الإحصائيات أشارات إلى تراجع العبوات الناسفة من 689 عبوة خلال (2013: 2015 ) واختفائها فى عام 2017
عادت من جديد الجماعات الإرهابية لاستخدام سيناريو زرع العبوات الناسفة، فى سبيل تنفيذ مخططها الرامى نحو إسقاط الدولة وتكدير الأمن والسلم العام، بعد فترة اختفاء طويلة لم تشهد خلالها سوى بعض المحاولات اليائسة، التى واجهتها أجهزة الأمن بكل براعة، وتمكنت من التصدى لها قبل أن تحقق مُرادها، حيث كانت أخر عبوتين ناسفتين تم التعامل معهما من قبل خبراء المفرقعات_قبل حادث شارع السودان الذى وقع ظهر اليوم_، هى التى وقعت بحى البساتين بجنوب القاهرة فى الثامن من نوفمبر العام الجارى.
4 عبوات ناسفة خلال الفترة ما بين 8 نوفمبر (حادث البساتين) و15 ديسمبر (حادث شارع السودان)، ربما تشير بشكل قاطع إلى حالة الخلل الشديد والتفكك التى تعانى منه تلك الجماعات الإرهابية، فى ظل الضربات الأمنية المتتالية التى وجهتها لهم أجهزة الأمن بكافة قطاعاتها، التى يأتى على رأسها مقتل محمد كمال القيادى الإخوان فى تبادل إطلاق نار مع قوات الأمن بحى البساتين، وهو المسئول الأول عن تلك الجماعات التى انبثقت غالبيتها عن جماعة الإخوان، أو على الأقل تتبعها فكرياً وتنفذ أجندتها ولو بشكل منفصل تنظيميا.
ما يؤكد حالة الخلل التى تعانى منها تلك الجماعات الإرهابية، والتى تمثل فى الجانب الأخر نجاحاً امنياً كبيراً لقطاع الأمن الوطنى فى رصد تحركات تلك العناصر والإيقاع بها تدريجيا، والقوات الخاصة فى ضبط تلك العناصر وتقديمها للمحاكمة، هو عدد العبوات الناسفة التى تم زرعها فى الفترة ما بين (2013: 2015) والتى بلغت نحو 689 عبوة ناسفة وبدائية الصنع، فضلاً عن 8750 بلاغًا لعبوات هيكلية لا تحتوى على مواد متفجرة، وفقًا لما أكدته مصادر بالإدارة العامة للمفرقعات، التى انحصرت تدريجياً لتختفى بشكل شبه تام فى عام 2017.
ولكن السؤال الآخر الذى يطرح نفسه عقب حادث زرع عبوتين ناسفتين بشارع السودان، فى منطقة بعيداً نسبياً عن المناطق التى اعتادت الجماعات الإرهابية اتخاذها مسرحاً لعملياتها، والتى فى الغالب لا تخرج عن كونها نقاط أمنية أو شبكات كهرباء أو محمول وربما بنوك أو مؤسسات حكومية، ما الذى دفع تلك الجماعات لزرع عبوتين ناسفتين بنزلة كوبرى أرض اللواء الجديد؟، ما الهدف الذى تحققه من وراء تلك العملية؟
الجماعة الإرهابية التى نفذت تلك العملية أرادت وفقاً لمعطيات الحادث، إثارة حالة من الرعب والفزع لدى المواطنين خاصة إذا ما وضعنا فى الاعتبار وقت زرع العبوتين الناسفتين والمتزامن مع بدء خطبة الجمعة، فى منطقة تشهد كثافة سكانية عالية، لتعيدها إلى المشهد مرة أخرى ولو بمجرد "بروباجندا" دعائية تحاول بها إعادة طرح نفسها على المشهد من جديد وتؤكد على تواجدها، وتخلق حالة من السخط والغضب الشعبى تجاه الأمن لتضعه فى موضع محرج أمام المواطنين الذى سيبدو حينها أنه فشل فى حمايتهم بوسط القاهرة.
مع نجاح الأمن فى تفكيك تلك العبوات والتعامل معها بشكل سريع ذهبت أمال وطموحات تلك الجماعات أدراج الرياح، بل مثلت نقطة ثقل للأجهزة الأمنية تؤكد على استباقه تلك الجماعات بعدة خطوات، تكفل له السيطرة التامة عليها، وتؤكد قدرته على مواجهة مخططها، وإضافة إلى ذلك فأن تلك العملية فضحت الجماعات الإرهابية وجعلتها فى حالة تعرى شبه تام أمام أجهزة الأمن التى تعاملت بحرافية شديدة مع الحادث، وفى غضون أيام قلائل سيتم ضبط منفذ الحادث، خاصة بعدما أكدت مصادر أمنية أنه جارى تحديد هويته بعد فحص كاميرات المراقبة المنتشرة بمحيط الواقعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة