خلال وجود "اليوم السابع" فى الشارقة لتغطية فعاليات معرض الشارقة الدولى للكتاب، لاحظنا وجود زحام شديد على شخصية، حيث يلتقط معجبوه الصور معه، وهو بكل تواضع يقف بجانبهم ويحاورهم، فهو فنان مسرحى ومخرج إماراتى، يشغل منصب مدير المراكز الثقافية فى وزارة الإعلام والثقافة فى الإمارات، وله العديد من الأعمال التى حققت نحاجا كبيرًا، منها "واقدساه، المهرجون، الخوف، الطوفة، حكاية لم ترويها شهرزاد، وخيانة وطن" وغيرها الكثير، هو الفنان حبيب غلوم.
اقتربنا لمصافحته وقال، مبتسما، أهلا بجريدتكم فى الإمارات لتغطية الحدث الكبير معرض الشارقة للكتاب، وخلال حواره معنا كشف عن دور المسرح الحقيقى داخل المجتمعات وأسرار العمل السينائى بين مصر والإمارات، وإلى نص الحوار..
ما دور المسرح الحقيقى داخل المجتمعات؟
المأمول أن يكون دور المسرح هو تنمية الوعى لدى المجتمعات، وهذا ما نتمناه، وهو ما درسناه فى المعاهد، حيث درست فى معهد الكويت، ومعهد الفنون المسرحية بمصر، كما قمت بإعداد دراسة الماجستير فى المسرح بالقاهرة، كما حصلت على الدكتوراه من جامعة بريطانيا، فكل ما درسناه وقرأناه هو أن المفروض أن يكون المسرح محملا برسالة سامية موجهة للمجتمع والناس.
هل ترى أن المسرح لم يحقق دوره فى الوقت الحالى؟
نعم، فالمأمول من دور المسرح مفقود، لسبب لا أعلمه، لكن أكيد يوجد من يحاول، لكن شخص واحد لا يكفى، يجب أن تكون الأرضية صحيحة، فالناس تبحث عن شكل جديد، وطموحنا أن يقدم المسرح بالشكل الذى نريده، وهذا هو الأساس، والشىء المفقود فى المسرح العربى أنه يعمل بدون تقنيات، فاليوم تذهب للسينما وتشاهد أعمالا على مستوى عالٍ من التقنيات المتميزة، وبأحدث الأجهزة، وهذا الأمر من السهل تطبيقه فى المسرح، لكن نحن لا نعمل، وليس لدينا القدرة على عمل هذا، وهذا يرجع لضعف التمويل، وعدم الاهتمام بالمسرح، وطالما أن أى حكومة فى أى مكان لا تضع الثقافة والفنون والآداب ضمن أولوياتها أسوة بالتربية والتعليم والصحة والاقتصاد، لن تقوم للثقافة قائمة.
ما النتائج المترتبة على عدم تحقيق أهداف المسرح؟
بالطبع ستكون هناك نتائج سلبية، فعندما تمنع الفنون فى المدارس من دراسة الموسيقى والمسرح والرسم، وكل شىء يقول تنظيم داعش الإرهابى حرام، تعطى فرصة للمنتمى لداعش أو الإخوان أن يضع أفكارا أخرى فى أذهان الطلبة والنشء، وعندما تمنع حكومتهم هذا فى المدارس يظن أنه حرام حقًا، وبالتالى يقتنع بالفكر الإرهابى والمتشدد، فالتنظيمات الإرهابية تجند الشباب بمنعهم لدراسة الفنون ويجعلونهم يدرسون كيف يصنعون سلاحًا لاستخدامهم فى أغراض تضر البلد فيما بعد، فمنع الثقافة بشكل عام والمسرح والموسيقى عن الطالب والطفل ستغيب عنده الذائقة الفنية التى تطرد الأشياء السيئة ويستطيع أن يميز بين الجمال والقبح، فكان فى زمن مضى تدرس الفنون وكنا نحول القصص الدينية إلى مسرح، حيث كان هناك اهتمام، لكن بعد ذلك قالوا إن المنهج مزدحم وثقيل على الطالب، فكيف ندرس أشياء تبعدهم عن الدراسة؟، ونحن تقبلنا الأمر بنوايا حسنة، ولكن كان الأمر توجه أخوانى أكثر منه وطنى.
هناك من يطالب بتعميم المسرحيات الناحجة داخل المدارس تعليقك؟
من المفروض أن تطوف العروض الناجحة والهادفة المدارس، ونحن فى دولة الإمارات المتحدة نحاول أن ننفذ ذلك، من الخلال مسرح الطفل برئاستى منذ 12عاما، فنقوم بمخاطبة المدارس بالعروض التى يمكن عرضها، وبالفعل ننفذ البرنامج خلال إجازة نصف العام، وهناك إقبال كبير على المسرحيات، وهذا سيعود بأثر كبير داخل المجتمع.
عندما قررت تنفيذ العمل الدرامى خيانة وطن كنت متوقعًا ما أثرته من ضجة؟
خيانة وطن شرفت بأن أكون أنا المنتج، وأيضًا ممثلا بهذا العمل، وكل من جسد الأدوار يدرك عمق العمل، وفنحن ننادى كفنانين أن نقول كلمة الحق فى بلدنا، وجاءت الفرصة بهذا العمل، ولهذا أحضرنا أفضل الممثلين من الوطن العربى ليقوموا بدورهم داخل مجتمعاتهم كما شاهدوها، حتى تصل الفكرة للمتلقى من وراء السطور، فهناك مشاهد يستوعب ما يقال وآخر يأخذ من وراء الكلام، واستطعنا أن نحقق نجاحًا كبيرًا.
من الفنانين المسرحيين المفضلين لديك كفنان ومتلقى؟
الفنان محمد صبحى، فهو لديه رسالة واضحة منذ البداية، أنا هنا لا أتلكم عنه كإنسان لكن أتحدث عن محمد صبحى الفنان، لديه توجه وقدرة على أنه يستطيع توصيل الرسالة بشكل كوميدى ظريف، ويستطيع أن يقدم أعمالا هادفة بقالب كوميدى، وهذه قدرة لا يستطيع أحد أن يقوم بها، فهو رجل ملتزم، اليوم يقدم برنامجا على إحدى الفضائيات يحقق رسالة معينة، وأتصور أم محمد صبحى علامة بارزة فى المسرح، ويجب أن نمشى على خطى ما يقدمه من أفكار وقضايا اجتماعية مهمة، بقالب كوميدى، فهو أستاذ، لديه القدرة على الاحتواء، وعلى المستوى العربى يوجد محمد صبحى ودريد لحام فى سوريا سواء اتفقنا أو اختلفنا معه فى الأمر السياسى، لكن كفنان أثر فى الناس، فالمسرح تأثير وإن لم ينجح الفنان على خشبة المسرح فى التأثير فى الناس، فلن يكون مسرح.
فى ختام الحديث أود أن نكشف تفاصيل التعاون السينمائى بين الإمارات ومصر؟
تم توقيع عقد عمل سينمائى مشترك بالفعل بين مصر والإمارات، يتحدث عن العلاقات بين البلدين فى إطار فيلم، يستعرض مدى التعاون الممتد منذ سنوات، وسيستمر، ويأتى الفيلم فى قالب كوميدى، حيث أقوم بتجسد دور شخص إماراتى يقوم بتربية نمر فى البيت، ويمرض هذا النمر، وأبحث عن معالج، فيقولون لى إن فى مصر طبيبا ومعنى ذلك أن مصر المعالج، وفى النهاية مهما ذهبنا وأتينا فمصر فى النهاية هى من علمتنا، فكان الشيخ زايد رحمه الله يقول "لن نستطيع أن ننسى أفضال مصر علينا"، وفى عهد الزعيم جمال عبد الناصر كانت مصر تأتى بالمهندسين والأطباء والمعلمين فى الإمارات ومصر هى التى تدفع رواتبهم وهذا تاريخ لن نستطيع أن ننكره، وهذا فضل، وأيضا الكويت، وهذا واقع، متابعا ففى الفيلم نبين التعاون بين مصر والإمارات.
ومن هم الفنانين المصريين الذين يشاركونك البطولة؟
على حسب ما سمعت سيشارك فى الفيلم الفنان حسن الرداد والفنانة إيمى سمير غانم، وهو فيلم رسوم متحركة، وسيتم التسويق من خلال الفيلم للمناطق السياحية فى البلدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة