يعرف كل السكندريين تقريبًا الشيخ حاتم فريد، إمام مسجد القائد إبراهيم فى الفترة ما بين 2005 وحتى 2012، والذى كانت أعداد هائلة من المصلين تصلى خلفه فى الإسكندرية قد تصل إلى عشرات الآلاف، بل وتغلق طريق الكورنيش بالكامل، خاصة فى الليالى العشر الأخيرة من رمضان.
وكذلك يحتفظ غالب السكندريين بذكرى مريرة، وكيف أن هذا الشيخ الذى قدم نفسه لفترة طويلة على أنه "شيخ غير مسيس"، تحول تحولا كاملا بعد وصول جماعة الإخوان إلى الحكم، فصار الدعاء فى صلاة التراويح فى المسجد يوميا مؤدلجا وموجها بشكل كامل تجاه من أسماهم بـ "العلمانيين" و"المسيحيين" و"الليبراليين" وكل من ليس إخوان تقريبا، وهو التحول الذى دفع ثمنه باهظا بعد ثورة 30 يونيو، حيث أوقف عن العمل فى مسجد القائد إبراهيم.
سافر حاتم فريد إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليؤم مسجد هكنساك بولاية نيو جيرسى، والتابعة للمركز الإسلامى بمقاطعة "كاونتى"، وهو المركز الذى ربطت عدد من المواقع الأمريكية بينه وبين تنظيم الإخوان.
ومع أواخر أكتوبر الماضى دبت الخلافات بين إدارة المسجد وحاتم فريد، ووصلت ذروتها حين أبلغت إدارة المسجد عن الشيخ حاتم فريد بأنه "إرهابى" وطالبت السلطات الأمريكية بطرده من الولايات المتحدة؛ وذلك حسب ما قاله حاتم فريد على صفحته خلال الأيام القليلة الماضية.
وعلى صفحته على "فيس بوك" نشر حاتم فريد القصة فى أكثر من فيديو، وتعلق الأمر بالراتب وإعطائه غرفة معيشة صغيرة غير ملائمة، وهو ما دفعه للمطالبة بزيادة الراتب، وهو الأمر الذى قوبل بالرفض، فاحتد الصدام بين "الإمام" و"إدارة المنظمة" التى طالبته بالرحيل عن المسجد، وحين رفض أبلغت إدارة المسجد السلطات الأمريكية عنه بأنه إرهابى هارب؛ حسب قوله، واقتحمت الشرطة المسجد وقامت بإلقاء القبض عليه، قبل أن تفرج عنه لاحقا.
الغريب فى الأمر، أن حاتم فريد قلب ظهر المجن على المركز الإسلامى الإخوانى، فخطب خطبة جمعة فى مسجد مجاور لهم، واتهمهم عبر المنبر بأنهم يحاولون أدلجة خطابه، وجعله خطابا سياسيا، وهى الخطبة التى بثها على موقعه على الإنترنت.
المشهد المضحك، أن الشيخ حاتم فريد حمل العقد بينه وبين إدارة المسجد ورفعه من فوق المنبر، واتهمهم بمخالفة العقد المكتوب، وكذلك محاولة جعل خطب الجمعة خطب سياسية لصالح أطراف وجماعات، واستكمل: "أعطونى أقل راتب على مستوى أمريكا، وعقد موثق لمدة سنة لا يستطيع أحد أن يخرقه بالقانون، وسلكوا مسلك الباطل".
ولم تنته الحملة عبر خطبة الجمعة الأخيرة، فواصل حاتم فريد اتهاماته للقائمين على المركز الإسلامى من الإخوان متهما إياهم بأنهم يجمعون أموالا من المسلمين فى الولاية، ولا يعرف أحد إلى أين تذهب هذه الأموال، ساردا واقعة شراء نجفة للمسجد بقيمة سبعين ألف دولار!، مواصلا حديثه: "هذه المساجد تجمع آلاف الدولارت ولا تعلن للناس بشفافية أين تذهب هذه الأموال".
واختتم حاتم حديثه مهاجما جماعة الإخوان والائمة التابعين لها قائلا: " بعض الأئمة فى أمريكا يتعاملون معهم كموظفين ينبغى عليهم السمع والطاعة حتى لو خالف الشرع والدين، فالأهم عندهم إرضاء الجماعة وإشباع رغباتهم فمن سمع وأطاع يقرب، ومن خالف وعصى يبعد".
أما المركز الإسلامى والذى ربطته بعض مواقع أمريكية بجماعة الإخوان، فقد اكتفى بنفى اتهامات الشيخ حاتم فريد على موقعه، وقال إنه يرفض التجريح لأى شخص.
حاتم فريد يحكى ما دار له فى المسجد
حاتم فريد يستكمل ما دار له
حاتم فريد يفضح إدارة المسجد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة