الرئيس السيسى بالجزء الثانى لجلسة اختلاف الحضارات والثقافات: تطور وسائل الاتصال يقلل فرصة أى دولة للتأثير على عقول الشباب.. وأحذر من استخدام الدين كوسيلة لتدمير الأمم.. وشبكة طرق ستنقل أفريقيا لمستوى لا نحلم به

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن الله سبحانه وتعالى خلق الوجود كله بتنوع واختلاف شديد فى كل شئ، وهذا يعنى أن قدرة الحق فى خلقه أنه جعل اختلاف بين البشر، والكائنات، والجماد، من حيث التنوع والتعدد، قائلا: "الاختلاف سنة كونية، وعمر السنة الكونية ما تصطدم مع بعضها، سواء على مستوى البشر أو غيرهم".

وأوضح الرئيس السيسي فى كلمة بالجزء الثانى لجلسة "اختلاف الحضارات والثقافات - صدام أم تكامل"، أن الصدام يحدث حينما يكون هناك شكل من أشكال الاستعلاء فى التناول، لافتا إلى أن الاستعلاء يكون بالنظرية أو الجنسية أو الديانة أو المذهبية أو العرقية.

وأكد الرئيس أن حجم التطور فى وسائل الاتصال سيجعل فرصة أى دولة على التأثير من خلال برامج على عقول الشباب تتراجع، موضحًا أن الحراك والتواصل الذى يحدث بين العالم سيحقق نضج أخر إضافى سيكون له تأثير إيجابى على تراجع فكرة الصدام وزيادة فكرة التفاعل بين الناس.

وأضاف أن الصدام دائما يقف خلفه أهداف لدول معينة ترغب فى تحقيق مصالحها فتصطدم سياسيا وعسكريا، قائلا: "تقدر هذه الدول من خلال قدراتها على أن تجند البرامج والأدوات المختلفة طبقا لقدرتها.. والدولة الضعيفة غير القوية غير شديدة القوية".

وأكد السيسى أن التنوع والتعدد سمة من سمات الكون، مضيفاً: "الاستعلاء هو اللى خرج الشيطان من مكانة كبيرة كان فيها، بعد أن استعلى وتكبر على الآخرين ففقد مكانته، وبالتالى من يدعوا للصدام سيفقد مكانته، لأن الصدام أمر محتمل أما التفاعل بين الحضارات المختلفة أمر حتمى وضرورى".

وطالب الرئيس السيسى، الشباب بضرورة التفاعل والتسامح مع الآخرين، معقبًا: "اعتز بدينك وقوميتك وجنسيتك ولكن لا تتكبر بأى منهم ولا تتصادم مع الآخرين.. لا تتكبر وخليها على قد الاعتزاز.. وعندما يقبل بعضنا البعض فهذا لا يعنى الاعتراف".

وأوضح أن فكرة الاستعلاء بالدين تمثل مشكلة كبيرة وكانت سبباً للتطرف والإرهاب، مضيفاً: "الإنسان مسئولا عن نفسه فقط وليس الآخرين، والاعتزاز بالدين لا يعنى رفض ديانة الآخرين، وهنا اتحدث عن مصر والمنطقة العربية والإسلامية ولذا لا بد من احترام الآخرين حتى غير المؤمنين.. فهذا اختيارهم ونحن لسنا مسئولين عن ذلك.. بل سنحاسب عن اختيارنا فقط أمام الله.. لا تجعلوا الدين يستخدم كوسيلة لتدمير الأمم بالفهم والممارسة الخاطئة".

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن حجم التطور فى وسائل الاتصال سيجعل فرصة أى دولة فى التأثير من خلال برامج على عقول الشباب تتراجع، موضحا أن الحراك والتواصل الذى يحدث بين العالم سيحقق نضج آخر إضافى سيكون له تأثير إيجابى على تراجع فكرة الصدام وزيادة فكرة التفاعل بين الناس.

وأشاد الشاب أحمد شحاتة، من ذوى القدرات البصرية الخاصة، بالرئيس السيسى لاهتمامه بالشباب، والمؤتمرات الدورية للشباب والاستماع إليهم.

وطالب الشاب الذى يدرس بالأكاديمية العربية للعلوم التكنولوجيا والنقل البحرى، خلال فعاليات منتدى شباب العالم، بحضور الرئيس السيسى، وزارة الثقافة بعمل ندوات توعية لكيفية التعامل مع ذوى القدرات الخاصة، بحيث يكون الشعب لديه وعى للتعامل معهم وليس إحساسهم بالعجز، مختتما كلامه بقصيدة عن المعاقين.

ومن جانبه، لبى الرئيس السيسى طلب الشاب قائلا: "تحت أمرك وما تزعلشى، إن كان اعتذارى لكم مناسب أنا بعتذرلكم".

ورد الرئيس عبد الفتاح السيسى على شاب نيجيرى طالب بإقامة منتدى شباب العالم مرتين أو ثلاثة فى العام، قائلا: "من الصعب تنظيم هذا الحدث أكثر من مرة فى العام، ولكنه سيحرص على أن يستمر بشكل سنوى".

وتابع الرئيس عبد الفتاح السيسى، أننا فى أفريقيا لو تمكنا من صناعة شبكة طرق وسكة حديد جيدة بيننا سيتغير شكل أفريقيا، وسننتقل لمستوى لا نحلم به".

وفى ختام الجلسة، تجمع مجموعة من الشباب المشاركين بمنتدى شباب العالم حول الرئيس عبد الفتاح السيسى بعد انتهاء مشاركته بفعاليات جلسة "اختلاف الحضارات والثقافات - صدام أم تكامل"، مطالبين بالتقاط صورة تذكارية مع الرئيس فى المنتدى العالمى.

والتقط شباب المنتدى العالمى صور "سيلفى" مع الرئيس عبد الفتاح السيسى قبل مغادرة القاعة الرئيسية فى مدينة السلام بشرم الشيخ.