يوم تلو الآخر تظهر شهادات من داخل الإخوان تكشف النقاب عن تورط الجماعة وقياداتها فى العنف والتحريض عليه، وآخر هذه الشهادات كانت التفاصيل التى ذكرها أحمد المغير، الناشط الإخوانى الصادر ضده أحكام بالسجن فى عدد من قضايا العنف والإرهاب، حيث أشار إلى جانب من تفاصيل الساعات الأخيرة لاعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى فى ميدان رابعة، وتكليفه من جانب قيادات إخوانية ببث مواد إعلامية تحرض على العنف.
واعترف المغير فى تدوينة نشرها عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، أن عصام العريان القيادى الإخوانى، ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة "المنحل"، كلفه بالهروب إلى حدود مصر الغربية، أو الشرقية (مطروح أو سيناء)، وإصدار بيانات تحرض على تنفيذ عمليات عنف ضد قوات الأمن خلال الأيام الأخيرة للاعتصام.
وقال المغير: "لما كان مرضى عنى، وكنت بحضر فى غرفة العمليات اللى كانت بتدير الاعتصام (دى غير اللى كانت جنب المسجد، دى كانت غرفة العمليات الفعلية)، القيادات المتواجدة هناك كانت مفهمانى أن المرة دى مختلفة، وأننا مستعدين للتصعيد للمستوى العسكرى لو تطلب الأمر وأن الخمسينيات مش هتتكرر تانى".
وأشار المغير، الملقب بـ"فتى خيرت الشاطر"، إلى أنه يوم إصدار بيان عزل محمد مرسى عن السلطة كان قد بدأ التفكير فى الهروب من مصر، مضيفًا: "بدأت أفكر أنى أسيب مصر وأبدأ أشتغل إعلاميًا من برة بحرية (كان ليا وظيفة إعلامية معينة)، فعرضت الفكرة يومها بالفعل على عصام العريان، وقلتله إنى ممكن أحاول أروح لغزة أو لليبيا واشتغل من هناك، فاستحسن الفكرة وقالى أن الأحسن أحاول أروح لمكان زى مطروح أو سيناء وأبدأ أطلع فيديوهات رسالتها أن السلمية انتهت وإن أنا كفرت بيها وأن لازم التصعيد العسكرى".
وتابع: "وقالى بشكل واضح أن دى ورقة هتساعد فى المفاوضات، لأسباب مختلفة منفذتش الموضوع ده"، مشيرًا إلى أنه يكتب هذه المعلومات لأنها تاريخ، ولابد أن يعرفه الناس- بحسب قوله.
وليست هذه هى الشهادة الأولى التى تصدر عن المغير بشأن اعتصام رابعة بحيث سبق أن ذكر فى أغسطس من العام 2016 شهادة مماثلة حول عملية تسليح الاعتصام بالقنابل والخرطوش والمولوتوف، كما ذكر أيضا أن مجموعة من العناصر الإخوانية والجهادية ظلت محتفظة بسلاحها أثناء تنفيذ فض الاعتصام وهاجمت قوات الأمن فيما أطلق عليه وقتها "سرية طيبة مول".
من جانبه قال هشام النجار الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، إن أهمية الشهادة الأخيرة للمغير أنها تكشف بوضوح تحول الجماعة خلال الأيام الأخيرة لاعتصام رابعة إلى تنظيم أشبه بتنظيم القاعدة، أو أى تنظيم سرى ينتهج العنف. وأضاف: "المشهد الذى ظهر به قيادات الإخوان أثناء إلقاء القبض عليهم فى مخابئ سرية يشير إلى هذا التحول بوضوح، والتفاصيل التى ذكرها المغير تؤكد أنه كانت هناك نية لممارسات ضد الدولة".
ولفت النجار إلى أن شهادة المغير تتسق مع الواقع الحالى، حيث إن خطة الإخوان منذ بداية الأحداث كانت ترتكز على وجود نوعين من القيادات: مجموعة بالداخل تقود الحراك المسلح، ومجموعة بالخارج تحرض على العنف وهذا الواقع مستمر حتى الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة