استثمارات قطر فى روسيا.. ملايين الدوحة تكبل القيصر.. إمبراطورية العقارات والتوسع فى مشاريع الطاقة ترغم موسكو على التزام الصمت تجاه جرائم تنظيم الحمدين.. و239 مليون يورو فى المطارات تؤثر على القرار الروسى

باستثمارات مفتوحة مرشحة للزيادة، تغازل إمارة قطر العديد من دول العالم فى محاولات لا تقف للتأثير على دوائر صنع القرار فى تلك الدول ومن بينها روسيا التى انتهجت ولا تزال موقف الحياد السلبى فى الأزمة بين الإمارة الراعية للإرهاب والدول العربية.

الصمت الروسى حيال الخلاف العربى ـ القطرى الذى يقترب من طى صفحة نصف عام كامل من المقاطعة التى تقودها مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، لم يكن من فراغ وإنما نابعا مما تمتلكه الإمارة من استثمارات داخل الدولة الروسية، وهو ما يؤثر بحسب مراقبين على القرار والتحرك الروسى فى هذا الملف الشائك بالنسبة إلى موسكو.

الرشاوى .. وسيلة قطر للتأثير على الدول الكبرى

وتمتد الاستثمارات القطرية داخل روسيا لقطاعات من بينها الطرق والكبارى والعقارات والمطارات وغير ذلك، حيث بدأ التعاون بين البلدين يتطور منذ عام 2013 عندما اشترى صندوق الثروة السيادى القطرى أسهما بقيمة 500 مليون دولار فى بنك "فى تى بى" ثانى أكبر مصرف فى روسيا حيث، استثمر صندوق الثروة السيادية الضخم فى الدولة أكثر من 30 مليار دولار فى الأسهم ومليارات أخرى فى أصول مختلفة.

العقارات والطاقة.. أذرع تنظيم الحمدين فى موسكو

وتستثمر شركة "بريميوم كونستراكشن" القطرية فى بناء مجمع فندقى كبير فى شبه جزيرة القرم الروسية بقيمة 100 مليون دولار. كما أن جهاز قطر للاستثمار دفع 239 مليون يورو مقابل 24.99% من أسهم الشركة المشغلة لمطار "بولكوفو" الواقع فى سانت بطرسبورج بشمال روسيا.

وتعتزم شركة "المستثمر الأول" الذراع العقارية لجهاز قطر للاستثمار تشغيل 500 مليون دولار بالاشتراك مع شركة "غازبروم" الروسية فى قطاع العـقارات الروسى ولا سيما فى العاصمة موسكو.

وأبرم جهاز قطر للاستثمار فى إطار تحالف مع شركة "جلينكور" العملاقة لتجارة السلع الأولية، صفقة مع "روس نفط" فى نهاية العام الماضى اشترى بموجبها التحالف حصة فى الشركة الروسية بلغت نسبتها 19.5%، مقابل 10.5 مليار يورو (نحو 11.3 مليار دولار)، ووصفت الصفقة بالأكبر فى العام 2016.

وسيشترى جهاز قطر للاستثمار وشركة "جلينكور" لتجارة السلع والخدمات، ثلث حصة شركة "لوك أويل"، من محطات الوقود فى روسيا.

ويستثمر صندوق قطر حوالى 500 مليون دولار فى أعمال التنقيب التى يتضمنها مشروع "الأورال الصناعى – الأورال القطبى" فى روسيا، كما قدمت شركة قطر القابضة طلبا لمصرف "فى تى بى" الروسى، لشراء أسهم فيه.

ولا يتوقف التوغل القطرى فى الاقتصاد الروسى عند هذا الحد، حيث تخطط شركة "نوفاتك"، ثانى أكبر منتج للغاز فى روسيا، بالتعاون مع صندوق "الطاقة القطرى" استثمار نحو 1.5 مليار دولار لتطوير حقول نفط وغاز فى "يامالو نينيتس".

وليست المرة الأولى التى يتعاون فيها جهاز قطر، وهو أداة الدوحة للاستثمار المحلى والخارجى، مع صندوق الاستثمارات المباشرة الروسى، إذ يستثمر الجهاز بالتعاون مع الصندوق فى مطار بمدينة سان بطرسبورج، فى شمال روسيا.

بوتين.. قيصر روسيا أسير الاستثمارات

تغلغل قطر من خلال استثمارات فى قطاعات مهمة كقطاع الطاقة فى روسيا - حيث يشكل النفط والغاز نسبة كبيرة من تمويل الميزانية الروسية - يشكل دور نسبى فى التأثير على سياسة روسيا الخارجية فى المنطقة وبالأخص فى سوريا ومصر فتعمل بدور ضاغط على سياسات روسيا فى المنطقة لتقريب وجهة النظر الروسية من سياسة قطر، ومن جهة أخرى سيكون اهتمام روسيا بقطر أكبر فى دعوتها للمباحثات التى تتعلق بالمنطقة والتى تكون روسيا طرفا فيها، كما يقول محللون ومراقبون.

 

الرئيس الروسى فلادمير بوتين

ويؤكد خبراء أن قطر قد تستخدم هذه الاستثمارات كورقة ضغط كبيرة على موسكو فى ملفات المنطقة، إذ لا يمكن الاستهانة بانسحاب قطر وأموالها من السوق الروسية، فهذه الاستثمارات الكبيرة هناك، سيؤثر فقدانها بشكل كبير على الاقتصاد الروسى وستتسبب فى تأزمه، وحينها، سيكون أمام روسيا فى ذلك الوقت خيارين، إما أن ترضخ أمام هذا الضغط الاقتصادى خشية من أزمة كبيرة متوقعة لديها، أو ربما ستعتبر أن هذا خطر يهدد أمنها القومى وتحجز على تلك الاستثمارات بحيث تمنع قطر من القيام بأى شيء يهدد اقتصادها.