"اكتئاب الشتاء الجميل" منذ أن بدأت أجواء الخريف تسيطر على حالة الطقس وتبعتها نسمات الشتاء، وهذه الجملة هى الأكثر تكرارًا وتداولًا بين الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى وفى الجامعات وأماكن العمل، فلم تعد جلسات الحديث بين الأشخاص تخلو من ذكر ضيق الحالة النفسية والشعور بالحزن والرغبة الملحة فى البكاء، وكأن الهواء يحمل جرعات نكد مكثفة يستنشقها الأشخاص فيصابوا بهذه الحالة.
فالسير فى الشارع والنظر إلى وجوه الأشخاص بات شيئا يدعو إلى الاكتئاب، فقلما تجد أشخاص لا يتحدثون عن توترهم وشعورهم بالاكتئاب، معللين ذلك بـ"اكتئاب الشتاء"، لكن هل فعلًا توجد حالة مرضية تسمى "اكتئاب الشتاء"؟.
ما هو اكتئاب الشتاء وهل هو موجود؟
سؤال أجابت عليه الدكتور أسماء عبد العظيم أخصائى العلاج النفسى والعلاقات الأسرية، لـ"اليوم السابع"، وقالت: بالفعل يوجد "اكتئاب شتاء" وهو نوع من أنواع الاكتئاب يصاب به الشخص مع بداية دخول الخريف، وهو مختلف تمامًا عن الاكتئاب العادى، ويشعر به الشخص مع بداية قصر فترة النهار والشعور بالظلام والأجواء المغيمة فى فترة النهار.
عصبية توتر ميل إلى العزلة
وشرحت الدكتورة أسماء أعراض "اكتئاب الشتاء" وقالت: توجد مجموعة من الأعراض من أبرزها الشعور بالعصبية والتوتر، والميل إلى العزلة والانطوائية، وانعدام الرغبة فى التعامل مع الأشخاص المحيطين به، انعدام الرغبة فى ممارسة الأنشطة العادية مثل الذهاب إلى العمل، أو القيام بالأعمال المنزلية، الصداع الشديد، اضطراب الشهية، اضطرابات النوم، مشيرة إلى أن الشخص المصاب بحالة اكتئاب الشتاء قد يشعر بهذه الأعراض فى فترة النهار فقط، وقد تصاحبه طوال اليوم.
وتابعت تعود أسباب الإصابة بـ"اكتئاب الشتاء" إلى احتمالية وجود مرجعية وراثية، كأن تحمل جينات الشخص نفسه من الأب أو الأم أو الجدود الإصابة بهذه الحالة مع تغير الفصول، مؤكدة أن حالة اكتئاب الشتاء إن زادت عن حدها ولم تتم السيطرة عليها من الممكن أن تؤدى إلى الانتحار.
مش لوحدك إحنا كتير
وأكدت أسماء عبد العظيم أن السوشيال ميديا لها دور كبير فى انتشار هذه الحالة، خاصة أن كتابة الأشخاص العبارات مثل "عندى اكتئاب، اكتئاب الشتاء" وغيرها من العبارات المشابهة، تعتبر رسائل موجهة للعقل الباطن وتعمل على ترسيخ هذه الحالة داخله، وإن كانت طبيعة الشخص تميل إلى "التجسد" أن تأثره بالإيحاءات والتأثر بسماع الأعراض المرضية الخاصة بالآخرين يمكن أن يصاب بهذه الحالة.
دور الطبيب.. ودور الصديق
وعن طرق علاج هذه الحالة قالت إن زادت الحالة ولوحظ زيادة العزلة والتوتر يجب الرجوع إلى طبيب نفسى بشكل فورى، وهناك وسائل مساعدة الشخص المصاب باكتئاب الشتاء، من أبرزها الاسترخاء، تنظيم مواعيد النوم ومواعيد تناول الوجبات، تخفيف الضغوط والأعباء عن هذا الشخص، مساعدة الشخص للخروج من هذه الحالة من خلال ممارسة نشاط جديد أو ممارسة هواياته المفضلة، الذهاب إلى أماكن هادئة لتخفف توتره، وهنا تكون مساعدة الشخص المصاب من قبل أصدقائه والأشخاص المحيطين به.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة