ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم الخميس، أن الرئيس الزيمبابوى روبرت موجابى يواجه حاليا أكبر تحد سياسى على مدى عقدين تقريبا، على خلفية قيام المعارضين لحكمه -الذى استمر 37 عاما- بالالتفاف بقوة حول نائبه الذى أقاله هذا الأسبوع.
وأقال موجابى (93 عاما) نائبه إمرسون منانجاجوا، يوم الإثنين الماضى، بحجة أنه أبدى "سمات تدل على عدم الولاء"، ليطيح فجأة برجل كان يعتبر الأوفر حظا فى خلافته فى الرئاسة، وليعطى دفعة للسيدة جريس زوجة موجابى، التى انتقدت نائب الرئيس علنا من قبل وتعتبر أيضا خلفا محتملا لزوجها فى المنصب.
ونسبت "الجارديان" -فى سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الخميس- لأحد حلفاء منانجاجوا المقربين، قوله "إن منانجاجوا هرب من (القتلة) لمكان آمن، وسيصل إلى جنوب إفريقيا المجاورة فى وقت لاحق من هذا الأسبوع."
ورصدت الصحيفة بعض التصريحات لمنانجاجوا التى قال فيها "سأعود إلى زيمبابوى قائدا عليها".
ونقلت عن كريس موتسفانجوا، رئيس رابطة المحاربين القدامى فى زيمبابوى، القول: إن منانجاجوا (75 عاما) سيقود حملة "لاستعادة الديمقراطية" فى المستعمرة البريطانية السابقة.
وقال محللون إن التهديد الذى يواجهه الرئيس الزيمبابوى والمقربين منه لم يسبق له مثيل، لأنه جاء من داخل حزب زانو الحاكم؛ فبعد أن كان قدامى المحاربين -المقاتلين السابقين فى حروب السبعينيات- قاعدة دعم رئيسية لموجابى، باتوا الآن داعمين للنائب المقال.
وقال بيرس بيجو المحلل لدى مجموعة الأزمات الدولية فى جوهانسبرج "واجه موجابى تحديات من الخارج من قبل، ولكن لم يكن هناك تحد داخلي. ولكن فى هذه المرة، فإن الآلية التى أبقت عليه فى السلطة هى التى ترتعش الآن".
ولفتت "الجارديان" إلى أنه على الرغم من تورطه المزعوم فى الأعمال الوحشية فى ثمانينيات القرن الماضى، كان منانجاجوا أيضا المرشح المفضل للكثيرين فى المجتمع الدولى، حيث كان يُنظر إليه على الأرجح لضمان انتقال مستقر وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية للبلاد.
ويشكك بعض المراقبين فى مدى دعم منانجاجوا، المكروه فى أجزاء من زيمبابوى، ولكنهم أشاروا إلى وجود استياء عميق لدى الشعب، ومن المقرر الخروج فى تظاهرة فى وقت لاحق من الشهر الجارى لإظهار قوة دعم منانجاجوا، حسبما ذكر حلفاؤه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة