسقاطاتها السياسية، وهكذا يخرج رواة التاريخ الشيعى ليجعلوا من كربلاء حالة أبدية لا تنتهى، بدلاً من أن يتعاملوا مع هذه الحرب باعتبارها درساً تاريخياً نتعلم منه ألا ننجرف إلى الصراع وألا تشق عصا المسلمين حرباً على السلطة.
المجتمع السنى لا ينظر إلى التاريخ بهذه التصورات المخيفة، وعلماء أهل السنة لا يورطون شعوبهم فى هذه الأحقاد التاريخية، وإعلام البلدان السنية لا يستدعى الماضى بدمائه، لكنه يتطلع إلى استشراف المستقبل بآفاقه المدنية والتنموية.
• إيران مسؤولة هنا عن هذا الاستثمار فى المذهبية، ولن تنفعها هذه الأموال فى خططها الانتقامية وحملات الكراهية، إيران وحزب الله من ورائها جعلا من أهل السنة الأبرياء عدوا وتنازلوا عن عداوة إسرائيل، الانتقام لدماء الحسين بنشر المذهب الشيعى، والانتقام من العرب السنة بأن تكون الإمبراطورية الجديدة عاصمتها «قم» فى إيران، لم يعد الأقصى فى دائرة الحلم أو بين أهداف المقاومة، لكن إسقاط الدول السنية احتل الأولوية فى غزوات إيران الثقافية للعالم العربى.
• لا أدعو هنا لمقاومة المذهبية «الشيعية» بإنتاج مضاد «سنى»، لكننى أدعو إيران وحزب الله لأن ينفقا هذه الأموال الدعائية والعسكرية على فقراء المسلمين بدلاً من إنفاقها على حملات الكراهية المذهبية والحقد المقدس.
الكراهية لا تبنى أمما عادلة
والحقد سم يتجرعه أصحابه فقط
اية الله على خامنئى
حسن نصر الله
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة