على الرغم من الشعبية الكبيرة التى يحظى بها تطبيق واتس آب إلا أن فيس بوك المالكة له لا تستفيد منه ماديا بشكل مباشر، لكنها تتحايل على هذا الأمر وتحقق مكاسب هائلة من البيانات التى تجمعها عن مستخدمى تطبيق التراسل الفورى وتبيعها للمعلنين، هذا الأمر لا يريح بعض الحكومات حول العالم، ويثير التخوفات على الخصوصية.
وحديثا أصدرت وكالة الرقابة على الخصوصية الفرنسية إشعارا رسميا إلى تطبيق واتس آب، تطالب فيه بوقف تبادل بيانات المستخدمين الفرنسيين مع الشركة الأم "فيس بوك" وهذا فى غضون شهر واحد فقط، وكان رئيس اللجنة الوطنية لحماية البيانات قد طلب من واتس آب فى وقت سابق تقديم عينة من بيانات المستخدمين الفرنسيين التى يتم نقلها إلى فيس بوك من أجل إجراء التقييم اللازم لهذه العملية.
واتس آب
وأوضحت الشركة أنها لا تستطيع تقديم العينة المطلوبة لأنها تقع فى الولايات المتحدة، ولا تخضع إلا للتشريعات الأمريكية، وهذا وفقا لما نشرته الوكالة نيل موقعها على الإنترنت فى وقت متأخر أمس الاثنين، وقال رئيس اللجنة إن نتيجة لذلك، تقرر إصدار إشعار رسمى لشركة واتس آب للامتثال لقانون حماية البيانات فى غضون شهر واحد.
أزمة واتس آب مع فرنسا
وبدأت هذه الأزمة فى 25 أغسطس 2016، عندما أصدر واتس آب نسخة جديدة من شروط الخدمة وسياسة الخصوصية، حيث أوضح أنه سيتم نقل بيانات المستخدمين إلى فيس بوك لثلاثة أغراض، وهم تقديم الإعلانات المستهدفة للمستخدمين وزيادة مستوى الأمن والتقييم وتحسين للخدمات، وعلى الرغم من أن الغرض الأمنى يبدو ضروريا لكفاءة أداء التطبيق، فإنه ليس هو الحال بالنسبة للأغراض الأخرى التى تهدف إلى تحسين الأداء والاستفادة المثلى من التطبيق من خلال تحليل سلوك المستخدمين.
مشاركة البيانات
ورأت الوكالة الفرنسية أن نقل البيانات لهذه الأغراض لا يستند إلى الأساس القانونى الذى يقضى به قانون حماية البيانات الفرنسى، ثم قررت مراسلة إدارة واتس آب رسميا من أجل ضمان أعلى مستوى من الشفافية فيما يتعلق بنقل البيانات الضخمة من واتس آب إلى فيس بوك.
واتس آب يخضع للدول الكبرى
هذا ليس الحادث الأول الذى يتم فيه إدانة خطة مشاركة بيانات المستخدمين ونقلها من واتس آب إلى فيس بوك، فهناك العديد من دول العالم وقفت أمام هذه الخطوة من أجل حماية أمن بيانات مستخدميها وخصوصيتهم، وخضعت فيس بوك بالفعل لعدد من الطلبات، حيث أمرت ألمانيا الشركة التكنولوجية العملاقة بوقف جمع البيانات من مواطنيها عبر تطبيق واتس آب حرصا على أمنهم، وليس هذا فقط بل بعد الانتقادات متكررة وتهديدات بالحجب، وافق فيس بوك أيضا بوقف جمع بيانات فى المملكة المتحدة.
جدير بالذكر أن فيس بوك استحوذت رسميا على تطبيق واتس آب خلال عام 2014 فى صفقة قيمتها 19 مليار دولار، ومنذ ذلك الحين وتحاول فيس بوك الاستفادة من عدد المستخدمين الكبير الذى يتراسل يوميا عبر التطبيق، فجمع هذه البيانات يساعد الشركة فى تحسين خدماتها الإعلانية على الموقع الرسمى، وهو ما يجلب إليها مليارات الدولارات سنويا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة