صور.."اليوم السابع" يلتقى عمال مشروع حفائر جامعة عين شمس بالمطرية.. 11 عاملًا فى مهمة رسمية لاكتشاف كنوز الأجداد.. "عم مسعد": بقالى شهر شغال واليومية 60 جنيهًا.. و"عم أنور" من الصم والبكم ويتفاءل به الأثريين

لاشك أنه لا غنى عن العمال، فالعمال يشكلون عصب أى مشروع، خاصة فى مشروعات وأعمال الحفر والتنقيب التى تتم فى المواقع الأثرية، نظرا لما تحتاجه طبيعة أعمال الحفر على وجود عمال تتولى تلك الأعمال الشاقة من حفر وإزالة الأحجار والأجسام الصلبة التى قد تعترض عمل الأثريين.

11 عاملاً يشاركون فى المشروع

11 عامل ضمن فريق مشروع حفائر جامعة عين شمس بمنطقة عرب الحصن بالمطرية، يعيش معظمهم فى تلك المنطقة واستعان بهم المشروع فى أعمال الحفر والتنقيب، تجدهم من الساعة 7 صباحا يتوافدون على موقع العمل ومعهم أدواتهم البسيطة من فأس وأدوات تساعدهم على الحفر.

وفى جولة أجراها "اليوم السابع"، فى موقع عرب الحصن بالمطرية، التقينا عدد من العمال بمشروع حفائر جامعة عين شمس، للتعرف على طبيعة عملهم اليومية فى الموقع، ومعاناتهم اليومية ومدى احساسهم بأهمية الآثار المصرية، حيث أكدوا جميعا أن آثار مصر خط أحمر وتمثل تاريخ الحضارة المصرية العريقة ولا يمكن التفريط فيها.

مجهود شاق لاستخراج كنوز الأجداد

"عم مسعد" كما يناديه العمال فى منطقة عمل بعثة حفائر  جامعة عين شمس بعرب الحصن بالمطرية، ظهرت عليه علامات التعب ممزوجة بالعرق خلال مشاركته فى أعمال الحفر والتنقيب عن الآثار بالموقع كغيره من زملائه العمال فى الموقع .

يذهب "عم مسعد" كعادته منذ الصباح الباكر بالتحديد فى السابعة صباحا لينضم لزملائه فى موقع الحفر ممسكا فأسه الخشبى وأدوات الحفر التى يستخدمها خلال عمله فى الموقع ويستمع لتوجهيات المرشدين الأثريين المشرفين على المشروع.

اليومية 60 جنيهًا

يقول "عم مسعد" أنه متزوج ولديه أولاد ويبدأ عمله فى الموقع من السابعة صباحا ويومية العمل 60 جنيها، لافتا إلى أنه يعمل فى موقع عرب الحصن منذ ما يقرب من شهر تقريبا.

وأضاف "عم مسعد" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن الآثار لا تقدر بثمن وتعكس تاريخ الحضارة المصرية العريقة، معربا عن فخره بالحضارة المصرية وتاريخها .

أما "عربى" أحد العمال أيضا بالمشروع ، قال إنه يبدأ العمل فى المشروع يوميا منذ السابعة صباحا وحتى الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر، لافتا إلى أنه انضم للعمل فى الموقع أيضا منذ شهر تقريبا وأنه من منطقة المطرية بالتحديد منطقة عرب الحصن .

وأضاف  "عربى" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إنه متزوج ولديه 4 أولاد، قائلًا "عندى 4 عيال وبشتغل عشان لقمة العيش"، مؤكدا على أهمية الحفاظ على آثار البلد وتاريخها.

قصة التفاؤل بـ"عم أنور"

بينما "عم أنور" من الصم والبكم وهو مشرف على العمال فى الموقع تجده يتنقل بين العمال داخل كافة مواقع الحفر ويعرفه كافة العمال ويتعامل معهم بالإشارات التى اعتاد عليها العمال وأصبحوا يفهموا ما يطلبه .

واشتهر "عم أنور" بين العمال بخبرته الواسعة فى أعمال الحفر والجميع يتفاءل بتواجده خلال أعمال التنقيب والحفر ، ويحرص دائما على مساعدة العمال وتوجيههم . 

فريق العمل

ويضم فريق عمل المشروع من الأثريين كلا من الدكتور ممدوح الدماطى رئيس فريق العمل ووزير الآثار الأسبق، والدكتور نشأت الزهرى نائب رئيس فريق العمل وأستاذ مساعد بكلية الآداب بجامعة عين شمس، والدكتور عبد الحميد مسعود عضوا وهو أستاذ بكلية الآداب بجامعة عين شمس، والدكتور محمد عبد المقصود خبير تنقيب وأمين عام المجلس الأعلى للآثار الأسبق ، ومحمد إبراهيم عضو مراقب حفر، وسلوى أبو النصر عضو مسجل اللقى الأثرية.

كما يضم فريق العمل ، مهندس رفع معمارى وهو المهندس حسام الدين البرمبلى أستاذ العمارة بكلية الهندسة بجامعة عين شمس ، والجغرافى الدكتور عمرو محسوب مدرس جغرافيا بكلية الآداب بجامعة عين شمس، ومرمم لميا الحديدى  وهى إخصائى ترميم وحفائر بكلية الأثار جامعة القاهرة، ومصور فوتوغرافى أحمد أمين عبد الرحيم مصور بالمتحف المصرى، ومسئول مالى وإدارى محمود عبد الرحمن محمد خضر من كلية الآداب بجامعة عين شمس ، كما يضم المشروع أيضا رئيس للعمال و10 عمال كحد أدنى حسب متطلبات العمل بكل موسم .

خطة العمل بمشروع حفائر المطرية

وتتضمن خطة العمل للمشروع معاينة الموقع وتنظيفه وهو ما تم، بالإضافة لعمل مسح أثرى وجيوفزيقى، وأعمال ترميم لما هو قائم بالموقع، ودراسة وتسجيل حالة الموقع الحالية وحفر منظم وتسجيل ودراسة ونشر تقارير حفائر ، ونشر علمى .

ويأتى المشروع مساهمة من جامعة عين شمس لخدمة المجتمع ومنطقة عين شمس التابعة لها، وكواحدة من أدوار الجامعة فى النهوض بالدولة المصرية تجد نفسها ملزمة بأن تشارك فى الحفاظ على آثار مصر بعمل حفائر فى أحد مواقع مدينة هليوبوليس القديمة، والتى تعانى من العديد من التعديات التى أخفت وطمست العديد من معالمها، ولم يتبق إلا بعض المواقع التى يجب إنقاذها والحفاظ عليها ودراستها، وإعدادها للزيارة لتساهم مع باقى الآثار المصرية فى دعم السياحة المصرية.