وسط تكهنات بانقلاب عسكرى فى زيمبابوى على الرئيس روبرت موجابى الذى يحكم بلاده منذ استقلالها قبل 37 عامًا، ويُعد أكبر رؤساء العالم سنًا، انتشرت قوات الجيش الزيمباوى فى العاصمة "هرارى" بعد ساعات ليست بالقليلة من تصريحات قائد القوات المسلحة، التى أكد فيها استعداده للتدخل لإنهاء حملة تطهير ضد أنصار نائب الرئيس المقال إمرسون منانجاجوا، حيث شهدت الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، تصعيدًا كبيرًا للأحداث وسط تنامى توقعات الانقلاب على "موجابى" الذى تصفه المعارضة بـ"الديكتاتور".
"@MrKyruer: @Ahki_Maximili #Breaking #Zimbabwe #Harare
— Ronny Selota (@Ronald32567726) November 14, 2017
VIDEO: again: military vehicles. pic.twitter.com/yn7ziMBXFS"
انفجارات تهز عاصمة زيمبابوى
وسمع شهود عيان، دويًا عاليًا لانفجارات تردد فى مناطق متفرقة من وسط مدينة هارارى عاصمة زيمبابوى، فى الساعات الأولى من صباح اليوم، بعد أن انتشرت قوات فى شوارع العاصمة، وبسطت سيطرتها على هيئة البث الرسمية، مما عزز التكهنات بحدوث انقلاب، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".
انتشار جيش زيمبابوى
السيطرة على مقر التليفزيون الرسمى
فى سياق متصل، قال موظفان فى هيئة البث فى زيمبابوى "زد.بى.سى" وناشط فى مجال حقوق الإنسان، إن جنودًا سيطروا على مقر الهيئة الرسمية، مما يزيد من التكهنات بانقلاب على الرئيس روبرت موجابى البالغ من العمر 93 عاما.
وذكرت المصادر، أن بعض العاملين فى (زد.بى.سى) تعرضوا لمعاملة خشنة عندما اقتحم الجنود المقر، لكن مصدرا أشار إلى أن الموظفين أبلغوا "بألا يقلقوا" لأن الجنود موجودون فقط لحماية المكان.
جيش زيمبابوى
انتشار الجيش فى شوارع العاصمة
وفى وقت سابق، مساء أمس الثلاثاء، قال شاهد عيان، إنه رأى ناقلتى جند مدرعتين على مشارف هارارى، بينما كان الجنود ينظمون حركة المرور وذلك بعد يوم من تهديد قائد الجيش بالتدخل فى السياسة، حيث انتشر الجنود فى طريق "هارارى درايف" الرئيسى وأمروا السيارات المارة بإغلاق النوافذ وعدم توجيه أسئلة.
Another one. Let the show start. #Zimbabwe #Harare pic.twitter.com/wOHulMyPg1
— Man's Not Barry Roux (@AdvBarryRoux) November 14, 2017
وقال شهود، إن الدبابات حولت مسارها قبل الوصول إلى هارارى، واتجهت نحو مجمع للحرس الرئاسى فى منطقة دزيفاراسيكوا على أطراف العاصمة، فيما أوضح شاهد على طريق سريع إلى تشينهوى، وهو يشير إلى طريق يؤدى إلى مجمع الحرس الرئاسى الذى تتمركز فيه كتيبة الدفاع عن الرئيس "كان هناك نحو أربع دبابات وحولت مسارها إلى هنا ويمكنك رؤية آثارها على الطريق".
بيان القوات المسلحة فى زيمبابوى
وفى خطوة لم يسبق لها مثيل وجه كونستانتينو تشيونجا، قائد الجيش أول أمس الاثنين، تهديدا صريحا بالتدخل فى الشئون السياسية بعد أسبوع من إقالة موجابى لنائب الرئيس.
سيارات جيش زيمبابوى
وتلا تشيونجا بيانا أمام الصحفيين خلال مؤتمر صحفى حضره كبار قادة الجيش جاء فيه: "علينا تذكير من يقف وراء الخدع الغادرة الحالية، بأن الجيش لن يتردد فى التدخل عندما تتعلق الأمور بحماية ثورتنا". ولم يرد موجابى أو قرينته حتى الآن على بيان قائد الجيش.
وامتنعت وسائل الإعلام الرسمية فى زيمبابوى عن إذاعة بيان قائد الجيش. وكانت صحيفة هيرالد بدأت فى نشر بعض تعليقاته عبر حسابها على تويتر لكنها حذفت تلك التغريدات دون توضيح.
الحزب الحاكم يهاجم قائد الجيش
فى الوقت ذاته، قال حزب الاتحاد الوطنى الإفريقى الزيمبابوى الذى يُعد الجبهة الوطنية الحاكمة، أمس الثلاثاء، إنه لن يذعن مطلقا للضغوط التى يمارسها الجيش، حيث وصف بيان قائد القوات المسلحة، بأنه "سلوك يتسم بالخيانة"، مضيفا أنه ملتزم "بسيادة السياسة على السلاح"، إلا أنه اتهم قائد القوات المسلحة كونستانتينو تشيونجا بمحاولة زعزعة الأمن والاستقرار فى الدولة الفقيرة الواقعة فى جنوب القارة الإفريقية.
وتعد زيمبابوى إحدى دول إفريقيا التى كانت مستعمرة بريطانية تعرف باسم "روديسيا الجنوبية"، والتى أعلن إيان سميث زعيم الأقلية البيضاء انفصالها واستقلالها عام 1965، وقد أثارت سياسة سميث العنصرية غضب المجتمع الدولي، فأعلنت دول عديدة مقاطعة روديسيا اقتصادياً، وفرضت الأمم المتحدة مقاطعة اقتصادية على حكومة سميث، ونتج عن السياسة العنصرية التى اتبعتها الأقلية البيضاء تأييد عالمى لجبهة تحرير زيمبابوى، بزعامة موجانى وجوشوا نكومو وأخيرا نالت روديسيا استقلالها تحت حكم الأغلبية الأفريقية، وعرفت بجمهورية زيمبابوي.
وبعد انهيار نظام إيان سميث العنصرى وتولى الأغلبية السوداء الحكم من خلال ائتلاف حزبى زانو بزعامة روبرت موجابى وزابو بزعامة الزعيم الوطنى الراحل جوشوا نكومى، أفرز حالاً غير مسبوقة من الاحتقان ترافقت مع سوء الإدارة وتعثر المصالحة الوطنية أثر استئثار حزب زانو بالحكم ما أنتج فى النهاية نظام الحزب الواحد.
جانب من سيارات جيش زيمبابوى
تحالف سياسى لمواجهة "موجابى" فى الانتخابات
وفى أغسطس الماضى، أعلن مورجان تسفانجيراى أهم زعيم للمعارضة فى زيمبابوى، تشكيل ائتلاف كبير لعدد من أحزاب المعارضة لتحدى "موجابى" الذى يحكم البلاد منذ 1980، فى الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2018.
وتحالف زعيم حركة التغيير الديموقراطى مجددا مع مساعده السابق ويلشمان نكوبى وأحدى الشخصيات التى كانت مقربة منه فى الماضى تينداى بيتى و4 أحزاب أخرى معارضة لمواجهة الحزب الحاكم فى انتخابات 2018.
ودعا تسفانجيراى الذى هزم فى الانتخابات الرئاسية مرات عدة، الأحزاب إلى تجاوز الخلافات التى أضعفت المعارضة فى الماضى. وبين الأحزاب التى وقعت اتفاق التحالف حزب "شعب زيمبابوى أولا" الذى يقوده المناضل السابق فى حرب الاستقلال والدبلوماسى السابق أجريبا موتامبارا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة