وثائق سرية بريطانية تكشف: القاهرة حذرت من اغتيال مبارك بلندن 1983

الإثنين، 27 نوفمبر 2017 09:57 ص
وثائق سرية بريطانية تكشف: القاهرة حذرت من اغتيال مبارك بلندن 1983 الرئيس الأسبق مبارك خلال زيارته لندن
وكالات الأنباء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كشفت وثائق سرية بريطانية عن أن مصر حذرت بريطانيا من "مؤامرة لاغتيال" الرئيس الأسبق حسنى مبارك خلال زيارته لندن عام 1983.

وحسب الوثائق، التى حصلت عليها "بى بى سى " حصريا، بمقتضى قانون حرية المعلومات فى بريطانيا، فإن السفارة المصرية أبلغت السلطات البريطانية بـ "معلومات تفصيلية بشأن تهديد" قد يتعرض له مبارك خلال الزيارة.

وتشير برقية سرية لقسم الأمن فى إدارة البروتوكل بوزارة الخارجية البريطانية، إلى أن السفارة أبلغت عن أن "فصيلا معينا من جماعة أبو نضال الإرهابية ربما تنفذ عملا ضد مقر السفارة أو أى من مكاتبها فى لندن"، وطلبت السفارة توفير تدابير إضافية لحمايتها ومكاتبها.

وجاء إبلاغ البريطانيين بهذه المعلومات فى 27 يناير، عام 1983، أى قبل ستة أيام من زيارة مبارك لبريطانيا، حسب الوثائق.

وفى اليوم التالى، أجرى السفير المصرى فى لندن إنذاك، اتصالا هاتفيا برئيس إدارة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا فى الخارجية البريطانية دى آيه، رويكروفت لإبلاغه بـ "معلومات جديدة عن فرقة الاغتيال" المحتملة التى تهدد مبارك.

وثيقة تشير لاتصال السفير المصرى
وثيقة تشير لاتصال السفير المصرى بالخارجية البريطانية 

 

ونقلت البرقية، التى حملت عنوان" تهديد للرئيس مبارك"، عن السفير المصرى قوله إن "عضوين من فرقة اغتيالات فلسطينية بقيادة رشدى عبد الرحمن عودة، وهو معروف باسم سعد عودة، موجودان فى المدينة (لندن) ويزوران (فندق) كلارديجز بشكل منتظم فيما يبدو للتأكد من اعتياد العاملين على وجودهما".

وحسب البرقية، فإن المصريين قدموا معلومات تفصيلية عن "عضوى فرقة الاغتيال". وقالت "وُصف سعد عودة بأنه شخص طوله متر و75 سنتيمترا، ونحيف البنية بشارب كثيف وشعره أسود وبشرته داكنة، وزميله يبلغ طوله مترا و85 سنتيمترا، قوى البنية وله عينان زرقاوان، حليق الذقن، بشرته بيضاء."

أظن أن المصريين حصلوا على تلك ( المعلومات) من (جهاز الاستخبارات الإسرائيلي) الموساد.

وتوقع المصريون "وصول أعضاء آخرين من الفرقة إلى لندن فى الأيام القليلة المقبلة".

وعلى الفور أرسل مسئول الخارجية البريطانية، بناء على طلب السفارة المصرية، برقية سرية بهذه المعلومات إلى قسم الأمن الخاص فى إدارة البروتوكول والمراسم.

ولوحظ أن رويكروفت قد وضع بخط يده علامة على هامش البرقية، فى إشارة إلى أهمية المعلومات المفصلة الواردة بها عن "فرقة الاغتيال".

وسارع رئيس قسم الأمن، فى إدارة البروتوكول والمؤتمرات "لتطمين السفارة بأن السلطات (البريطانية) واعية تماما بالجماعة الإرهابية التى لُفت الانتباه إليها ( من جانب المصريين)".

وجماعة أبو نضال هى تنظيم فلسطينى أسسه صبرى البنا عام 1974 بعد انشقاقه عن منظمة التحرير الفلسطينية التى كان يرفض سياستها. واغتيل البنا فى بغداد عام 2002.

وثيقة من الأمن المصرى الخاص بالسفارة فى لندن 1983
وثيقة من الأمن المصرى الخاص بالسفارة فى لندن 1983

 

وتعهد المسؤول الأمنى البريطانى بأن "يظل الموقف رهن المراجعة الدائمة"، وإن أكد أن السلطات البريطانية "ترى أن التدابير الحالية المتبعة لحماية السفارة ومكاتبها كافية".

وتكشف الوثائق أيضا أنه سبق هذه المراسلات، اتصالات بين وزارة الداخلية المصرية والسفارة البريطانية فى القاهرة بشأن "مؤامرة اغتيال مبارك المحتملة" وسبل ضمان تأمين الرئيس فى لندن.

فقد طلب وزير الداخلية تقييم المملكة المتحدة للتهديد الذى قد يتعرض له مبارك خلال زيارته لبريطانيا ليشمل كلا من الهجمات الإرهابية والمظاهرات، حسب برقية سرية بعث بها السفير البريطانى إلى لندن.

وأشارت البرقية إلى طلب الوزير أن يتم الانتهاء من هذا التقييم قبل أن تغادر مجموعة الطليعة الأمنية المصرية القاهرة إلى لندن قبيل وصول مبارك إليها.

لقد أخبرت بأن شخصا مصريا تعرف على الشخصين (اللذين اشتُبه فى أنهما من فرقة الاغتيالات التابعة لجماعة أبو نضال)". وقال إنه جرى تنبيه الجهات الأمنية

ولوحظ فى الوثائق، أن الخارجية البريطانية حذفت، لأسباب قيل إنها تتعلق بالأمن القومى، المصدر الذى حصل منه المصريون على المعلومات عن "مؤامرة الاغتيال" المحتملة.

غير أنه فى إحدى البرقيات، كتب رويكروفت رأيه، بخط يده، فى مصدر المعلومات المحتمل، قائلا "أظن أن المصريين حصلوا على تلك ( المعلومات) من (جهاز الاستخبارات الإسرائيلي) الموساد".

وفى برقية سرية أخرى، قال مسئول أمنى بريطانى "لقد اٌخبرت بأن شخصا مصريا تعرف على الشخصين (اللذين اشتُبه فى أنهما من فرقة الاغتيالات التابعة لجماعة أبو نضال)". وقال إنه جرى تنبيه الجهات الأمنية.

وقد تمت زيارة مبارك إلى لندن دون الإعلان عن مشكلات أمنية، وكانت تلك هى الزيارة الثانية للرئيس المصرى السابق لبريطانيا منذ توليه السلطة فى أكتوبر 1981 بعد اغتيال الرئيس أنور السادات. 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة