تبدأ فى تركيا الاثنين، محاكمة المتهم الأوزبكى الذى اعترف بتنفيذ اعتداء على ملهى ليلى فى إسطنبول ليلة رأس السنة مع دخول العام 2017 أسفر عن سقوط 39 قتيلا وتبناه تنظيم داعش.
ويواجه عبد القادر ماشاريبوف (34 عاما) حكما بالسجن مدى الحياة، واحدا عن كل ضحية والمجزرة بحد ذاتها عندما تبدأ المحاكمة فى مجمع سجون سيليفرى على أطراف إسطنبول.
وستجرى محاكمة ما مجموعه 57 شخصا بينهم زوجة ماشاريبوف، وهى زارينا نوراللهييفا التى يشتبه بأنها شاركت فى الاعتداء وقد تواجه نفس العقوبات التى يواجهها زوجها. وتم توقيف جميع المشتبه باستثناء ستة.
واعتقل ماشاريبوف فى عملية ضخمة للشرطة بينما يشير محللون إلى أن الدليل الذى قدمه فى الاعترافات ساعد السلطات التركية على تفكيك شبكة كبيرة من خلايا الجهاديين فى المدينة.
وهو يواجه اتهامات تتراوح من "محاولة تدمير النظام الدستوري" و"الانضمام إلى منظمة إرهابية مسلحة" و"قتل أكثر من شخص".
بعدما استقل سيارة أجرة إلى ملهى رينا الليلى الواقع على ضفاف البوسفور، قتل ماشاريبوف عنصر أمن يحرس المكان قبل أن يدخل ويطلق النار بشكل عشوائى باستخدام سلاحه الرشاش ويلقى القنابل.
وبينما فر الناجون وسط حالة من الذعر دفعت بعضهم إلى القفز حتى فى البوسفور، تمكن ماشاريبوف (الذى كان يبلغ من العمر 34 عاما عند ارتكاب المجزرة) من الهرب من الموقع ما أثار مخاوف من إمكانية تنفيذه هجوما آخر.
وتبنى الاعتداء تنظيم داعش الذى كان يسيطر حينها على أراض فى جارتى تركيا -- سوريا والعراق. وكانت هذه المرة الوحيدة التى أعلن التنظيم المتطرف فيها مسؤوليته بشكل لا لبس فيه عن هجوم فى تركيا.
لكن بعد مطاردة استمرت 17 يوما شارك فيها ألفان من عناصر الشرطة راقبوا تسجيلات مصورة بلغت مدتها 7200 ساعة، نجحت السلطات التركية فى اعتقال ماشاريبوف فى حى اسنيورت السكنى فى إسطنبول.
وأفادت السلطات التركية أن المشتبه به تدرب فى أفغانستان واعترف بارتكابه الاعتداء بعد تلقيه أوامر من مدينة الرقة السورية التى كانت معقل تنظيم داعش آنذاك.
ووفقا للائحة الاتهام، صدر الأمر بتنفيذ الاعتداء من متطرف روسى رفيع فى سوريا يدعى إسلام أطابيف ويلقب بـ"أبو جهاد".
وكان بين القتلى الـ39 فى الاعتداء 27 أجنبيا من ضمنهم مواطنون من لبنان والسعودية واسرائيل والعراق المغرب، كانوا يحتفلون بقدوم العام 2017 فى الملهى.
وتشير لائحة الاتهام إلى أن 79 شخصا أصيبوا فى الهجوم.
وكان ماشاريبوف المعروف فى تنظيم داعش باسمه الحركى أبو محمد الخراسانى واحدا من عدة مواطنين من اوزبكستان الجمهورية السوفياتية السابقة، المتورطين فى اعتداءات بدوافع جهادية هذا العام.
وفى أكتوبر، استخدم أوزبكى شاحنة لدهس أشخاص بأحد شوارع نيويورك ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص، وفقا لاتهامات بالإرهاب وجهت إليه، وتم كذلك توقيف أوزبكى بعد اعتداء بشاحنة فى ستوكهولم فى أبريل قتل على إثره أربعة أشخاص.
وحكمت الدولة الواقعة وسط آسيا ويشكل المسلمون غالبية سكانها منذ استقلالها فى ظل نظام اسلام كاريموف العلمانى الذى قمع أى تحرك إسلامى وتوفى فى سبتمبر 2016.
ومعظم المشتبه بهم الذين تجرى محاكمتهم هم أجانب، بينهم صينيون من الأويجور ومواطنون من دول آسيا الوسطى.
وتعرضت تركيا عام 2016 إلى هجمات متكررة نفذها جهاديون ومتشددون أكراد، لكن لم تقع أى هجمات بحجم الاعتداء على ملهى رينا منذ ذلك الحين.
ولا تزال أنقرة واسطنبول تخضعان لإجراءات أمنية مشددة فيما تعلن السلطات مرارا إفشال مخططات لشن هجمات فى ظل اعتقال مئات المشتبه بهم المتطرفين.
وهدمت السلطات فى مايو ملهى رينا الذى تضرر بشكل كبير جراء الاعتداء بسبب خرقه لقانون البناء المحلى.
واتهمت تركيا فى ظل حكم الرئيس رجب طيب أردوغان من قبل حلفائها الغربيين بعدم القيام بما هو كاف لمنع تنامى تنظيم داعش .
لكن السلطات التركية تنفى الاتهامات وتشير إلى أنه تم إدراج المجموعة على لائحة الإرهاب فى البلاد منذ العام 2013.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة