يرتبط مشهد الاحتفال باستقبال المولود الجديد دائمًا بلمة الأهل والأصحاب لتهنئة والدى الطفل وسط التمنيات بأن يحظى بحياة هانئة وطويلة، سواء قررت الأسرة الاحتفال به بإقامة حفل "سبوع" أو "عقيقة" إلا أن المشهد فى الاحتفال باستقبال المهندس "محمد عبدالكريم" لمولودته الجديدة كان مختلفًا، فقد اجتمع العشرات للاحتفال بمولودته فى جو تسوده الفرحة ولكن ليس فى مصر وإنما فى إحدى قرى "جمهورية مالاوى" حيث فضل أن يذبح العقيقة فى تلك الدولة الأفريقية وإطعام أهلها الأشد عوزًا وحاجة للمساعدة.
مشهد من عقيقة ابنة محمد عبدالكريم
وبدلاً من أن يشهد "محمد" الذبح وحوله الأهل والأصدقاء اجتمع العشرات حول الذبيحة وردد أحد الحضور دعاء ذبح العقيقة "هذا الخروف عقيقة عن الابنة فيروز محمد عبدالكريم أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعل دمائها فداءً لها من كل مكروه"، وتم ذبح الخروف وإرسال الفيديو عن طريق "الواتساب" إلى الأب ليحتفل مع أسرته باستقبال مولودته بفكرة إنسانية غير تقليدية عن طريق جمعية تنموية إغاثية عالمية لها أنشطة خيرية فى المناطق المعدمة فى أفريقيا.
ويقول "أيمن طه" صديق الأب صاحب العقيقة وأحد المتطوعين فى الجمعية: نفذنا الفكرة عن طريق جمعية تنموية إغاثية عالمية بها أعضاء من الكويت والإمارات والسعودية ومصر، وتقوم الجمعية بأنشطة متنوعة لدعم الأماكن الفقيرة فى أفريقيا إلى جانب الدعوة للإسلام، فيقيموا لهم مساجد ويحفروا لهم آبار ماء وينشئوا مستوصفات طبية، ويذبحوا الذبائح إما كعقيقة أو صدقة.
يضيف "أيمن" المهندس الزراعى بشركة فى القاهرة: الناس فى قرى مالاوى فقراء جدًا لدرجة أن طعامهم الأساسى عبارة عن عجين من دقيق وماء عليه سكر أو ملح، الفقراء يأكلونه مرة واحدة يوميًا والأغنياء بينهم يأكلون مرتين فى اليوم، ويذوقوا اللحم مرة أو اثنتين كل عام، لدرجة أن جلد الذبائح يجففوه ويطحنوه ويأكلوه.
فكرة العقيقة فى مالاوى جربها "أيمن" قبل عامين ويقول: عقيقة طفلتى فاطمة وفريدة كانت فى مالاوى بالطريقة نفسها، تواصلت مع "إبراهيم" صديقنا المصرى الذى يعمل فى الجمعية وهو مسؤول عن فصول تعليم اللغة العربية لأهالى قرى مالاوى، وهو أيضًا مسؤول عن الذبائح للعقيقة أو الصدقات، وذبح العقيقة يتم من خلال إرسال ثمن الخروف أو النعجة إلى الجمعية مع اسم صاحبها وذبحها لأهالى إحدى القرى مع توثيق الذبح بالفيديو ليطمئن صاحب العقيقة ثم يرسل "إبراهيم" الفيديو عبر "واتساب" لصاحب العقيقة.
مشهد من عقيقة ابنة أيمن طه
فضلاً عن الجانب الإنسانى لهذه الفكرة يرى "أيمن" أن لها مزايا اقتصادية أيضًا "الذبائح هناك سعرها أقل من هنا، فلكى تقيم عقيقة فى مصر قد تتكلف نحو 4 أو 5 آلاف جنيه أما فى مالاوى فإن الخروف يكلف من ألف إلى 1500 جنيه حسب حجمه والنعجة من 700 إلى 800 جنيه، فضلاً عن أن الناس هناك فقراء جدًا ويحتاجون بشدة للمساعدة".
أما عن استقبال عائلته لفكرة إقامة عقيقة الأطفال فى مالاوى يقول "أيمن": "رحبوا جدًا وفرحوا خاصة لما عرفوا إن الناس دى حالتها معدمة جدًا، لأن الإنسانية قبل أى شىء".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة