"كذب المنجمون ولو صدقوا".. بعد أكذوبة نهاية العالم والتى روج لها البعض خلال الفترة الأخيرة، انتشرت مؤخرا شائعات بحدوث إظلام الأرض نهاية شهر نوفمبر الجارى، وهو ما ثبت عدم صحته عدد من المختصين والفلكيين والجمعيات المتخصصة فى علوم الفلك .
إشاعات عن إظلام الأرض
وفى البداية، أكدت الجمعية الفلكية بجدة، إن المعلومات التى انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعى منسوبة لوكالة الفضاء ناسا تتحدث عن قرب حدوث أيام مظلمة أواخر شهر نوفمبر الجارى مجرد إشاعات عارية عن الصحة.
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، أنه يجب التأكيد بأنه لم يصدر عن ناسا أى تصريح، مشيرة إلى أن مصدر هذه الإشاعة عبارة عن عدة فيديوهات انتشرت عبر اليوتيوب تروج بأن أيام الظلام ستكون نتيجة لظاهرة الاقتران بين كوكبى الزهرة والمشتري.
اقتران كوكبي المشترى والزهرة
وقالت إنه من الناحية العلمية حدث فعلا اقتران بين كوكبى المشترى والزهرة قبل شروق شمس 13 نوفمبر كظاهرة فلكية من أجمل الظواهر التى ستشاهد هذه السنة بالعين المجردة، مضيفة أنه من الخطأ الفادح استخدام ظاهرة الاقتران التى حدثت عدة مرات لا حصر لها فى تاريخ الأرض لإعطاء مصداقية لإشاعة الأيام المظلمة .
وتابعت: "إشاعة الأيام المظلمة ليست جديدة فهى ظهرت منذ بضعة سنوات، ففى العام 2011 أشيع بأن المذنب الينين سيعبر بيننا وبين الشمس مسببا ثلاثة أيام من الظلام، وفى العام 2014 أشيع بأن الكرة الأرضية ستدخل ستة أيام متعاقبة من الظلام بسبب "عاصفة شمسية" خلال الفترة من 16 إلى 22 ديسمبر ما يؤدي في جعل " الغبار والحطام الفضائي" يحجب ضوء الشمس، وفي عام 2015 أشيع بأن الأرض ستواجه 15 يوماً من الظلام التام بين يومي 15 نوفمبر و 29 من نفس الشهر لم يحدث منذ أكثر من مليون سنة، وأن ذلك بسبب ما سمي "نوفمبر بلاك آوت" نتيجة لاقتران بين كوكبي المشتري والزهرة، وبالرغم من ذلك لم تحدث أيام الظلام لا في 2011 أو 2014 أو 2015 بل كانت أيام عادية كسائر أيام السنة".
ادعاءات مزيفة
وأوضحت إن قصة أيام الظلام مجرد ادعاءات مزيفة لا صحة لها مثل إشاعات مشابهة ظهرت فى العام 2012 عندما تم الإدعاء بأن الأرض ستدخل الظلمة بعد عبورها من خلال " حزام بروتونى " فى 21 ديسمبر ذلك العام.
وتابعت، إن خرافة نهاية العالم فى ديسمبر 2012 والمرتبطة بتقويم حضارة المايا القديمة والقصص التى أثيرت حولها في ذلك الوقت، ومؤخرا إشاعة نيبرو الذي تم الادعاء بأنه سيصطدم بالأرض فى 23 سبتمبر الماضى، كلها إشاعات ثبتت عدم صحتها، مؤكدة إن مثل هذه القصص للأسف الشديد تنتشر بسرعة وتجد من يروج لها بدون التأكد من صحتها قبل القيام بالنشر والوقوع فريسة للأخبار المزيفة.
"إظلام الأرض كلام فارغ"
وقى سياق متصل، أكد الدكتور أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، إن ما نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعى بشأن حدوث إظلام للأرض فى أواخر نوفمبر الجارى بسبب اقتران كوكب الزهرة وكوكب المشترى، عارٍ تماما من الصحة، مؤكدًا أنها مجرد شائعات تتردد كثيرا فى نهاية كل عام وبداية العام الجديد.
وأضاف رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، فى تصريحات له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى، أن الشىء الصادق فى هذا الأمر هو حدوث ظاهرة الاقتران بين كوكبى الزهرة والمشترى يوم 13 نوفمبر الحالى فجرًا، وهى من الظواهر الفلكية الجميلة التى تستحق المشاهدة بالعين المجردة، مشيرا: "أما عن إظلام الأرض بسبب هذه الظاهرة فهذا كلام فارغ".
اقتران الأجرام السماوية والزلازل
وتابع رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، إن اقتران الأجرام السماوية ومنها اقتران الكواكب مع بعضها البعض أو اقتران الكواكب مع القمر أو حتى اصطفافها ليس له علاقة بحدوث الزلازل أو البراكين أو أى كوارث طبيعية أخرى.
وأضاف "تادرس" فى تصريحات له، أنه لو كان المد الجذبي للكواكب عند اقترانها (وهو ضعيف جدًا) يؤثر على صفائح القشرة الأرضية ويحدث زلازل فكان الأولى عند اقتران الشمس والقمر كل أول شهر عربي يكون مصحوبا بزلزال ، لأن المد الذى يحدثه القمر والشمس أقوى بكثير جدا من مد الكواكب.
وفى نفس السياق، نفى الدكتور ياسر عبد الهادى، أستاذ الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، ما يتردد حول إظلام الأرض بنهاية نوفمبر ، قائلا "أكذوبة ومجرد شائعات".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة