على الحجار .. اسم لا يحتاج لتعريف .. فنان وتاريخ وشخصية.. نجم ارتفع صوته بالغنا فملأ العالم طربًا بصوته الشجى وإحساسه العالى وحنجرته الذهبية .. مطرب يملك تفاصيل خاصة، وموهبة تختلف عن الآخرين.. سجله الغنائى والتمثيلى والطربى حافل بتجارب بديعة ومختلفة، منذ فجر مشواره الفنى الذى بدأه على يد الموسيقار العبقرى بليغ حمدى عام 77 فى رائعة "على قد ما حبينا" كلمات عبد الرحيم منصور، وإلى الآن.. لم يتوقف عطاءه تمثيلا وغناءً.
على الحجار لا ينفصل أبدا عن الواقع فى أغانيه وألبوماته وأيضا مواقفه، صوته سجل كثير من الروائع الخالدة والهامة التى كتبها مبدعون مثل صلاح جاهين، عبد الرحمن الأبنودى، سيد حجاب، وفيها كان صوته يعلو مؤرخا عن حقبة تاريخية هامة فى حياة البلد السياسية .. حاليا يستعد الفنان الكبير لطرح ألبومه الغنائى الجديد بعنوان "ما تاخدى بالك" يوم السبت المقبل 11 نوفمبر، وإحياء ثلاث حفلات غنائية ضمن خريطة ليالى مهرجان الموسيقى العربية فى دورته الـ26 المقامة فعالياتها حاليا، إذ يحيى المطرب حفلاته فى الـ3 أوبرات "القاهرة وإسكندرية ودمنهور"، وبشكل دائم ترفع حفلاته لافتة "كامل العدد".
ويبدأ الحجار حديثه مع "اليوم السابع"، عن ألبومه الجديد، يقول إنه قرر طرحه يوم السبت المقبل، وذلك بالتزامن مع 4 حفلات غنائية يحييها عقب طرح الألبوم مباشرة، منها 3 فى مهرجان الموسيقى العربية وواحدة فى ساقية الصاوى، وأكد أنه يتغنى بأغانى الألبوم فى جميع الحفلات، ونوه إلى أن ألبوم "ما تاخدى بالك" لا يتشابه أبدا مع ألبوماته السابقة لا فى الكلمات ولا فى الألحان ولا حتى فى التوزيع، وقال: "الألبوم يضم 14 أغنية، ومن الممكن أن أؤجل منه أغنيتين ليكون إجمالى أغانيه 12 أغنية فقط"، ويضيف: "تعاونت فى الألبوم مع عدد من الشباب وأيضا مع ملحنين من جنسيات مختلفة، واعتبره ألبوم مختلف بمعنى الكلمة، وحاليا أعمل بشكل متواصل ليل نهار على انتهاء جميع الإجراءات الإدارية المتمثلة فى تصريحات جهاز الرقابة على المصنفات النهائية، وكذلك وضع اللمسات النهائية للألبوم.
وحول المفاجآت التى يتضمنها "ما تاخدى بالك" يقول الفنان الكبير: "المفاجأة فى أغلب أغانى الألبوم، ومنها أنى أتعاون مع الموسيقار الكبير حلمى بكر، فى أغنية بعنوان فجأة تغيبى"، ويستكمل :"الأستاذ حلمى عمل لحن هايل، جديد ومختلف عن كل الألحان الموجودة"، لافتا إلى إن الموسيقار قامة فنية كبيرة، وصنع ألحانا مهمة لكبار نجوم الزمن الجميل منهم ليلى مراد، ومحمد رشدى، لافتا إلى أنه من ضمن مفاجآت الألبوم أغنية بعنوان "مين فينا مش محتاج" كلمات مصطفى جودة، وألحان منير الجزايرى، وتقول بعض كلماتها :"مين فينا مش محتاج حد يهون عليه،، وقت الشدة يلاقيه ويفهمه من عينيه"، وعن هذه الأغنية يقول :"أوجه تحية كبيرة للرائع منير الجزايرى، هذا الشخص الجميل جاء من الجزائر إلى مصر خصيصا، عندما أخبرته برغبتى فى غناء أغنيته ووضع لى ألحنها وغناها معى"، ويكمل :"الجزايرى قعد أسبوعين فى مصر على حسابه من أجل أن يتمم لى الأغنية بشكل ممتاز وقوى".
وأشار على الحجار، إلى أنه أصبح يقدم فى ساقية الصاوى حفلتين شهريا، بسبب الإقبال على حفلاته التى يحييها شهريا هناك، مؤكدا أنه من دوافع فرحه وسعادته، أنه يشاهد فئات عمرية مختلفة من الجمهور، وأغلبهم يحفظ أغانيه ويطالبه بغناء أغنيات كثيرة منها، حتى تترات المسلسلات يشدو بها فى الحفل بناء على طلب الجماهير.
وعن المواهب الشابة التى يقدمها بصفة مستمرة فى حفلاته يقول :"فى كل حفل أحرص على تقديم مواهب جديدة، حتى أصبح عندى 30 موهبة شباب وفتيات، وحاليا أجهز لهم مسرحية غنائية يقومون هم ببطولتها وأنا معهم، يكتبها الإعلامى والكاتب والروائى إبراهيم عيسى، وتتناول أحداثها حكايتى معهم، حيث تتحدث عن منتج فنان يبحث عن مواهب شابة عبر "الفيس بوك" بواسطة إعلان لمن لديه موهبة، ويتمنى اظهارها للنور، ويبدأ تجاوب الشباب مع الإعلان وذلك فى اطار اجتماعى غنائى"، ويضيف :"هذه المواهب لا أتقاضى منها مليما، عكس برامج اكتشاف المواهب الذين يحققون ربحا كبيرا من وراء المواهب"، يستكمل :"أنا أقدم لهم كل ما هو متاح فى وسعى، وأجهز لهم مسرحية تساهم فى اكتشاف نجوميتهم بشكل أكبر، وكذلك يتقاضون منها أجرا، إضافة لإقامة صالون فى منزلى شهريا لهم، يحضره مجموعة مميزة من المثقفين والأساتذة مثل حلمى بكر، وأحمد الحجار، وجمال بخيت، ويتناقشون معهم، ويتبادلون معهم الخبرات والثقافة ويعطونهم نصائح تفيدهم فى مشوارهم الفنى".
ويكشف الحجار عن سر العلاقة الطيبة التى تجمعه بالإعلامى والكاتب الكبير إبراهيم عيسى، قائلا: "إبراهيم لا يترك لى حفلة إلا ويحضرها، ونادرا ما يغيب عن حضور حفل من حفلاتى، ويعرف تاريخى، وهو استاذ كبير ومثقف وأتوقع النجاح للتجربة المسرحية التى تجمعنا، وللعلم إبراهيم عيسى سبق وكتب كتاب عنى أنا ومحمد منير، هو والكاتب الراحل عبد الله كمال، وحمل عنوان "الأغنية البديلة" وكشفا خلال الكتاب عن شكل المزيكا من عصر لعصر، وكيفية التغيير الذى تبنناه فى تلك الفترة سواء فى الكلمات أو الموسيقى والتوزيع، وشمل الكتاب أيضا جزء للفنان مدحت صالح.
وينتقل الفنان الكبير فى حديثه عن مهرجان الموسيقى العربية، وانتظامه فى الغناء ضمن حفلاته، رغم اعتذار بعض المطربين، قائلا :"مهرجان الموسيقى فخر لنا جميعا، ورسالتى أن أغنى، واعتبره مصدر التنفس الحقيقى للفنان العربى، ويعد من أهم المهرجانات لدينا فى مصر، ومازال يحمل بريقا، فى حين أن بعض المهرجانات الأخرى انزوى عنها البريق"، ويضيف :"ماذا يتبقى من الانسان بعد رحيله سوى ما نقدمه حاليا، وما بقى لنا من عبد الحليم حافظ ومحمد فوزى ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم، تاريخ مصر فى أغانيهم" ويعلّق :"هؤلاء هم الباقيات الصالحات"، ويستكمل :"أم كلثوم وعبد الحليم هم اللى عرفوا الناس بمصر، الفن مش لعبة، ولا استعراض، ده عنوان كبير لحضارة بلد".
وخلال حديثه يؤكد على الحجار أنه لا يتفاعل مع السوشيال ميديا ولا يتعاطى معها، يقول :"أنا ماليش فى الفيس بوك، ولا أعرف عمل "شير" لشغلى على الصفحة، لكن توجد صفحة لى على موقع التواصل الاجتماعى، يديرها مكتب خاص ويبلغونى بتفاصيلها".
ووجه على الحجار التحية لأصدقاء عمره محمد الحلو ومحمد منير ومدحت صالح، إذ بدأ الحديث عنهم من حيث مدحت صالح الذى شاركه مؤخرا الغناء فى حلقة برنامج "معكم" لمنى الشاذلى، يقول :"ردود الأفعال على الحلقة أسعدتنى بشكل كبير، وصراحة اتخضيت عندما سمعت مدحت يشيد بصوتى إلى جانب العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وقال "فيه حاجتين فى حياتى مابنسهمش عبد الحليم حافظ وعلى الحجار"، وعندما ذكر أيضا :"كنت أقف خارج المكان الذى يغنى فيه الحجار لسماع صوته، ووقتها كنت لا أمتلك سعر التذكرة"، هذا الحديث الطيب منه وضعنى فى موضع الخجل من نفسى، فالعندليب لا يقارن بأحد ولا يقف بجواره أحد، وما بينى وبين مدحت صالح كبير، وبيننا من الإنسانيات والمواقف ما يجعلنى أحبه كثيرا، إذ كان أول المعزين فى وفاة والدى الذى يعتبر أستاذه وأيضا ترك كل ارتباطاته يوم الأربعين وجاء للحضور، مدحت فنان وإنسان"، وأضاف على الحجار :"محمد الحلو وحش غناء، مغنواتى جامد بمعنى الكلمة، ورحلتنا طويلة بدأت من سن 19 عاما، ولازلنا أعز أصدقاء، وكذلك محمد منير أحبه ويحبنى أحترمه ويحترمنى، أقدره ويقدرنى، منير حدوتة كبيرة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة