"مصر ولاده".. هذا أقل ما يمكن أن نصف به مجموعة من الشباب العشرينى الناجح الطموح، الذى يستهدف الارتقاء بالاقتصاد المصرى والدفع ببلاده لتقف صادمة بين صفوف الدول المتقدمة، هدفهم الأول ليست الشهرة.. بل الإعلاء من اسم الوطن عاليا ليرفرف علمه الشامخ دائما يتوسطه النسر الجارح لينقض على أى إحباط، قد يمكن له أن يتخيل قدرته على أن يحوم حول الدولة المصرية ليجرها إلى الأسفل لينكسها فى التراب.
جانب من أعضاء الفريق
دئما ما نحلم بصناعة السيارات المصرية الخالصة أو حتى نضع "بِذرة" تلك الصناعة كى تنمو وتكبر مع الرعاية والتطوير الفكرى المستمر، وهذا ما فكر به فريق "Baja Helwan" أو "باها حلوان"، التى تضم 19 فردا من الشباب الذى لم تتجاوز أعمارهم مرحلة العشرينات، شباب لم يكتفى فقط بإنجاز مشروع تخرجه ليحصل على درجات عالية بكلية الهندسة التابعة لجامعة حلوان، بل فكر فى نطاق أبعد من ذلك ليصل إلى دعم الصناعة الوطنية بالسيارات المصرية الخالصة.
المخترعون يعكفون على تصميم السيارة
فكرة شباب "باها حلوان" تستهدف صناعة سيارة مصرية تسير على الطرق الوعرة، أو تستخدم فى مجالات أخرى كالإنقاذ السريع بين الجبال والصحارى أو فى العمليات العسكرية بعد تسليحها، تلك الفكرة التى ستنافس بمسابقة "Baja SAE العالمية" فى واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية فى إبريل المقبل من العام الجديد، خرجت من جامعة حلوان كإحدى الجامعات المصرية العريقة، تحتاج إلى الدعم والرعاية لتخرج إلى النور ثم تسير على الأرض كأحد الإنجازات المصرية الكبيرة لكى تنافس العالمى.
الاعمال جارية لانجاز الحلم
ويقول المهندس الشاب عبد الرحمن الليثى، قائد فريق الهيكل والجسم الخارجى للسيارة بالفريق، إن "Baja Helwan" يعد أول فريق إفريقى يشارك فى المسابقة العالمية فى أمريكا، وهذه ليست المشاركة الأولى له بل شارك فى عامى 2014، 2017، لكن مشاركته فى هذا العام المقبل 2018 ستكون الأقوى للفريق لأن السيارة المتينة شهدت تطوير لا مثيل له من قبل.
السيارة المصرية
وحول طبيعة تلك المنافسة العالمية "باها"، أكد المهندس الصغير، أن تلك المسابقة تعد الأكبر للمهندسين عالميا، لذلك كان مشروع طلبة كلية الهندسية بجامعة حلوان تصميم وتصنيع off road vehicle برعاية SAE أى سيارة مخصصة للطرق الوعرة تسير على الرمل والأرض الطينية والثلج وفى المياه المتراكمة وتصعد للمنحدرات وتعبر على الصخور دون التأثر أو الإعاقة بأى صعوبات قد تقابلها فى مشوارها العنيف.
السيارة باها المصرية
ويؤكد الشاب عبد الرحمن الليثى، أن المسابقة العالمية حدث ضخم يشارك فيه أكثر من 100 جامعة من كافة دول العالم، وتابع قائلًا: "نجحنا بفضل الله فى التسجيل بالمسابقة ضمن الفرق المشاركة باسم مصر، وبالفعل حققنا مراكز متقدمة ومشرفه جدا، لما شاركنا السنين اللى فاتت.. ونحن نعمل بكل طاقتنا لإنجاز التصميم الجديد للسيارة".
عبد الرحمن الليثى أحد أعضاء الفريق
وتحدث المخترع الصغير، عن المعوقات التى تواجهه وفريقه، والتى يأتى على رأسها التمويل، إذا يحتاج الإطار الخارجى للسيارة إلى جسم قوى كى يضمن سلامة قائدها، وهذا أول شروط المسابقة التى تشدد على سلامة قائد المركبة فى المقام الأول، لكن هذا الجسم يتكلف بمفرده أكثر من 40 ألف جنيه لاستيراده من الخارج، الأمر الذى يضع عائقا صلبا أمام الطلاب الذين يصرفون على مشروعهم من نفقتهم الخاصة، وقال: "إحنا لمينا من بعض 22.5 ألف جنيه عشان التسجيل فى المسابقة، لكن تكلفة نقل السيارة والسفر للمسابقة هيكلفنا جامد علشان كده نتمنى إن حد أو جهة مصرية تتبنى المشروع"، مردفا: "المشروع محتاج ميزانية ضخمة أكبر من إمكانياتنا المادية كطلبة، لأننا محتاجين نشترى المواد الخام الخاصة بتصنيع الهيكل وباقى المكونات، ونسعى لأننا نحصل على دعم من مؤسسات حكومية أو شركات قطاع خاص أو أى حد يقدر يساعدنا فى مشروعنا، عشان نقدر نحقق حلمنا، ونرفع علم البلد، وسط البلاد المتقدمة ونثبت إننا مش أقل منهم فى حاجه.. الموضوع بس نقص إمكانيات".
تجربة السيارة قبل الدخول فى المنافسة
وعن تحديات المسابقة الأمريكية، أوضح عبد الرحمن الليثى، أنها من 1000 درجة، وتحتوى على مجموعة من الاختبارات والتى يكون أصعبها من 400 درجة بمفرده، لأن السيارة تدخل فيه على مجموعة من الاختبارات الصعبة والتى يمكن أن نصفها بـ"اختبار تحطيم السيارة"، لقياس مدى تحمل العربة للطبيعة الصعبة التى تتعرض لها، وقال: "أكبر تحدى بالنسبة لينا تحدى الهيكل الخارجى للعربة نظرا للحافظ على سلامة السائق من المخاطر".
مجسم هيكل السيارة
المهندس الشاب، يقول إن الفريق شارك فى المسابقة العالمية "باها" العام الماضى وحصل مركز متقدم لكن لم يستطع نقل العربة من مصر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بسبب نقص الموارد المالية التى تمكنه من فعل هذه الخطوة، مشيرا فى السياق ذاته إلى أن العام الحالى يشهد الكثير من التغييرات المتقدمة إذ استطاع الفريق أن يصنع "الفتيس" مصرى 100% للقدرة على التحكم فى سرعات السيارة، كاشفا عن أن وزرن العربة بالسائق 250 كيلو، كما تصل سرعتها إلى 55 كيلو فى الساعة حاليا، ويمكن بعد التطوير أن تصل إلى أكثر من ذلك فى السرعات.
غرفة متواضعة لاستكمال عمليات التصنيع
ومن جانبه قالت ريهام محمد، عضو بنظام التوجيه والتعليق الخاص بالسيارة suspension and steering system، إن الجانب الذى تعمل به، هو النظام الذى يربط بين الأرض وجسم العربة، بداية من "الكاوتش والشمعدان والمساعدين والمقصات" وصولًا لجسم السيارة، مشيره إلى أن العربة "باها"، تستطيع أن تعبر العديد من الصعاب التى تواجهها وعلى رأسها الصخور والتلال، لذلك يعد أهم شئ فى السيارة هو أجزاء التعليق لأنها أول من يواجه ظروف الطرق المختلفة وكذلك أنواع التربة المختلفة بشرط أن تسير "باها" بشكل مستقيم.
لفريق يعكف على تصميم السيارة
واستكملت: "السيارة تقدر تمتص الصدمات اللى العربية بتاخدها من جميع الجهات أثناء الحركة من غير ما تتكسر وتؤدى الغرض المطلوب منها وأهم حاجة من غير ما ننقل قوة الصدمات دى للراكب ونحافظ على سلامته، وهدفنا السنه دى نقدر نصنع العربية وننفذ التصميم الجديد اللى إحنا اشتغلنا وتعبنا فيه وبإذن الله هنقدر وهنسافر ونرفع اسم مصر وهنحقق مستوى عالى كمان".
السيارة المصرية تدخل المنافسة العالمية
تصميم السيارة
تصميمات السيارة قبل البدء فى الأعمال
جانب من تصميمات السيارة .
جانب من تصميمات السيارة
جانب من تصميمات السيارة
مجسم خاص بالسيارة
مجسم للسيارة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة