فريدة تلك الفتاة الصغيرة التى تسبب فقدانها فى حالة من الحزن والقهر سيطرت على منزل أسرتها المكون من 3 طوابق بقرية قلمشاة بمركز إطسا بمحافظة الفيوم، فمنذ أن غابت ابتسامتها وروحها بعدما دهسها أتوبيس مدرستها لم تعد الحياة تمثل أى شىء لأسرتها التى لا تفارق الدموع أعينهم حزنًا على ابنتهم.
يقول هانى عطا والد الطفلة فريدة: "ابنتى عندما أكملت سنواتها الأربع وفكرت فى إلحاقها بإحدى المدارس كان العامل الأهم بالنسبة لى هو الأمان لابنتى وأن أبتعد بها عما أسمعه من حوادث إهمال بالمدارس الحكومية، فقررت أن أتحمل العبء المادى مقابل حمايتها، فقدمت لها فى مدرسة الأوائل الخاصة، وحتى أطمئن أكثر خصصت سيارة تنقلها من القرية التى أقيم بها إلى المدرسة يوميًا خاصة بعد حوادث الإهمال فى الفترة الأخيرة من أتوبيسات المدارس ولكن لم أكن أعلم أن كل هذا الحذر لن يحمى ابنتى من الإهمال ولن يبعدها أن تكون ضحية تلقى مصرعها تحت عجلات أتوبيس المدرسة.
رسمة فريدة
وفى يوم الحادث استيقظت فى الصباح على الضجة التى أثارتها فريدة فى المنزل وهى تقول: "بسرعة أنا مستعجلة على المدرسة أنا مش عايزة اتأخر النهاردة" وابتسمت وقبلتها قبل أن يصطحبها السائق إلى مدرستها ولم أكن أعلم أنها ستكون قبلتى الأخيرة لها وأننى سأستلم هذه الزهرة الجميلة جثة هامدة بعد ساعات.
ويستطرد والد الطفلة: "فى موعد خروج ابنتى تلقيت اتصالاً من السائق الذى يأتى بها للمنزل يخبرنى بأن أتوبيسا دهس فريدة وهى بالمستشفى العام وذهبت للمستشفى أخبرونى أن ابنتى توفيت حيث إن الأتوبيس دهسها فى فناء المدرسة أثناء عودته للخلف فى موعد خروج التلاميذ ما تسبب فى وفاتها.
جانب من غرفة فريدة
وأشار والد الطفلة إلى أنه لم يتلق أى اتصال من إدارة المدرسة بأن ابنته أصيبت أو نقلت للمستشفى وأكد أن الحادث سببه الأول والأخير هو الإهمال من إدارة المدرسة والمشرفات فكيف يعقل أن تترك طفلة فى الرابعة من عمرها بين أتوبيسات المدرسة، ولفت والدها إلى أنه على الرغم من صدور قرارات من وكيل وزارة التربية والتعليم باستبعاد مدير المدرسة وبعض المسؤلين عن الحادث إلا أن هذه القرارات لم تنفذ.
ومن جانبها قالت جدة الطفلة لـ"اليوم السابع" إن فريدة كانت أول حفيدة وأول فرحة لهم بالمنزل، كانت تملأ علينا المنزل فرحة ولعب لا نصدق أن الموت خطفها من وسطنا، مضيفة: "البيت بقى فاضى ووحش أوى من غيرها، حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى كان السبب فى موت فريدة".
صور فريدة وملابسها
وعن آخر كلمات فريدة قالت الجدة إنها بعد ارتدائها ملابس المدرسة وأثناء نزولها من على سلم المنزل لاستقلال السيارة كانت تقول "أيوه أنا جاية أهو يا عمو أنا مش متأخرة".
وتعود الواقعة إلى تلقى اللواء خالد شلبي، مدير أمن الفيوم، إخطارًا من مأمور مركز شرطة الفيوم، بورود بلاغ من مستشفى الفيوم العام، بوصول الطفلة "فريدة.ه" (4 سنوات-تلميذة بحضانة مدرسة الأوائل الخاصة)، بعزبة الصعيدي، بمركز الفيوم، ومقيمة بقرية قلمشاة بمركز إطسا، جثة هامدة، إثر إصابتها بنزيف بالمخ، وكسور متفرقة بالجسم.
عروسة الطفلة
وانتقل ضباط مركز شرطة الفيوم إلى مكان الحادث، واتهم والد الطفلة، "ه.ع" (31 سنة - بكالوريوس تجارة)، قائد الأتوبيس الخاص التابع للحضانة، ويدعى "ع.ح" (53 سنة - سائق)، ومقيم بقرية الحادقة بمركز الفيوم، بأنه صدم ابنته داخل فناء المدرسة أثناء الرجوع للخلف، ما أدى لإصابتها، ومصرعها متأثرة بالإصابة.
وتم ضبط قائد الأتوبيس، وأقر بارتكابه الواقعة دون قصد، وتحرر محضر بالواقعة، قيد برقم 8647 لسنة 2017م إدارى مركز شرطة الفيوم، وأخطرت النيابة للتحقيق، والتى كلفت إدارة البحث الجنائى بإجراء التحريات لبيان ملابسات الواقعة.
كراسة-فريدة
ومن جانبه قال الدكتور عادل عبد المنعم وكيل وزارة التربية والتعليم بالفيوم إنه قام بزيارة مدرسة الأوائل الخاصة بإدارة غرب الفيوم التعليمية التى شهدت مصرع طفلة بالروضة دهسها أتوبيس المدرسة أثناء عودته للخلف.
عروسة فريدة
وقام وكيل الوزارة بعقد اجتماع طارئ بالمدرسة مع مجلس إدارة المدرسة والممثل القانونى بالمدرسة وقرر إجراء التحقيقات فى الحادث الأليم الذى تعرضت له الطفلة فريدة هانى محمد kg1 أمس بعد خروجها من المدرسة وجارى التحقيقات من قبل مدير إدارة الشئون القانونية بالمديرية فى أحداث الواقعة، وقرر وكيل الوزارة توجيه إنذار للمدرسة واستبعاد مدير المدرسة وتكليف آخر بإدارة المدرسة واستبعاد مشرف عام السيارات فورًا وإحالة مسئول أمن باب المدرسة للتحقيق وإحالة مسئول أمن إدارة غرب الفيوم التعليمية للتحقيق وإحالة مدير التعليم الخاص بإدارة غرب الفيوم التعليمية للتحقيق وزيادة عدد مشرفى السيارات بالمدرسة، وزيادة عدد أفراد أمن باب المدرسة.
آخر رسمة لفريدة
ملابس فريدة
والد الطفلة وصورة ابنته
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة