أكد العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس فى هذه المرحلة سيكون له تداعيات فى الساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية، وأن ذلك يشكل مخاطر على حل الدولتين وسيكون ذريعة يستغلها الإرهابيون لتكريس حالة الغضب والإحباط واليأس التى تشكل بيئة خصبة لنشر أفكارهم.
جاء ذلك خلال لقاءات الملك عبدالله الثاني، فى الكونجرس الأمريكى بواشنطن، الأربعاء، والتى شملت رئيس مجلس النواب بول ريان، ورؤساء وأعضاء اللجنة الفرعية لمخصصات وزارة الخارجية والعمليات الخارجية والبرامج ذات الصلة، ولجنة الشؤون الخارجية فى مجلس النواب، وكذلك لجنتى العلاقات الخارجية والخدمات العسكرية فى مجلس الشيوخ.
وذكر بيان صادر اليوم عن الديوان الملكى الهاشمي، أن العاهل الأردنى أكد أهمية منح عملية السلام فرصة للنجاح، مشيرا إلى أن نقل السفارة لابد أن يأتى ضمن إطار حل شمولى يحقق اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، والتى تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
وفيما يتعلق بجهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أكد الملك عبدالله الثانى أنه لا يوجد بديل عن حل الدولتين الذى يضمن تحقيق العدالة والحرية والاستقرار، مشددا على أهمية عدم اتخاذ إجراءات تقوض ما تبذله الإدارة الأمريكية من جهد مشكور لاستئناف العملية السلمية.
وبحسب البيان، ركزت اللقاءات على سبل توسيع آفاق الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية، وتطورات الأوضاع فى الشرق الأوسط، وفى مقدمتها جهود تحريك عملية السلام.
كما تم خلال اللقاءات بحث أوجه التعاون الاقتصادى الأردنى الأمريكي، وتجديد مذكرة التفاهم بين البلدين، والتى ستحدد حجم الدعم خلال الأعوام القادمة فى المجالين الاقتصادى والعسكري.
وجرى خلال اللقاءات استعراض مواقف الأردن تجاه عدد من قضايا وأزمات المنطقة، والجهود التى تبذلها المملكة بالتعاون مع الأطراف الفاعلة إقليميا ودوليا لإيجاد حلول سياسية لها.
وفيما يتصل بالأزمة السورية، أكد الملك عبدالله الثانى ضرورة تكثيف جهود التوصل إلى حل سياسى لهذه الأزمة، لافتا إلى الاتفاق الثلاثى بين الأردن والولايات المتحدة وروسيا لوقف إطلاق النار وتأسيس منطقة لخفض التصعيد فى جنوب سوريا، والذى يمكن أن يساهم فى المسار السياسي.
ومن جانبه أعرب وزيران إسرائيليان الخميس، عن أملهما فى أن يقوم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بوضع حد لما وصفاه بــ "وضع سخيف" عبر نقله للسفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، تلبية لوعد قطعه أثناء حملته الانتخابية.
واحتلت اسرائيل القدس الشرقية فى عام 1967، وأعلنتها عاصمتها الأبدية والموحدة، فى خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولى وضمنه الولايات المتحدة.
ويعتبر المجتمع الدولى القدس الشرقية مدينة محتلة.
وأقرّ الكونجرس الأمريكى فى عام 1995 قانونا ينص على "وجوب الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل"، وجاء فى القرار "منذ عام 1950، كانت مدينة القدس عاصمة دولة اسرائيل". ويطالب بنقل السفارة.
ومع أن القرار ملزم، ولكنه يحتوى على بند يسمح للرؤساء بتأجيل نقل السفارة لستة أشهر لحماية "مصالح الأمن القومى".
ومنذ ذلك الحين، قام الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون بصورة منتظمة، بتوقيع أمر تأجيل السفارة مرتين سنويا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة