سيطرت ظاهرة حرق الأسعار على أجواء الجناح المصرى فى بورصة لندن السياحية فى ختام فعالياته، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض للسياسة التسعيرية المتدنية التى يباع بها المقصد السياحى المصرى بعدما وصل سعر إقامة السائح فى فنادق الخمس نجوم إلى أقل من 15 دولارًا، مما يدق ناقوس الخطر لأضرار هذه الظاهرة على الاقتصاد المصرى والذى يتطلب تحرك سريع من الدولة لوقف سياسة التدمير الاقتصادى.
ومن جانبه، أكد كامل أبو على رئيس جمعية الاستثمار السياحى بالبحر الأحمر، على أن سبب ظاهرة حرق الأسعار هو غياب الطلب وعند استرداد السياحة لعافيتها سيرتفع السعر من تلقاء نفسه، موضحًا أن "السوق يغسل نفسه بنفسه"، لافتًا إلى أن هناك زيادة فى حركة السياحة الوافدة لمصر من السوق الألمانى بنسبة 50 % مقارنة بالعام الماضى بالإضافة إلى تحسن ملحوظ فى عدد من الأسواق الأخرى .
أرجع "أبوعلى" تلك الزيادة إلى الجهود التسويقية للقطاع الخاص الذى أسهم بشكل مباشر فى الحركة الوافدة لمصر، متابعًا: "أصحاب الفرص الضائعة "،مشيرًا إلى أن القطاع السياحى فى حاجة إلى تعاون مبنى أسس قوية بين الحكومة والقطاع الخاص حتى نحقق الأهداف التى نرجوها على مستوى المستثمرين أو الدولة وأن المنظومة الحالية تدار من طرف واحد بين "القطاع الخاص" .
وكشف رئيس جمعية الاستثمار السياحى بالبحر الأحمر، عن أن هروب العمالة المدربة تعد سببا رئيسيا فى تدنى الخدمات المقدمة للسائحين مما يضعف الفرص السياحية للمقصد المصرى، مشيرًا إلى أن حل هذه الأزمة لن يتم إلا باستقرار الأوضاع والبدء فورا فى عمليات التدريب .
وأوضح "أبوعلى "عن عقد الاجتماع الثانى مع رئيس مجلس الوزراء خلال الأسبوع القادم لمناقشة الموضوعات التى تم طرحها فى اللقاء الأول وأبرزها سداد المديونيات المستحقة لمنظمى الرحلات عن برنامج تحفيز الطيران العارض عن العام المالى 2015 / 2016، وكذلك مناقشة الحملة الترويجية لمصر بالخارج وعدد من الموضوعات الأخرى .
وأعلن كامل أبوعلى، عن ضخ استثمارات جديدة فى صناعة الفندقية والضيافة بمنطقة مرسى علم بمشاركة ألمانية تتمثل فى شركة "أى تى إس" ، والتى تمثلها الوكيل المصرى نورا على رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية السابق، موضحًا أن الاستثمار فى هذا المجال يعنى ثقة الاستثمار الأجنبى فى الشريك المصرى، حيث تعيش مصر فى ظل مناخ ملائم للاستثمار.
وفى السياق ذاته، قال الدكتور خالد المناوى مستشار وزير السياحة، إن المشاركة المصرية فى بورصة السياحة بلندن تعد الأفضل منذ 7 سنوات، موضحًا أن هناك طلب من منظمى الرحلات على المقصد السياحى المصرى ومناقشات جادة للعمل مع مصر لم تكن موجودة خلا ل السنوات الماضية فى إشارة منه إلى مجرد زيارة الإقبال على الجناح تعد مؤشرًا إيجابيًا على بداية العمل.
وأضاف المناوى، أن بداية التعافى الحقيقى للسياحة ستكون خلال الربع الأول من العام المقبل والاقتراب من الوصول إلى معدلات الذروة فى عام 2010.
أكد مستشار وزير السياحة، فى تصريحات صحفية، على أن هناك أسبابًا عديدة ستساهم فى زيادة التدفقات السياحية الوافدة لمصر خلال الفترة المقبلة خاصة بعد قيام اليونان وأسبانيا برفع أسعار الخدمات المقدمة للسائحين الأجانب، مما سيتيح الفرصة لمصر لاستقطاب عدد كبير من السائحين بعدما أصبحت أسعار البرامج السياحية عامل جذب قوى نتيجة تحرير سعر الصرف مما ساهم فى زيادة القوة الشرائية للسائح مقابل عملته .
واعترض المناوى، على ما أثير بشأن استفادة مصر سياحيا من الأحداث التى تشهدها إقليم كتالونيا فى أسبانيا لأن السياحة فى أسبانيا تعتمد على أكثر مدينة ليس من ضمنها إقليم كتالونيا.
وشن مستشار وزير السياحة هجوما على المستثمرين الذين يبيعون المقصد السياحى المصرى بأسعار متدنية، مؤكدًا على أن هذه الظاهرة تتسبب فى تدمير الاقتصاد المصرى وتضعف من حجم الإيرادات التى تدخل خزينة الدولة بالعملة الصعبة .
وطالب المناوى أجهزة الدولة بضرورة ربط الإيرادات بضريبة المبيعات للحفاظ على سمعة مصر السياحية، مشددًا على ضرورة اتخاذ الدولة موقفًا حازما أمام سياسية حرق الأسعار، مشيرًا إلى أن هذا القرار ليس قرار وزير السياحة بل هو قرار دولة ويجب الإسراع فى تعديل التشريعات الخاصة بهذا الشأن، مستطردًا: "إلى متى سنظل نبيع بلدنا بسعر رخيص".
وشدد مستشار وزير السياحة، على ضرورة تكثيف الرقابة الحكومية على البازارات ومحلات السلع السياحية المتواجدة داخل الفنادق وخارجها لقيامهم ببيع هذه المنتجات بأسعار خيالية لا تتفق مع أسعارها الحقيقية للقضاء على ظاهرة غش السائحين، منتقدًا تقييم العائد السياحى بعدد السائحين أى بشكل كمى دون النظر إلى الكيف الذى يعبر عنه الإيرادات الفعلية التى تدخل لخزينة الدولة.
طالب المناوى، بضرورة الإسراع فى تطوير صيانة الفنادق والمنشآت السياحية لكى تكون جاهزة تماما لاستقبال السائحين، مضيفًا: "كما أننا فى حاجة ماسة لتجديد أسطول النقل السياحى لأن وضعه كارثى نتيجة لعدم تحديثه منذ عام 2010، وكذلك قلة الأعداد اللازمة لنقل السائحين حال عودة السياحة لمعدلاتها الطبيعية"، مطالبًا بالإسراع بفتح استيراد الحافلات السياحية التى مر عليها عامين من تاريخ صناعتها، مؤكدًا على أنه بعد قرار تعويم الجنيه أصبح سعر استيراد الأتوبيس يتجاوز 3.5 مليون جنيه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة