• أتمنى أن تتغلب مصر على تحديات الفقر ونسعى لمساعدتها عبر مؤسساتنا
• البابا تواضروس عبر لنا عن امتنانه من دعم الكنائس العالمية للأقباط المصريين
• حوارنا مع وزير الأوقاف كان دليلًا على المحبة والإيمان بالتنوع الدينى
حركة الإصلاح الدينى
يؤمن القس بيدفورد أن حركة الإصلاح الدينى، لم تنته بوفاة مارتن لوثر، فهى عملية مستمرة، لا تتوقف باحتجاج لوثر على هيمنة الكنيسة الكاثوليكية على المؤمنين، إنما الكنيسة فى الأساس هى كنيسة المسيح، ولا بد ألا تبتعد عن المبادئ التى أقرها السيد المسيح نفسه، مضيفًا: أظن إننا نحتاج للإصلاح دائمًا فلابد أن نصبح شهودًا على العصر، ونقدم المحبة المسيحية للعالم كله سواء للمؤمنين أو غيرهم، وعلينا أن نساعد المحتاجين والمرضى والمتألمين ونصبح ملح الأرض ونور العالم.
يحب رئيس الكنيسة الألمانية مصر، التى يزورها للمرة الثانية فقد جاء من قبل مع مجلس الكنائس الإنجيلية الذى يرأسه فى ألمانيا، أما هذه المرة قابل البابا تواضروس، واستضافه القس الدكتور أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية، وزار كلية اللاهوت الإنجيلية، معلقًا: "العودة إلى مصر تشبه العودة إلى بيتى".
نسبة الحوادث فى ألمانيا أكبر من ضحايا الإرهاب هنا فى مصر
يؤكد بيدفورد إنه لم يخشى ما قرأه عن استهداف الإرهاب للكنائس فى مصر، قائلا: الإرهاب أصبح يستهدف العالم كله، فاحتمالية إصابتى أو قتلى فى مصر تتساوى مع احتمالية موتى فى ألمانيا، ونسبة الحوادث فى ألمانيا أكبر من ضحايا الإرهاب هنا فى مصر، والناس تخشى زيارة مصر بسبب ما يتناقله الإعلام من صور ولكنى أشعر بالأمان هنا، فما من أحد يستطيع أن يمنع قدرًا سيحدث له.
عن لقائه بالبابا تواضروس، قال: "أبلغنا البابا رسالة مفادها أن الكنيسة هى حركة محبة للعالم، وأكد لنا أن الكنيسة آمنة بفضل السلطات المصرية، وأكدنا له إننا نصلى لأخوتنا فى مصر، ونقل البابا لنا شعوره بالامتنان من الدعم الذى يتلقاه من كنائس العالم، وأريد أن أقول أن أى شخص يستخدم اسم الله لكى يقتل البشر، لا بد أن يكون مخطئًا فالله لا يعرف القتل ولا العنف، الله خلقنا لنكون شهودًا على محبته ورسالته فى الأرض".
زيارة وزير الأوقاف المصرى
أما عن زيارته لوزير الأوقاف دكتور محمد مختار جمعة، فقال: كان من الواضح جدًا أن وزير الأوقاف المصرى يحترم الأديان الأخرى، بفضل مبادئ التسامح التى يؤمن بها، وشجعنا أن نفعل ما نريده ونؤمن به، وكان حوارًا يدل على التنوع وإعادة الاعتبار للأخر، ومن حق كل شخص أن يعيش الإيمان الذى يحبه، ويعيش فى سلام مع الآخر، يستطيع المؤمنون أن يتجاوزوا بإيمانهم العنف والإرهاب.
وتحدث رئيس الكنيسة الألمانية عن المساعدات التى تقدمها كنيسته للاجئين السوريين، وقال: استقبلنا عام 2015 مليونا لاجئ سورى، وما يحدث فى ألمانيا هو ثورة فى المساعدات الإنسانية، الكثير من أهل الكنيسة قدمو المساعدات للسوريين منهم من علمهم الألمانية ومنهم من قدم لهم مأوى ومسكن، و ألمانيا لن تستقبل مليون لاجئ كل يوم لذلك نحاول أن نضع قواعد تمنع التسلل غير الشرعى للبلاد، مستكملًا: ومع ذلك نحن مطالبون بمعاملة أى شخص فى الدنيا كأخ فى الإنسانية ولا يمكن لنا أن نتوقف عن معاملتهم بكرامة، وإذا عدنا للأسباب سنجد الحرب تسببت فى هروبهم من بلادهم، لذلك فنحن نرحب بهم ونقدم لهم الدعم حتى يعودوا إلى بلادهم.
اللاجئون السوريون.. ورسالته للرئيس السيسى
وتابع: لا أظن أن السوريين سوف يأثرون سلبيًا على المجتمع الألمانى، من المؤكد إنه تحد كبير أن يندمج السوريون فى المجتمع الألماني وهم قادمين من خلفيات مجتمعية مختلفة لعادات وتقاليد الألمان، مما قد يخلق بعض الصراعات، ألمانيا بلد يضم 16 مليونًا، نحن واضحون جدًا فى مقاومة ومحاربة من يحاولون إرهابنا، نرغب فى العيش بسلام ومن لا يقبل بقوانين ألمانيا فعليه ألا يأتى للعيش فيها.
وعن رسالته للرئيس عبد الفتاح السيسى قال: كان من المخطط أن أقابل الرئيس عبد الفتاح السيسى، وإن كنت سأقابله سأقول له شكرا على الحماية التى يتلقاها المسيحيين فى مصر، والكنائس التى تبنى بدعم الحكومة، وما ذكره البابا تواضروس عن كاتدرائية فى العاصمة الجديدة، وأتمنى أن تتقدم مصر وتحافظ على حقوق الإنسان والحريات وتحارب الفقر الذى هو التحدي الأكبر الذى يواجهها، وعلينا أن ندعم مصر فى تلك التحديات عبر مؤسساتنا ومشروعاتنا.
وفى نهاية الحوار وجه بيدفورد رسالة لجميع المؤمنين قال فيها: علينا أن نصبح رسل للحب والسلام فى مجتمعاتنا، فكرة الحدود بين الدول أصبحت وهمية، ولابد أن نرسل رسالة عالمية للحب والسلام تتجاوز الهوية والمعتقد وكل التصنيفات الصغيرة، علينا جميعا أن نحب بلادنا كجزء من حبنا للعالم كله، وهو ما يتطلب محاربتنا من أجله مسلمين ومسيحيين وكافة الأديان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة