"البحيرة فيها شماش"، هكذا تعالت فرحات الصيادين في بحيرة المنزلة، بعد أن تمكنوا من الصيد في أولى المناطق التي وصلتها يد التطيهر، ببحيرة المنزلة، بمحافظة الدقهلية.
"الشماش" هو سمك البياض، الذى كان قد اختفى فى البحيرة منذ سنوات، بسبب الصرف الصحى، والإهمال الجسيم الذى أدى لنمو البوص وورد النيل، مما عطل أرزاق آلاف الصيادين.
عمليات تطهير البحيرة
مدينة المطرية والجمالية، والكردي، بمحافظة الدقهلية، من أكبر المدن داخل المحافظة، من حيث المساحة، وعدد السكان، ويعيش 90% من سكان هذه المناطق، على العمل في بحيرة المنزلة، حيث يعملون كصياديين بالبحيرة، والتي كانت ومازالت تعاني من العديد من المشكلات الصحية والاقتصادية والاجتماعية، يأتي في مقدمة تلك المشكلات، تدهور الصيد الحر، والذي أضر بالسكان الذين يعملون كصيادين، وأضر بالسكان الآخرين الذين يعملون في الصناعات المساعدة للصيد، مثل صناعة المراكب والسفن، والشباك، فمدينة المطرية، تعد من المدن الأكثر فقرا بمحافظة الدقهلية، ويسكنها ما يزيد عن 750ألف نسمة، معظمهم يعملون في الصيد ببحيرة المنزلة، المهنة التي بدأت في الاندثار بسبب سوء الأحوال في بحيرة المنزلة.
إزالة مدن داخل البحيرة
دار العديد من الإجتماعات وخرجت العشرات من التصريحات، والتي تبشر بتحسين وضع بحيرة المنزلة، ولم تتخذ فيها أي خطوات، حتى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي أعطى أوامره المباشرة، ببدء تطهيرها والنهوض بها، لما تتمع به البحيرة، من خيرات، من شأنها الإصلاح الاقتصادي، وتقليل حاجة مصر من استيراد الأسماك، فالبحيرة تعتبر أكبر البحيرات في مصر، يحدها 4 محافظات هي الدقهلية، ومحافظة بورسعيد، ومحافظة دمياط، ومحافظة الشرقية، وتتصل البحيرة بقناة السويس من خلال بوغاز يقع في بورسعيد، ويصلها بالبحر الأبيض المتوسط بوغاز آخر يسمى الجميل، وتعد من البحيرات التي يتوفر لها العمل طول العام، لاعتدال المناخ معظم أيام السنة، وتنتج ما يقرب من 48% من حاجة مصر للأسماك.
الحفر لبناء السور
البحيرة من أكبر مشكلاتها وأهمها إغلاق البواغيز، بعد انسدادها بفعل الملوثات ببحر البقر، والذي يعتمد على الصرف الصناعي والصحي والزراعي، مما يجعل المياه خطرة للغاية، وبها العديد من الملوثات التي تؤثر على الأسماك، مما يؤثر بالسلب على صحة الإنسان، وصحة جميع العاملين في مهنة الصيد.
ويعاني العديد من الصيادين ببحيرة المنزلة، من الإصابة بمرض فيروس C ، والعديد من الأمراض الجلدية الأخرى، بسبب تلوث المياه بجميع الملوثات السائلة، من خلال بحر البقر الذي يصب في بحيرة المنزلة، دون أن يكون هناك تطهير لتلك المياه أو معالجة من خلال خلطها بمياه مالحة آتية من البحر الأبيض المتوسط، من خلال البواغيز.
أعمال إقامة السور
قال محافظ الدقهلية،الدكتور أحمد الشعراوي، محافظ الدقهلية، فى تصريح خاص لـ "اليوم السابع"، إنه سيتم فتح البواغيز، وعمل قنوات فى مناطق الجزر والتعديات بالبحيرة، وستدخل مياه البحر لكل مكان فى البحيرة، للقضاء على التلوث، وسيتم إنشاء محطات معالجة ثلاثية على تلك المصارف، التي تصب في البحيرة، و5 ملايين متر مكعب ستنزل على سيناء، وسيدخل البحيرة 2 مليون متر فقط، وسنستعيض عن نقص المياه بمياه مالحة من البحر.
وأكد أن الدقهلية خطت خطوات سريعة وواسعة، نحو النهوض بالبحيرة وتطهيرها وإزالة التعديات بها، والعمل مستمر على مراحل داخل البحيرة ، بسبب تكلفة عمليات الإصلاح التى تبلغ مليارات، وتستطيع الدولة، توفير النفقات، وسد العجز، وإعادة روح العمل للبحيرة، ومد مصر بالثروة السمكية، واستزراع بعض الأسماك وفتح أسواق جديدة للصيادين داخل البحيرة، وذلك في القريب العاجل.
مناطق تعديات يتم إزالتها
ويضيف المحافظ، سيتم عمل كورنيش سياحي، حول شاطئ البحيرة، وعمل بوابات خلاله، واستخراج تصاريح للصيادين، ولن ينزل صياد للبحيرة، إلا من خلال البوابات، بحيث إذا وقع أي حادث داخل البحيرة، يكون معلوم أن الصياد الفلاني والفلاني كانوا في البحيرة في التوقيت المعين يبدأ من الساعة كذا وينتهي في الساعة كذا، وسيتم عمل طريق يصل لبورسعيد، والنهوض بطريق المنصورة المطرية، لإنشاء بورصة سمكية، وعدم تحكم التجار في أسعار السمك، أو فرض السطوة على صغار الصيادين، ومنهم من الصيد أو البيع، أو بيع السمك بأسعار محددة.
وفي هذا الصدد، قامت محافظة الدقهلية، بالتعاون مع كافة الجهات وعلى رأسها القوات المسلحة، بعمليات تطهير، واسعة، لم تصل حتى الآن للبحيرة بالكامل، ولكن قطعت شوطا طويلا منها، مثل تطهير منطقة "دشدي" وهي منطقة كبرى داخل البحيرة،كان بها العديد من التعديات، والمخالفات، جهود التطهير الأخيرة التي قامت بها المحافظة قضت عليها تماما، وأصبحت فرصة للصيادين، لحل المشكلات القديمة، بينما هناك العديد من المناطق الأخرى، ظلت كما هي، لم تصلها يد التطهير بعد.
إنتشار ورد النيل داخل البحيرة
ويقول إبراهيم أبو شامة أحد عمداء الصيد الحر، إن جميع الصيادين سادتهم حالة من الفرح، ببحيرة المنزلة، بعد أن رأوا منطقة "دشدي" وقد أتيح لهم الصيد الحر فيها، ولأول مرة بنطاق محافظة الدقهلية، منذ سنوات طوال، يتمكن الصيادون من الصيد في تلك المنطقة، بسبب انتشار التعديات بها سابقا، ولأول مرة يتم السماح لصغار الصيادين بالصيد فيها، والنزول للبحر، بعد انتشار التعديات عليها من قبل الخارجين عن القانون، وانتشار ورد النيل والبوص بكثرة، بسبب الإهمال، ومياه الصرف، والذي كان يعيق الحركة.
ويضيف "أبو شامة"، إن منطقة دشدي، بمجرد أن تم تطهيرها، وبدأ الصيد فيها، تفاجأ الصيادون بظهور سمك الشماش "البياض"، والذي انقرض منذ سنوات في بحيرة المنزلة، بسبب غرق البحيرة، بمياه الصرف، والإهمال الجسيم الذي كانت تعاني منه.
إزالة ردم المخالفين للبحيرة
ولم تكن الأزمات البيئية، هي أزمة الصيادين الوحيدة في بحيرة المنزلة، فهناك العديد من المشكلات الأمنية مازال يواجهها الصيادون، حيث تنتشر عصابات التعديات على بحيرة المنزلة، إذ ردموا مساحات كبيرة جدا من البحيرة داخل المياه، وبناء مساكن عليها، وأحواش سمكية، محظور الصيد فيها على جميع الصيادين مما يؤدي إلى تقلص مساحة بحيرة المنزلة، وتعيين تلك العصابات مسلحة حراسا على مناطق التعديات، ومساحات الأحواش السمكية،ويطلقون النيران على كافة الصيادين الذين يحاولون الاقتراب من البحيرة.
كومات من الطين كانت مستخدمة فى إقامة مخالفات
وأكد اللواء أيمن الملاح مدير أمن الدقهلية، في تصريح لـ "اليوم السابع"، إن شرطة المسطحات، مدعومة بكافة الإدرات بمديرية أمن الدقهلية، قد بدأت بالفعل بالحرب ضد الإجرام والخارجين عن القانون في كل مكان، لا سيما بحيرة المنزلة، وأن العديد من الحملات الأمنية، والتي ما زالت مستمرة على البحيرة، أتت ثمارها، ويوميا يتم القضاء على الأحواش، والمخالفات، والقبض على الخارجين عن القانون، واللانشات ذات المواتير، ولن يهدأ لرجال الأمن بال، حتى يتم تطهير البحيرة أمنيا، بشكل كامل، والقبض على كافة الخارجين عن القانون، وإزالة كافة التعديات.
عمليات تكريك البحيرة
وفي هذا الإطار شدد محافظ الدقهلية، أنه لن يكون هناك تقنين أوضاع داخل البحيرة أبدا، وقال لن أكافئ أحدا أبدا على تعديه على بحيرة المنزلة، وسوف تزال التعديات بكل أشكالها، ووضع البحيرة فى محافظة الدقهلية سيكون أفضل من وضعها فى بورسعيد ودمياط، ومع التطهير سيكون هناك تنمية كبيرة جدا، وسيكون هناك فرض سطوة أمنية، وتعميق وتكريك البحيرة، والطين المستخرج من البحيرة، سيذهب لمنطقة الأثاث فى دمياط لأنها بحاجة إليه.
جزر مخالفة وتعديات داخل المنزلة
يقول خالد طه، صياد ببحيرة المنزلة، الوضع تحسن في مناطق مناطق، ومحافظ الدقهلية زار بعض المناطق المحسنة، في البحيرة، وهي مناطق سهل العمل بها، رفع ورد النيل فقط، أما المناطق التي فيها عمل جاد لايوجد فيها أي تقدم، منطقة لجان مثلا منطقة مليئة بالتعديات، ولم يقترب منها أحد، والنجايلة أسوأ مناطق بحيرة المنزلة، تمت إزالة التعديات فيها، وبنائها من جديد بشكل أبشع وأسوأ من الأول، ولابد من أن يتم العمل فيها بشكل سريع.
الخارجون عن القانون
ويضيف "طه"، إن الثمار الحقيقة لن تنبت إلا بعد التطهير الكامل، ونحن كصيادين، نطالب باستمرار العمليات الأمنية داخل البحيرة، وتطهير البحيرة من المتعدين، ومن الخارجين عن القانون، وتأمين الصيادين بشكل كامل، وإزالة كافة الأحواش، والمناطق المتعدى عليها من قبل المجرمين، الذين جعلوا من بحيرة المنزلة، مخبأ فقطعوا أرزاق الصيادين، وأطلقوا عليهم النيران، واستخدموا اللانشات ذات المواتير السريعة للهرب، والاختباء داخل المدن المخالفة التي أقاموها في البحيرة، نريد حلا جذريا وسريعا، وأن يكون ما حدث في منطقة دشدي دافعا لإكمال العمل، لا للجلوس في المكاتب والغناء باسم دشدي، البحيرة فيها عشرات المناطق أكبر من دشدي وأوسع وأهم منها، ولابد أن يلتفت إليها المسؤلون.
لانشات عملاقة تساهم في التطهير
ويقول أحمد الفقي، أحمد عمداء الصيد الحر، فرحنا جدا، لما رأينا قطاع بورسعيد ودمياط، بدأ تطهيره، وذلك بعد أن تم إسناده إلى الجيش، وأحزننا كثيرا، أن قطاع الدقهلية، تم إسناده إلى الثروة السمكي، نريد إسناد قطاع الدقهلية، للقوات المسلحة، لسرعة النهوض بالبحيرة، أي نعم تم التطهير بالكامل، في منطقة دشدي، ولكن هذا ليس جهد الثروة السمكية، إنما جهد المحافظة، وتشديد الرقابة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومحافظ الدقهلية، لابد أن يزور البحيرة بنفسه، وينزل للبحيرة في المناطق الأخرى، بصحبة الصيادين الغلابة، الذين يعرفون كل صغيرة وكبيرة في البحيرة.
عمليات التطهير في البحيرة
الصياد أحمد الفقي
الصيد داخل البحيرة
صياد يشير لمناطق تعديات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة