فى مواجهة جديدة لرعاة الإرهاب الإقليميين ـ قطر وتركيا ـ لفضح الدور المشبوه الذى تقوم به نظامى تميم بن حمد ورجب طيب أردوغان، شن السفير السورى لدى أسبانيا ميلاد عطية هجوماً حاداً ضد القوى الدولية الداعمة لكلاً من الدوحة وأنقرة محذراً من أن عدم التصدى لدورهما فى دعم وتمويل الإرهاب لن يجلب إلا الدمار والخراب على الشرق الأوسط والدول الأوروبية كافة.
وفى حوار مع صحيفة "الموندو أوبريرو" الإسبانية، قال عطية إن قطر وتركيا يدعمان الجماعات الإرهابية، محملهما مسئولية انتشار الفوضى فى بلاه بتعليمات من الإدارة الأمريكية السابقة عام 2011.
تميم بن حمد ورجب طيب أردوغان
وأضاف السفير السورى فى حواره: "هناك إرهابيين من 86 جنسية مختلفة تم تجنيدهم من قبل استخبارات القوى الدولية أمريكا وحلفائها، وتم تدريبهم فى معسكرات بتركيا، ثم عبروا الحدود المشتركة مع سوريا، والتى تبلغ 800 كم، مؤكداً أن تركيا تتحمل مسئولية ما تمت اراقته من دماء داخل سوريا على مدار ما يزيد على 6 أعوام من الصراع.
وردا على سؤال حول أهم التغييرات التى تمت فى سوريا وشعبها منذ بداية الحرب، قال عطية " أولا وقبل أى شئ ، لابد من أيضاح أمرا أن الحرب تمت تحت ذريعة الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها من قطر وتركيا، والربيع العربى تحول إلى الشتاء العربى الذى أدى إلى دمار وخسائر هائلة فى الأرواح وتدمير البنية التحتية، ففى البداية كانت هناك مظاهرات من السكان بالفعل الذين يطالبون بإصلاحات فى مجالات مختلفة ، منه ا الإقتصادية والسياسية والاجتماعية، واستجابت الحكومة لتلك المطالب واتخذت مجموعة من التدابير لتلبيتها ولكن سرعان ما تصاعد الأمر بشكل كبير".
الرئيس السورى بشار الأسد
وأضاف: "تركيا وقطر يقفان وراء الجماعات التى تحرض على الفوضى فى سوريا، وتصرفوا بناء على تعليمات من الولايات المتحدة الأمريكية"، مضيفا: "لا يريدان السلام والاستقرار فى المنطقة، وهذا يبدو جليا من خلال تحركاتهم عبر الـ30 أو الـ40 عاما الماضية".
وأضاف عطية أن إنشاء تنظيم داعش فى العراق عام 2006 كان تحت إشراف أمريكى، مؤكدا أن عدد من المسئولين الأمريكيين، مثل هيلارى كلينتون اعترفوا فى عدد من المناسبات أن الهدف من داعش فى العراق وسوريا هو زعزعة استقرار المنطقة وحكوماتهم، مضيفا أن هدف هؤلاء الإرهابيين منذ البداية كان تدمير البنية التحتية، التى تعد محرك الاقتصاد لأى دولة، لتحويل سوريا إلى دولة فاشلة، كما فعلوا فى العراق وليبيا والصومال وغيرها.
هيلارى كلينتون
وأكد عطية: "نحن قرب نهاية الحرب الإرهابية المفروضة على سوريا، نحن بالتأكيد قريبيين للغاية، وبالفعل فإن الشعب السورى أصبح يرى المستقبل بتفاؤل، ولكن لابد من يتوقف دعم القوى الأجنبية عن تلك الجماعات الإرهابية التى تعمل فى سوريا، وأيضا لابد من أن تغلق تركيا حدودها وتترك سوريا بسلام، ففى حال حدوث ذلك فإن الحرب ستتوقف نهائيا.
وردا على سؤال إعادة إعمار سوريا وعودة المواطنين اللاجئين فى أوروبا، قال عطية "حاولت الحكومة بلا كلل إعادة البناء، لتخفيف الأضرار التى تسببها هذه الجماعات فى جميع الهياكل الأساسية للبلد، وليس من أجل أى شئ آخر، إنما بسبب التزامها، والحقيقة فإنه منذ البداية هناك جهود ليس فقط لمحاربة هذه الجماعات الإرهابية عسكريا، ولكن أيضا لإعادة البناء، ومنذ تغير الوضع فقد أطلقت الحكومة خطة كبيرة لإعادة بناء البلاد.
وأضاف حول إعادة إعمار سوريا: "ما تحاول الحكومة الآن هو إعادة بناء جميع القطاعات فى الوقت نفسه، حيث أن الحرب فى سوريا دمرت 3500 مدرسة ، ولذلك فإن قطاع التعليم والصحة، من أهم القطاعات التى تركز عليها الحكومة.
وحول مؤتمر أستانا، قال عطية إن "المطلوب فى مؤتمر أستانا هو معالجة المسائل العملية والملموسة، وخاصة فيما يجرى القيام به وهو التخفيف من حدة التصعيد، والحد من العنف ومن النشاط العسكرى الذى يساعد أيضا على تعزيز عمليات المصالحة الوطنية التى أطلقتها الحكومة السورية فى وقت مبكر من الأزمة، كما أن المؤتمر سيقوم بترسيخ المساهمة فى توطيد عمليات المصالحة الوطنية التى أطلقتها الحكومة بالفعل والتى هى فى مصلحة سوريا نفسها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة